أعلن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أن التعايش أصبح مطلبًا للجميع، لكنه يجب ألا يخضع لاشتراطات، فيما جدد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي دعوته إلى ما وصفه "انتصارًا سياسيًا موازيًا للانتصار العسكري".

إيلاف: رفض مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، خضوع التعايش لـ"الاشتراطات"، مؤكدًا أنه مطلب الجميع، وحذر من عودة الأمور إلى المربع الأول.&

في حين انتقد السياسي العراقي عزت الشابندر النائب أحمد المساري، معتبرًا أن إعلانه عن قيادة مرجعية سياسية للعرب السنة عودة إلى "أوكار الطائفية والفتنة النتنة"، مبيّنًا أن سماعها يشعره بـ"الشعور نفسه" وهو يسمع أبو بكر البغدادي يعلن (دولة الخلافة) في حين حذر ائتلاف دولة القانون من مخطط لاغتيال قيادات سنية خلال المؤتمر.

ثورة العشرين تستنهض التعايش&
وقال فالح الفياض، الذي يرأس أيضًا هيئة الحشد الشعبي، في احتفالية بمناسبة ذكرى ثورة العشرين، إن "التعايش أصبح اليوم مطلبًا للجميع، ويجب ألا يخضع للاشتراطات"، مشيرًا إلى أن "المصلحة كل المصلحة تكمن في رسم المصير المشترك".

وأردف قائلًا "نصر الحشد لكل العراقيين، وهنا أوجّه رسالة إلى الإخوان الذين أساءوا فهم هذا الأمر إنه لا يمكن لأي شخص أن يعيد الخطاب الطائفي والتصعيد واشتراطات طويلة لأن يتعايش معنا، لكون التعايش واجبًا على الجميع".

أضاف الفياض إن "ثمرة النصر تكون بعدم عودة الأمور إلى المربع الأول"، مشددًا على "عدم السماح بعودة الأجواء التي خلقت الهزيمة، وصنعت المقدمات التي أبرزت الانتكاسة". ويحتفل العراقيون في مثل هذه الأيام بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني عام 1920.

الخزعلي: انتصار سياسي.. وأخطاء ثورة العشرين&
بدوره جدد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي دعوته إلى تحقيق "انتصار سياسي" يكون موازيًا للعسكري، وأكد على ضرورة العمل للحفاظ على وحدة العراق، فيما رأى أن قوات الحشد الشعبي أصبحت تعطي "معنويات النصر" لكل العالم.

وقال الخزعلي في كلمة له خلال الاحتفالية عينها إنه "من حقنا أن نفتخر بهذه الثورة العظيمة، واليوم التاريخ يعيد نفسه، لكن بصورة أنصع وأجلى وأقوى، حيث إن الأحفاد من أولئك الأجداد". وأضاف أن "قادة الثورة استطاعوا تغيير وضع النظام، لكن للأسف الاتفاقات والأخطاء التي حصلت جعلت النظام الجديد مستوردًا من الخارج، وهذه مسؤولية ملقاة علينا جميعًا".

وأشار الخزعلي إلى "أننا الآن نحقق الانتصار العسكري، وعلينا أن نحقق الانتصار السياسي، ونحافظ على وحدة بلدنا"، لافتًا إلى "أننا ننتصر في كل المنازلات، ونعطي معنويات النصر لكل العالم".

سنة العراق.. مؤتمر ببغداد وآخر في أربيل
يأتي حديث الخزعلي بعد يوم على تصريحات رئيس كتلة اتحاد القوى العراقية في مجلس النواب أحمد المساري التي كشف فيها عن مشاركة أكثر من 300 شخصية سياسية وعشائرية، غالبيتهم أعضاء في مجلس النواب، إضافة إلى شخصیات أخرى ستدخل المجال السیاسي للمرة الأولى ضمن مؤتمر بغداد، مؤكدًا على بروز مرجعية سياسية للعرب السنة في العراق للمرة الأولى.&

وقال المساري في تصريحات صحافية إن "المؤتمر سيشكل عددًا من اللجان لمتابعة الأوضاع الإنسانية في المحافظات الست، وسيدعو إلى مشاركة حقيقية للعرب السنة في الانتخابات المقبلة بناء على معطيات جديدة على أرض الواقع، ويجب أن يبادر التحالف الوطني والحكومة العراقية إلى فتح صفحة جديدة من خلال خطوات على أرض الواقع بعد داعش".

وأكد أن الأطراف الشيعية رحبت بـ"فكرة المشروع" الذي سيضم جميع الكيانات السنية في الداخل والخارج، لكنه أشار إلى أن الإعلان عنه سيكون من بغداد وأربيل في الوقت نفسه. وأرجع ذلك إلى "ثمة شخصيات سنية لا تستطيع المشاركة في بغداد لأسباب معروفة".&

وأوضح المساري أن "المؤتمر سوف يعقد في منتصف الشهر الجاري في العاصمة العراقية بغداد، وهناك مؤتمر آخر مرتبط بهذا المؤتمر سيعقد في أربيل، وستحضره الشخصيات التي لا تستطيع الحضور إلى بغداد، بسبب الأوامر القضائية بحقهم".

وزاد مبينًا إن "المؤتمر سيدعو إلى الوحدة العراقية والشراكة الحقيقية وفتح صفحة جديدة في العلاقة ما بين العراقيين، وأيضًا إعادة إعمار المناطق السنية التي تم تدميرها بسبب الإرهاب والعمليات الحربية".

