صبري عبد الحفيظ من القاهرة: شيع المصريون ضحايا الهجمات التي وقعت أمس في مدينة رفح شمال سيناء، وسط هتافات ضد قطر وتركيا. بينما ردت وزارة الدفاع المصرية بنشر مقطع فيديو يظهر توجيه الطائرات العسكرية ضربات ضد سيارات تحمل عناصر إرهابية، وقالت إن الهجوم أسفر عن مقتل 40 شخصًا وصفتهم بـ"التكفيريين".

وبعث العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ببرقيتي تعزية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلنت السعودية دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب.

جنازة المجند على حسن الطوخي

بعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومؤاساة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إثر التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا شمال سيناء.

وقال الملك سلمان في البرقية التي نشرت وكالة الأنباء السعودية، نصها: "علمنا ببالغ الأسى بنبأ التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا شمال سيناء، وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، معربين لفخامتكم عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذين العملين الإجراميين الآثمين، مؤكدين وقوف المملكة العربية السعودية مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، ونبعث لفخامتكم ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق ولأسر الضحايا باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا خالص التعازي وصادق المؤاساة، راجين لذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، ومتمنين للمصابين الشفاء العاجل، وأن يحفظكم والشعب المصري الشقيق من كل سوء ومكروه".

كما بعث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية مماثلة، وجاء فيها: "تلقيت ببالغ الألم نبأ التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا شمال سيناء، وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، وأعرب لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعبكم الشقيق عن أحر التعازي والمؤاساة، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظكم من كل مكروه".

وشيع المصريون جثامين ضحايا الهجمات التي وقعت مساء أمس الجمعة، ففي محافظة المنوفية، شيع أهالي قرية الخضرة، اليوم السبت، جثمان الملازم أول أحمد محمد حسانين شاهين، إلى مثواه الأخير، وحضر المحافظ هشام عبد الباسط، ومدير الأمن خالد أبوالفتوح، مراسم الجنازة.
وقال والده أثناء الجنازة، إن ابنه كان يستعد لإعلان خطوبته الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن ابنه قال له في آخر اتصال تليفوني قبل الهجمات الإرهابية بعدة ساعات، إنه سوف يحصل على إجازة يوم الاثنين المقبل، لشراء مستلزمات العرس.

ولفت إلى أن حفل الخطوبة كان مقررًا له يوم الثلاثاء المقبل، لكنه أصبح الآن في دار الحق، وطالب والده بـ"الثأر له من الجماعات الإرهابية".

وفي محافظة القليوبية، شيع المصريون السبت، جثمان النقيب خالد المغربي، وهتف المشاركون في الجنازة ضد قطر وتركيا، متهمين الدولتين بدعم الإرهاب، وتقديم التمويلات للتنظيمات الإرهابية. وقال والده أثناء الجنازة، إن ابنه خالد النقيب، متزوج حديثًا، ولم يمض على زفافه سوى أربعة أشهر فقط، وقال: "هو الآن عريس في الجنة".

وفي قرية عرب جهينة بشبين القناطر بمحافظة القليوبية، شيع المصريون أيضًا اليوم السبت جثمان الشهيد مجند علي حسن الطوخي، وردد الأهالي هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين، وقطر، متهمين الجماعة والدولة بدعم الإرهاب. وقال والده إن ابنه كان يستعد للزواج في شهر سبتمبر المقبل.

وفي محافظة المنيا، شيع الآلاف من أهالي قرية أبوغرير، اليوم السبت، جثمان المجند فراج محمد محمود أحمد، أحد عناصر كتيبة 103 صاعقة في شمال سيناء. وردد الأهالي هتافات منددة بالإرهاب. كما شيع أهالي قرية المناجاة التابعة بمحافظة الشرقية، السبت، جثمان المجند أحمد محمد على سلامة.كما شيع الآلاف من أهالي محافظة أسيوط جثمان النقيب محمد صلاح إسماعيل.

وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي استهدف كمين "البرث" بجنوب رفح، أمس الجمعة، وأسفر عن سقوط أكثر من 26 قتيلًا ومصابًا بالجيش المصري.

ونفذ انتحاريان العملية بسيارتين مفخختين استهدفتا الكمين، تبعها هجوم لعناصره بالأسلحة النارية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الضحايا.

وقالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن "الجرائم الإرهابية تمثل اعتداء على حرمة الحقوق والحريات التي أقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية وأهمها الحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي".

وطالبت بـ"حتمية معاقبة المتسببين في العمليات الإرهابية، لأن الإرهاب يهدد مبادئ وقيم حقوق الإنسان". 

وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، لـ"إيلاف" إنه يجب معاقبة كل من يدعم الإرهاب سواء كانوا أفرادا أو تنظيمات أو دولا، لا سيما من يمول ويأوي القيادات الإرهابية. 

ودعا أبو سعدة "المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب ومعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب بأي شكل مادي أو لوجستي أو تأوي القيادات الإرهابية وتسمح بوجود معسكرات تدريبية لتلك العناصر الإرهابية، كما يجب أن تتحمل هذه الدول التي تقوم بهذه المخالفات صرف تعويضات لضحايا العمليات". في إشارة ضمنية إلى قطر.

وحسب تصريحات، المستشار محمود الجمل، رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الإرهاب، لـ"إيلاف"، فإن الهدف الرئيسي من الهجوم على سيناء هو الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن كل الدول المعادية لمصر تعلم أن السيسي أصبح هو وأشقاؤه من قادة الدول العربية في صدارة من يكافح الإرهاب.

وأشار رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف، بأصابع الاتهام إلى قطر في الوقوف وراء العملية الإرهابية الأخيرة، لافتاً إلى أن مصر والدول المقاطعة للدوحة صارت مستهدفة أكثر من أي وقت مضى.

وردًا على الهجمات الإرهابية، نشرت وزارة الدفاع المصرية مقطع فيديو على يوتيوب، يظهر القوات الجوية المصرية، وهي تشن هجوماً على عدد من عربات العناصر الإرهابية في شمال سيناء.

تحذير: الفيديو يتضمّن صورا صادمة

وقالت إن الهجوم أسفر عن مقتل 40 شخصًا وصفتهم بـ"التكفيريين" قبل تمكنهم من إتمام عمليات إرهابية أخرى على عدد من الكمائن التابعة للجيش المصري في رفح".

ويظهر مقطع الفيديو الطائرات المصرية، وقد استهدفت 6 سيارات في صحراء سيناء، كما يصور ذات المقطع جثث القتلى في الصحراء.