لندن: تقيم منظمة "الموسيقى في الانثولوجيا" (ماتا) في نيويورك سلسلة من الحفلات الموسيقية على امتداد ثلاث سنوات تحت عنوان "موسيقى جديدة من العالم الاسلامي".

وقامت "ماتا" منذ تأسيسها قبل 20 سنة بدور كبير في اكتشاف المواهب الموسيقية الشابة وتشجيعها سواء في اميركا أو البلدان الأخرى.

وأُقيمت الحلفة الأولى في اطار هذا البرنامج بعنوان "طغيان الفراق" المستعار من قصيدة للشاعر الفارسي حافظ الذي عاش في القرن الرابع عشر. ولكن الظروف السياسية اليوم ليست بعيدة عن الفعالية، من فراق اللاجئين عن أهلهم في الشرق الأوسط الممزق بالحروب الى الحظر الذي فرضه الرئيس ترمب على سفر مواطني بلدان مسلمة الى الولايات المتحدة.

ويواجه الموسيقيون في هذه البلدان تحديات لا يعرفها نظرائهم الاميركيون والاوروبيون. وعلى سبيل المثال ان آيدين صميمي مفخم نال شهادة ماجستير في نظرية الموسيقى والتأليف الموسيقي من معهد الدولة في العاصمة الارمنية يريفيان ولكن بسبب العقوبات المفروضة على بلده لم يتمكن من مواصلة دراسته لنيل الدكتوراه. وشيركو داكوري الذي نشأ في بلدة عامودا الكردية على الحدود السورية ـ التركية لكنه درس الموسيقى في ستوكهولم يعمل في منظمة غير حكومية تنفذ في بلدته مشاريع تنموية في مجالات الزراعة والكهرباء والماء والاعلام. وتعيد تجربته الى الاذهان ان الشاعر غوته في فايمار كان يبني طرقاً ويدير مناجم.

ولكن هؤلاء الموسيقيين الشباب لا يختلفون عن نظرائهم الغربيين في محاولتهم تركيب الاتجاهات الحالية للحداثة الاوروبية مع صوتهم الخاص.

مزيج من الأعمال الأدواتية والصوتية

وتقدم الحفلة مزيجاً من الأعمال الأدواتية والصوتية بينها عمل داكوري الذي يقول انه "يهدف الى الحفاظ على ما هو جميل في ثقافتي في زمن الفوضى والنزاع". وهو يلوّن انغامه الفولكلورية الكردية بموسيقى غربية. ومن الأعمال الأخرى قطع من تأليف الموسيقي السوري زيد جابر احياء لذكرى الناشطة راشيل كوري المؤيدة لقضية الشعب الفلسطيني ، والايرانية عائدة شيرازي التي تدرس لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا.

ولكن عمل مفخم الاوبرالي لفت انتباه النقاد الموسيقيين بالمشاهد الصوتية التي إذ تستند الى الموسيقى التقليدية في ايران فانها تستخدم تقنية أدواتية موسعة وغنائية صوتية حزينة ذات اشتقاق غربي. ومن الأعمال المهمة الأخرى المهمة قطعة في العزف على الكمان والتشيلو كُتبت تكريما لذكرى المؤلف الموسيقي وعازف الكمان الايراني الراحل ابو الحسن صبا الذي توفي في عام 1957. ويقول الناقد الموسيقي الاميركي راسل بلات ان هذا العمل باحتضانه الرثائي للابهام ومستواه التقني الرفيع مثال على هذا الاسلوب ويذكره بأفلام عباس كيارستمي. 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويوركر". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.newyorker.com/culture/culture-desk/a-showcase-for-new-music-from-the-islamic-world?mbid=nl_170707_Daily&CNDID=31115831&spMailingID=11427205&spUserID=MTMzMTgzMTU4MzUxS0&spJobID=1200606514&spReportId=MTIwMDYwNjUxNAS2