وأضاف "سيدعو المؤتمر العرب السنة إلى المشاركة في صناعة القرار العراقي، وسيلغي حالة التهميش والإقصاء التي عانى منها المكون خلال الفترة الماضية، بسبب السياسات الإقصائية، وخاصة في فترة حكومة السيد المالكي".

وأكد أن "هذا المؤتمر يأتي في مرحلة حرجة جدًا، وهي مرحلة ما بعد داعش، ودعوة حكومة إقليم كردستان إلى الانفصال عن العراق"، مؤكدًا أن "المؤتمر يحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي، وبموافقة حكومية لانعقاده، وبعلم رئيس الوزراء وموافقته".وأضاف "سيرعى المؤتمر رئيس مجلس النواب العراقي، وسيحضره رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء".&

وخلص إلى القول: "إننا للمرة الأولى سوف تكون لنا مرجعية سياسية للعرب السنة في العراق، وسيتواجد في المؤتمر أسامة النجيفي وسليم الجبوري وصالح المطلك وسعد البزاز وعبد الله الياور ورافع العيساوي وخميس الخنجر وأياد السامرائي وأثيل النجيفي وخالد المفرجي، والقيادات التي تعمل في العملية السياسية والتي هي خارجها"، من دون أن يبيّن إن كانت هذه الأسماء ستتواجد جميعها في بغداد وفي أربيل، لكنه ختم مؤكدًا أن "هنالك مرجعية سياسية على وشك أن تولد على أرض الواقع من العرب السنة، وتجمع كل الأحزاب السنية الموجودة في العملية السياسية، حتى التي هي خارج هذه المظلة، أي خارج التحالف الجديد، والباب مفتوح لها، لكن بشرط الإيمان بالخطوات والمبادئ التي سيعلنها التحالف الجديد".

الشابندر للمساري: وكأنني أسمع البغدادي&
ووجّه السياسي العراقي عزت الشابندر انتقادات لاذعة، إلى النائب أحمد المساري، عادًا إعلانه عن "مرجعية سياسية للعرب السنة على وشك أن تولد" بأنه عودة إلى "أوكار الطائفية والفتنة النتنة"، موضحًا أن سماعها يشعره بالشعور نفسه وهو يسمع أبو بكر البغدادي يعلن "دولة الخلافة".

وقال الشابندر عبر صفحته الشخصية في فايسبوك التي إطلعت "إيلاف" عليها: "عندما أقرأ أو أسمع هذه التصريحات للنائب أحمد المساري في ما يخص الإعلان عن قيادة أو مرجعية سياسية للعرب السنة ينتابني الشعور نفسه يومها وأنا أسمع أبو بكر البغدادي وهو يعلن عن دولة (الخلافة) التي ستعود بنا إلى تاريخ التكفير والكراهية والدم".

أضاف، "قلنا لأخوتنا الذين اعتادوا أن يعقدوا مؤتمراتهم خارج العراق، أتركوا بيوت الأجرة خارج بلدكم العزيز العراق، وتعالوا أَعِزَّة في بلدكم، لا يزاود على وطنيتكم فيه أحد، واجتمعوا، واعقدوا ما تشاؤون من مؤتمرات وندوات".

تابع وهو يدعو السياسيين السنة "إلى أخذ ما يشاؤون من قرارات لبناء الوطن وكرامة المواطن على قاعدة سيادة العراق ووحدته المجتمعية لا على أساس (شراكة مكوناته) هذه الفرية التي دمرت العراق وتكاد تعيده إلى عصر الظلمات". وأكمل الشابندر "أنتم ومن يشجعكم من الشيعة إنما تتفننون بإعادة إنتاج أنفسكم وإعادة تنظيم طبختكم في تقاسم السلطة وسرقة البلاد".

وأوضح أن "المطلوب من هذا المؤتمر أن يخرج بقرار واحد يقلب الخارطة السياسية العراقية التي قامت على التقسيم الطائفي والعرقي منذ العام ٢٠٠٣ حتى اليوم ويذهب الى الأغلبية السياسية التي يلتقي او يفترق أطرافها على أُسلوب تحقيق مصلحة العراق وشعبه".
ومضى الى القول إن "الحديث عمّا تسمى مرجعية سياسية للعرب السنة سيدفع الشيعة حكمًا إلى المضي في تخندقهم الطائفي"، مبينًا أنه "لو عدتم (السنة) ومضينا (الشيعة) إلى أوكار الطائفية الفتنة النتنة... هل تتوقعون علاقة بيننا أفضل مما وصلت إليه علاقة العرب والكرد، المركز وإقليم كردستان".

تحذير من اغتيالات&
فيما دعا القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب عدنان الأسدي الحكومة العراقية إلى منع مؤتمر بغداد للسنة، معتبرًا أنه يستهدف أمن العراقيين واستقرارهم، فيما حذر من تدخل الدول الإقليمية في القرار العراقي وإعادة صياغة الشخصيات التي كانت سببًا في سقوط الموصل وصلاح الدين والأنبار.&

وحذر الأسدي من "وجود مخطط من صناعة الدول التي تدعم هذا المؤتمر، بحجة أن هناك محاولة تصفية لقيادات المؤتمر من أجل إشعال الفتنة وخلق حرب أهلية ليعتبروها أزمة جديدة ما بعد أزمة داعش"، مؤكدًا أنه "لا مانع من توحيد الموقف السني في هذا المؤتمر وبناء مرجعية سنية واحدة ومعروفة، ولكن ما نخشاه هو تدخل الدول الإقليمية في القرار العراقي وإعادة صياغة الشخصيات التي كانت هي السبب في سقوط الموصل وصلاح الدين والأنبار".
&