الرباط: خرج أخيرا إلى القاعات السينمائية، في عدد من المدن المغربية، الفيلم السينمائي الجديد"المليار" من بطولة ربيع القاطي، وإخراج محمد رائد المفتاحي، في أول عمل سينمائي مطول له، بعد أن أخرج من قبل مجموعة من الأشرطة ذات الطابع الوثائقي للتلفزيون المغربي،إضافة إلى شريط سينمائي قصير بعنوان "خفقة قلب".

وفي حديث خاص مع "إيلاف المغرب"،أوضح المفتاحي، وهو مخرج شاب (من مواليد سنة 1987)، أن هذا الفيلم عائلي، خال من أي خدش للحياء، وقد أخرجه على هذا الأساس، في إطار من الكوميديا السوداء، التي تعتبر في نظره "أسرع وسيلة لتبليغ الخطاب المراد إيصاله إلى المتلقي".

تطبيق ميداني للدروس

وقال إنه ضد استعمال العبارات النابية في السينما المغربية، بشكل مجاني بدعوى أنها تعكس صورا من الواقع في الشارع، داعيا إلى الارتقاء بالوجدان العام للجمهور، بدل الهبوط به إلى الحضيض.

 

ملصق "المليار" لمخرجه محمد رائد المفتاحي

 

وعن ظروف تصوير أحداث الفيلم، التي جرى جزء كبير منها في منطقة الشاوية، قريبا من سطات (وسط المغرب)، قبل الانتقال إلى الرباط العاصمة السياسية للمملكة، قال إنه استمتع رفقة أعضاء الطاقم التقني والفني بتنوع المكان وتضاريسه الطبيعية، على مدى 23 يوما، كانت بالنسبة له، بمثابة تطبيق للدروس التي تلقاها في المجال المسموع والمرئي بالمعهد المتخصص بمدينة الدار البيضاء،وحصوله على إجازة في الدراسات السينمائية من جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان (شمال).

روح الفريق

وقال المفتاحي إن أهم درس ميداني استوعبه جيدا، هو العمل مع الجميع بروح الفريق، وهو الأمر الذي أدى في نظره إلى نتيجة إيجابية عكسها تجاوب الجمهور مع الفيلم في عروضه الحالية في مجموعة من القاعات السينمائية.

 

الممثلة زهور السليماني والممثل ربيع القاطي في مشهد من الفيلم

 

وبعد أن ذكر المفتاحي أنه دخل المجال السينمائي مدفوعا بعشقه الكبير منذ الصغر، لمجال الفن السابع، أكد أنه اعتمد في تمويل الفيلم، الذي يستغرق عرضه ساعة ونصف ساعة، على إمكانياته الذاتية، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمرء أن يظل في انتظار دعم المركز السينمائي المغربي لإخراج فيلم إلى الوجود.

وأضاف انه كان حريصا على الوفاء للسيناريو،كما كتبه توفيق دحماني، ومما سهل من مأموريته تعامله مع ممثل محترف هو ربيع القاطي، الذي يجر وراءه رصيدا فنيا حافلا بالعديد من الأعمال الفنية،وكذلك الشأن بالنسبة لبقية الممثلين والممثلات، زهور السليماني، ومحمد عاطر، وزهيرة صادق، وعبد الحق بلمجاهد، وحسناء المومني .

الفقر مأساة

وأبرز المفتاحي أن مضمون الفيلم يثير مجموعة من القضايا في إطار كوميدي، ومن بينها النفاق الاجتماعي، وانتشار الإشاعة، والتحولات التي تطرأ على تصرفات بعض الناس بسببها من خلال قصة بطل الشريط،الذي يسعى الكثيرون لكسب وده،بعد أن قيل إن "المليار" أصبح في حوزته، رغم أنه كان شبه منبوذ من طرفهم.

وفي ختام اللقاء،عبرالمفتاحي عن رغبته في تراكم عطائه في مجال الإخراج السينمائي، وتطلعه للمشاركة في مهرجانات السينما،سواء داخل المغرب اوخارجه، للاحتكاك بالآخرين، والاستفادة من تجاربهم السينمائية عن كثب.

 

مشهد من الفيلم

 

وحسب "الملف الصحافي"للفيلم ، فإن "فكرة الفيلم" تقوم أساسا على أن "الفقر مأساة، فما بالك لو صار مدعاة للضحك ومجالا للاستغلال".

موجز الشريط

أما موجز الشريط السينمائي الجديد، فمفاده أن بطله علي ولد صفية، يعيش معدما وشبه معزول عن دوار( كفر)"الكدية"، بسبب نظرة السكان إليه باعتباره لقيطا في نظرهم، ويعاملونه معاملة سيئة، ويتجنبونه لكونه يشتغل في مطرح للنفايات. 

لكن تصرفاتهم سوف تنقلب رأسا على عقب، بمجرد علمهم أنه سيتلقى معونة مالية تقدر بمليار سنتيم، من طرف لجنة تابعة لمؤسسة دولية تسعى لمحاربة الفقر، حيث أصبح الكل يتقرب منه،"الفقراء يطمعون في معونته لهم، والأغنياء يطمحون في أن تكون لهم حصة الأسد من المليار".

لكن الحقيقة سوف تنجلى حين حلت اللجنة الدولية المختلطة بالمنطقة، وسط استقبال حافل من طرف السكان، وسلمت المظروف المتضمن للمبلغ المالي لبطل الفيلم، والذي كان هزيلا جدا، ولا يرقى إلى تطلعات أهل "الكفر"، فانصرفوا وهم يسخرون من بعضهم البعض، فيما كانت الريح تتلاعب بالمبلغ المالي المتبرع به من طرف اللجنة الدولية.