الرملة: تفوح رائحة البهارات الهندية الشهية من مطبخ مطعم هندي تقليدي وسط اسرائيل، حيث علق ملصق ترحيب برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يصل الثلاثاء في أول زيارة من نوعها للدولة العبرية.

يصل مودي، وهو أول رئيس وزراء هندي يزور اسرائيل، في زيارة لثلاثة أيام تأتي نتيجة تقارب في العلاقات بين البلدين أدى الى صفقات دفاعية تقدر بمليارات الدولارات. لكن بالنسبة الى الجالية الهندية اليهودية الصغيرة التي تقيم في الدولة العبرية، تثير الزيارة الحماس، وتشكل فرصة نادرة لهم لاظهار انفسهم.

يقول العازر اشتيفكر الذي يملك مطعم "مهراجا" الهندي في مدينة الرملة في جنوب تل ابيب "لا يوجد منزل (هندي) واحد لا يتحدث عن ذلك. هذا كل ما يتحدث الناس عنه" متابعا "هذه (زيارة) تاريخية". وبالنسبة الى اشتيفكر (33 عاما) الذي ولد لابوين ولدا في الهند، وقاما بتأسيس المطعم في الثمانينات، لانهما شعرا بأن "الجالية (الهندية) في انحدار".

في البداية، كان كافة الزبائن الذين يرتادون المطعم من الهنود تقريبًا. لكن في التسعينات، مع انتشار عادة سفر الاسرائيليين الى قارة اسيا، بعد انهاء خدمتهم العسكرية بشكل كبير، عاد الكثير من الاسرائيليين مع رغبة في ارتياد المطعم الهندي. ويقدم المطعم اكلات هندية تقليدية ويبيع البهارات والخضر المستوردة.

كتب على الملصق الكبير لمودي دعوة باللغتين العبرية والانكليزية الى اليهود الهنود للمشاركة في لقاء مع رئيس الوزراء الهندي في 5 من يوليو في تل ابيب. واكد اشتيفكر مازحا "في حال بحثتم عن الهنود في اسرائيل في الخامس من الشهر، فإنكم لن تجدونهم. سيكونون جميعهم في مركز المؤتمرات" للقاء مودي.

يهود غير مرئيين
يقدر عدد اليهود من اصول هندية في اسرائيل بـ 100 الف شخص، بحسب تقدير اليعاز دانديكر، وهو مؤرخ وباحث متخصص في الجالية الهندية. ويقول دانديكر ان الاسرائيليين الذين ولدوا في الدولة العبرية من اصول هندية ما زالوا يحتفظون بـ "روابط عميقة" مع الهند عبر الموسيقى والافلام الهندية والطعام والاحداث الثقافية.

ويتم تنظيم مناسبات في اسرائيل يشارك فيها ممثلون هنود. وبحسب الروايات، وصل اليهود الى الهند على مدار 3000 عاما، ولم يعانوا هناك من اي تمييز عنصري او على اساس الدين. وبدأت هجرة اليهود الجماعية من الهند الى الدولة العبرية بعد قيامها عام 1948 وفي السنوات التي اعقبتها لاسباب دينية واسباب اخرى.

واستقرت غالبية اليهود الهنود ليصبحوا من المزارعين، بينما قام اخرون بالعيش في بلدات مختلفة في الدولة العبرية. وفي السنوات الاولى التي اعقبت قيام اسرائيل، ترك الكثير من الهنود اسماءهم التقليدية وعاداتهم المميزة من اجل "الانصهار".

لكن يشير دانديكر (34 عاما) "هناك انفتاح اكثر في هذه الايام" تجاه الثقافة الهندية، مشيرا الى ان "الاجيال الشابة ترغب في معرفة المزيد" عن ثقافتها. وبجانب مطعم "مهراجا"، يجلس شاؤول ديفيكار الذي هاجر من الهند، وهو طفل في متجر البهارات الذي يملكه، ويتحدث مع اثنين من الزبائن حول البضائع القادمة من الهند ورئيس الوزراء الآتي.

يتفاخر ديفيكار بأنه مسؤول عن سبع حافلات ستنقل الهنود الاسرائيليين الاربعاء من الرملة للقاء مودي. ويقول عن رئيس الوزراء الهندي القومي الهندوسي "هو رجل مميز"، بينما يضيف رجل اخر في الثلاثينات من عمره باللغة العبرية ذات اللكنة الهندية ان مودي "يحب اليهود".

يقول المؤرخ دانديكر ان الهنود اليهود في اسرائيل يطلق عليهم اسم "اليهود غير المرئيين" لأنهم ليسوا من اليهود الغربيين (الاشكناز) الذين قدموا من اوروبا، وليسوا من اليهود الشرقيين (السفارديم) الذين جاؤوا من الشرق الاوسط وافريقيا. وأضاف انه على الرغم من تفوق بعض ابناء الجالية في مجالات الطب والجيش، فإن "الكثير منهم لا يتطرقون الى اصولهم" الهندية.

ومع قيام الهنود بتغيير اسماء عائلاتهم لتصبح "اسرائيلية اكثر" اصبح من الصعب التعرف إليهم. ويأمل الهنود الاسرائيليون في ان تعود زيارة مودي عليهم بالاهتمام من قبل الاسرائيليين بالثقافة الهندية وقد تعزز من حضور الجالية الهندية. ويقول اشتيفكر صاحب المطعم "نتوقع ان تساعد على تطور مجتمعنا. نحن جالية صغيرة حقا هنا ولا نتميز ابدا".