أعلنت مصادر محلية في محافظة نينوى العراقية الشمالية عن إعدام داعش لقيادي لمح الى مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وهدد بجلد كل من يتطرق الى ذلك.. فيما اعتذر وزير الدفاع العراقي عن تصريحات اعتبر فيها معتقلي داعش أسرى حرب. 

إيلاف من لندن: قال مصدر محلي في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل إن تنظيم داعش اعدم ما سماه "صاحب خطبة موت البغدادي" وسط قضاء تلعفر غرب الموصل، بعد اتهامه بـ"اثارة الفتنة الداخلية"، وهو "ابو قتيبة" احد المقربين جدًا من زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي كان قد لمح خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية في القضاء، الى مقتل زعيم داعش.

وقال المصدر إن "تنظيم داعش اعدم ابو قتيبة بعد ساعات قليلة على اعتقاله في تلعفر قرب الموصل.. موضحاً ان عملية الاعدام تمت بالحرق وسط القضاء بعد تجمهر العشرات من مسلحي التنظيم، كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز" العراقية في تقرير اليوم اطلعت عليه "إيلاف"، مضيفًا ان التنظيم وزع بياناً مقتضباً في ارجاء مدينة تلعفر الاحد حدد عقوبة 50 جلدة لمن يتحدث عن موت زعيمه البغدادي، بعد جدل واسع انتشر عقب خطبة الجمعة الماضي.

وكان ابو قتيبة اعترف بشكل مفاجئ بمقتل البغدادي، حين اجهش بالبكاء، بعد ذكر اسم الاخير في زلة لسان خلال الخطبة، ثم صمت لبعض الوقت وأخذ يردد آيات قرآنية، واثر ذلك انتشر خبر الخطبة بقوة في ارجاء تلعفر.

وكان مسؤولون روس رجحوا في 17 يونيو الماضي مقتل البغدادي خلال ضربة جوية نفذتها الطائرات الروسية في الرقة، معقل التنظيم الرئيسي بسوريا.. فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف الاربعاء الماضي إنه يستطيع القول بدرجة عالية من الثقة إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قد قتل.

وزير الدفاع العراقي يعتذر عن تصريحاته حول أسرى التنظيم 

‏اعتذر وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي اليوم عن تصريحات كان ادلى بها الجمعة الماضي تتعلق بمعاملة معتقلي تنظيم داعش كأسرى حرب.

وقال وزير الدفاع في بيان مقتضب اليوم نشره موقع وزارته، واطلعت عليه "إيلاف"، انه يقدم "اعتذاره للشعب العراقي عن الالتباس الذي حصل عند كلامه عن تنظيم داعش كأسرى حرب".

وقال "اني لم اقصد المعنى الحرفي لهذا المصطلح، لان الدواعش قتلة ومجرمون، وهم تنظيم ارهابي لا تنطبق عليهم بنود واتفاقيات الامم المتحدة بل يعاملون وفق القوانين العراقية النافذة، ولكن كان قصدي ان نتعامل وفق القانون، وان لا تكون تصرفاتنا ردة فعل لاجرامهم بعيدًا عن القانون والاخلاق العسكرية متأسين بذلك باخلاق الرسول الكريم (ص) واهل بيته الكرام"، في إشارة الى ما يبدو الى محاكمة الاسرى بتهمة الارهاب التي يعاقب عليها القانون العراقي بالاعدام.

وكان نواب عراقيون انتقدوا استخدام الوزير مصطلح "أسير حرب" في ما يخص عناصر تنظيم داعش المعتقلين، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى إطلاق سراحهم لاحقًا بدون محاكمة، وقالوا إن المصطلح يتضمن "اعترافًا ضمنيًا" بأن القوات العراقية تحارب "دولة معترفا بها" وليس جماعة ارهابية غير شرعية وخارجة على القوانين الدولية المعترف بها. 

وعلى الصعيد نفسه، فقد خيرت القوات العراقية عناصر داعش بين الاستسلام او الموت، وقالت خلية الاعلام الحربي للقوات المشتركة في بيان إن وجود تنظيم داعش بات محصورًا في منطقة صغيرة جدا بعد تمكن القوات العراقية من السيطرة على معظم المدينة التي كان يسيطر عليها التنظيم بالكامل.

وشددت الخلية على انه "لم يبقَ لتنظيم داعش خيار سوى الموت أو الاستسلام".

وتمكنت القوات العراقية من تضييق الخناق على آخر معاقل داعش في الموصل امس إثر سيطرتها بالكامل على حي الشفاء إلى جانب جسر لتقطع طرق الهروب أمام مقاتلي داعش، كما استعادت القوات السيطرة على الجسر الحديدي القديم، وهو آخر الجسور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في الموصل.

وكانت القوات العراقية قد أعلنت الخميس أنها استعادت جامع النوري الكبير في المدينة القديمة في الشطر الغربي الايمن، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، في خطوة اعتبرتها بغداد إعلاناً "بانتهاء دويلة الباطل الداعشية".

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.