أعلن مسؤول أمريكي عن التوصل لوقف لاطلاق النار جنوبي سوريا في ختام لقاء الزعيمين الروسي والامريكي الذي استمر نحو ساعتين، على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ الالمانية.

وقال المسوؤل إن وزير الخارجية الامريكي ريكس تليرسون سيكشف عن تفاصيل الاتفاق في وقت لاحق. وتشهد محافظتا درعا والقنيطرة جنوبي سوريا اشتباكات مستمرة منذ عدة اسابيع بين القوات الحكومة المدعومة بمليشيات اجنبية وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة والمعارضة السورية المسلحة.

وقبيل لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لأول مرة أنه "يشرفه اللقاء به ويأمل ان تشهد علاقات البلدين تطورات ايجابية".

وصرح ترامب للصحفيين بينما كان بوتين يجلس بجواره انه وبوتين ناقشا قضايا متعددة والامور تسير بشكل ممتاز، مضيفا "أجرينا مباحثات ممتازة ".

من جانبه قال بوتين أنه سبق وتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكن ذلك لا يكفي، ويسعده اللقاء بترامب وجها لوجه.

وكان الاثنان قد أعربا عن رغبتهما في إصلاح العلاقات الثنائية التي تضررت من جراء أزمتي سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى الى ما يقال عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية السنة الماضية.

ومن المقرر أن تسيطر قضية التغيير المناخي والتجارة الدولية على أعمال القمة التي أثارت احتجاجات واسعة.

وأدت المصادمات مع الشرطة إلى إصابة 76 شرطيا حتى الآن.

ترامب
EPA
ترامب طالب روسيا بالتوقف عن السلوك الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار

ويقول مراسلون إن اختيار المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مدينة هامبورغ معقل صناعة التكنولوجيا الفائقة الواقعة في شمال البلاد لاحتضان القمة يسعى لإظهار أن الاحتجاجات الواسعة يمكن التساهل معها في إطار ديمقراطية مفتوحة.

ويشارك في قمة العشرين 19 بلدا متقدما وناميا على السواء، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

وقررت السلطات نشر نحو 20 ألف من عناصر الشرطة لمراقبة المظاهرة الرئيسية التي تتزامن مع موعد انعقاد القمة، حيث تقول الشرطة إن نحو 8 آلاف من المتظاهرين لديهم الاستعداد لارتكاب أعمال عنف، مما يشكل تحديا كبيرا للقوات المكلفة بالحفاظ على الأمن أثناء القمة.

والبلدان المشاركة في قمة العشرين هي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وأندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والسعودية، وجنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

ما الذي يمكن توقعه من مباحثات ترامب وبوتين؟

يلتقي الزعيمان على انفراد بعد الظهيرة مساء الجمعة، حسب وسائل إعلام روسية بالرغم من أن تقارير أخرى ألمحت إلى أن اللقاء قد يستمر لنحو 30 دقيقة.

وليس من الواضح إن كان الاثنان سيتحدثان إلى الصحفيين أو مدى ما سيسمح به لوسائل الإعلام في تغطية اللقاء. وفي أعقاب محادثتين هاتفيتين بين الزعيمين في يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، نشر البيت الأبيض والكرملين ملخصين لهاذين الاتصالين.

ما نعرفه هو أن ترامب وبوتين أبرزا بوضوح آراءهما المتعارضة بشأن القضايا الدولية الرئيسية المطروحة قبيل انعقاد القمة:

  • دعا ترامب الخميس في خطاب في العاصمة البولندية، وارسو، روسيا إلى وقف "زعزعة استقرار" أوكرانيا وبلدان أخرى، و"الانضام إلى مجتمع الأمم المسؤولة".
  • دعا بوتين في لقاء مع صحيفة ألمانية إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده على خلفية ضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية عام 2014.
  • دافع بوتين أيضا عن اتفاق مؤتمر باريس بشأن المناخ قائلا إنه "أمَّن أساس تنظيم المناخ على المدى الطويل"، مضيفا أن روسيا ترغب في "مساهمة شاملة في تطبيق" اتفاق باريس علما بأن الرئيس الأمريكي انسحب من هذا الاتفاق.
  • واشنطن تدعم بعض المجموعات المسلحة في سوريا وبوتين هو الحليف الرئيسي للرئيس بشار الأسد. وثمة تباين في الموقف بشأن المستقبل السياسي للبلد.
  • اختيار ترامب لكلماته خلال إلقاء خطابه في وارسو يظهر أنه يدرك الخطر السياسي المحيط به لو اعتبر أنه قريب جدا من بوتين، حسب المراسل الدبلوماسي لبي بي سي، جيمس روبينز.
  • قالت وسائل إعلام روسية إن توقعاتها بشأن اللقاء منخفضة في حين قال أحد المراقبين الروس، فيودور لوكيانوف في صحيفة روسيسكايا كازيتا، إن "الشيء الأساسي هو عدم حدوث الأسوأ".