هامبورغ: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يتوقع تحسن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب، مؤكدًا أن الاخير "مختلف جدا" في الواقع عنه في التلفزيون.

ويأتي تصريح الرئيس الروسي غداة لقاء اول بين الزعيمين كان موضع ترقب شديد على خلفية ادعاءات بأنه كانت لروسيا يد في الفوز المفاجئ لترمب في الانتخابات الرئاسية الاميركية العام الماضي.

وصرح بوتين اثر قمة مجموعة العشرين في المانيا أن "ترمب الذي ترونه على التلفزيون يختلف كثيرًا عن ترمب الحقيقي. انه ينظر الى محاوره في شكل ملائم ويجيب سريعاً على الاسئلة التي تطرح".

وقال بوتين انه متفائل بإعادة اصلاح العلاقات الاميركية الروسية التي شهدت خلال عهد اوباما تدهورًا غير مسبوق منذ الحرب الباردة. وتابع "كل الاسباب متوافرة للقول اننا نستطيع ان نعيد ولو جزئيًا مستوى التعاون الذي نحتاج اليه".

واضاف بوتين "اعتقد انه تم ارساء علاقات شخصية"، اضافة الى "وضع الاسس" من اجل تقارب اميركي روسي.

وقال الرئيس الروسي إن الرئاسة الاميركية بدت اقل تشددًا حيال الحرب في سوريا، حيث تقوم موسكو وواشنطن بدعم افرقاء متنازعين.

وصرح بوتين "اعتقد ان موقف الولايات المتحدة (حول سوريا) بات اكثر براغماتية". ثمة تفهم (متبادل) بأننا قادرون على فعل الكثير اذا وحدنا جهودنا"، مشيدًا بالاتفاق الذي تم التوصل اليه الجمعة بين الاميركيين والروس لوقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة توصل روسيا والولايات المتحدة الى مذكرة تفاهم بشأن اقامة منطقة لخفض التصعيد في جنوب غرب سوريا اعتبارًا من ظهر الاحد. وقال لافروف إنّ قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار "بالتنسيق مع الاردنيين والاميركيين".

تدخل

وحول الاتهامات الاميركية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في 2016، قال بوتين إن ترمب اقتنع بالنفي الذي قدمه. وقال بوتين ان ترمب "طرح اسئلة كثيرة" حول ذلك، و"ادليت بتوضيحات، وفي اعتقادي انه كان راضيًا عن هذه الاجابات وانه وافق عليها".

ولم يدلِ ترمب بأي تصريح حول لقائه بوتين باستثناء ما اعلنه السبت بأن اللقاء كان "رائعًا". قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي شارك في لقاء الساعتين والربع بين الزعيمين انهما تبادلا حديثًا "حازمًا جدًا" حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

لكن تيلرسون لم يجب على سؤال لدى خروجه من مؤتمر صحافي الجمعة في هامبورغ حول ما اذا كان ترمب اقتنع بالنفي الذي قدمه بوتين. من جهتها، صرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي لشبكة "سي ان ان" أنه لا يمكن تصديق ما يقوله بوتين. وقالت هايلي:" الكل يعلم ان روسيا تدخلت في انتخاباتنا".

واضافت السفيرة الاميركية ان ترمب "اراد النظر في عينيه وابلاغه بأننا نعلم انك تدخلت في انتخاباتنا، اجل نحن نعلم انك فعلتها، فكف عن ذلك". وقالت هايلي: "اعتقد ان الرئيس بوتين فعل ما توقعنا ان يفعله وهو نكران ذلك. وهذا (النفي) هو محاولة روسيا حفظ ماء الوجه، ولكنها لن تستطيع تحقيق ذلك".

ترمب: حان وقت العمل البناء
من جهته أكد الاحد ان الوقت قد حان للعمل "بشكل بناء" مع موسكو قائلا ان نظيره الروسي فلاديمير بوتين "نفى بشدة" التدخل في انتخابات عام 2016.

وكتب ترامب على موقع "تويتر" في وقت مبكر بعد عودته من اوروبا حيث التقى بوتين للمرة الاولى "مارست ضغوطا شديدة على الرئيس بوتين مرتين بشأن التدخل الروسي في انتخاباتنا". اضاف "لقد نفى ذلك بشدة. وقد افصحت عن رأيي بذلك...".

وأشار الى انه تحدث مع بوتين عن فكرة إنشاء ما وصفه بـ"وحدة أمن إلكترونية لا يمكن اختراقها" لمنع القرصنة في الانتخابات المقبلة. كما قال انهما بحثا تنفيذ وقف اطلاق النار في سوريا الذي بدأ الاحد، مشيرا الى انه "سينقذ ارواحا". وكتب "لقد حان الوقت للمضي قدما للعمل بشكل بناء مع روسيا".

وقد اصدر الجانبان تقارير متضاربة حول الاجتماع، حيث قال بوتين السبت ان ترامب ابدى "ارتياحا" ازاء نفيه اي تدخل روسي في الانتخابات. وصرحت نيكي هايلي، السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة، ان النفي الروسي كان متوقعا. وقالت ان "روسيا تحاول انقاذ ماء الوجه. لا تستطيع ذلك الجميع يعلم انها تدخلت في الانتخابات".

تخفيف العقوبات على روسيا مستبعد
كما استبعد ترمب تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا طالما لم يتم حل الازمتين ألاوكرانية والسورية.

وكتب ترامب في تغريدة جديدة "لن يتم القيام باي شيء قبل حل القضيتين الاوكرانية والسورية". وأضاف "لم تتم مناقشة العقوبات" خلال اللقاء.

تفاعل إيجابي

وقال تيلرسون إن الزعيمين "تواصلا بسرعة كبيرة"، وانه كان هناك "تفاعل ايجابي واضح بينهما".

وقال تيلرسون إن الموضوع السوري طغى على اللقاء. وتابع وزير الخارجية الاميركي "قضايا عديدة كانت مطروحة (...) جرى التطرق لكل شيء تقريبًا (...) ولم يرغب اي منهما بالتوقف".

وتابع تيلرسون: "اعتقد انهم في وقت من الاوقات ادخلوا السيدة (الاميركية) الاولى لمحاولة اخراجنا من هناك الا ان ذلك لم ينفع (...) استمرينا لساعة اضافية. من الواضح انها (زوجة ترمب) فشلت".

وجلست ميلانيا زوجة ترمب بجانب بوتين الجمعة في حفل عشاء قمة مجموعة العشرين، وبدا في الصور انهما تواصلا بشكل جيد.