شنغهاي: قال طبيبان اميركي والماني عاينا حائز جائزة نوبل للسلام المعارض الصيني ليون شياوبو الاحد انه يمكن نقله الى الخارج بأمان للعلاج من السرطان، في تشخيص يتعارض مع استنتاجات اطباء صينيين.

تزيد تصريحات الطبيبين الغربيين، اللذين عاينا اكبر شخصيات الدفاع عن الديموقراطية في الصين، من الضغوط على بكين للسماح بنقله الى الخارج من اجل تلقي العلاج.

وكان المستشفى الجامعي في شنيانغ في شمال شرق البلاد، حيث يعالج ليو من مرحلة متقدمة من سرطان الكبد، اعلن السبت ان سفره الى الخارج "غير آمن" نظرًا إلى تدهور حالته الصحية.

لكن للطبيبين الاميركي جوزف هيرمان الخبير في علم الاورام في مركز اندرسون لعلاج السرطان التابع لجامعة تكساس والالماني ماركوس بيوشلر من جامعة هايدلبرغ اللذين زارا ليو السبت، رأيا مختلفا.

فقد اعلنا في بيان مشترك "في حين ان الخطورة موجودة دائمًا في نقل اي مريض، يرى الطبيبان ان ليو يمكن نقله بأمان باتخاذ الاجراءات المناسبة للعناية المعتمدة في الإجلاء الطبي. الا انه يجب القيام بالإجلاء الطبي في اسرع وقت". واضاف البيان المشترك للطبيبين ان المؤسستين التابعين لهما قد وافقتا على استقبال ليو لتلقي العلاج.

وتعرّضت بكين لانتقادات من قبل مجموعات حقوق الانسان على خلفية معالجتها لليو، وانتظار بلوغه مرحلة متقدمة من المرض من اجل اطلاق سراحه من السجن منذ اكثر من شهر.

الصين كذبت
يطالب ليو (61 عامًا) وأسرته بالسماح له بمغادرة البلاد لتلقي العلاج. ويتهم صينيون وناشطون حقوقيون بكين بالمماطلة والادعاء بأن مرض ليو شديد، لدرجة تحول دون سفره، خوفا من منحه منبرًا للتحدث بحرية خارج البلاد.

ويقول الباحث في منظمة العفو الدولية في الصين باتريك بون إن "بيان الطبيبين يظهر ان السلطات الصينية كذبت عندما اصدر المستشفى بيانا امس". يتابع الباحث "على الحكومة الصينية مواجهة الامر بدلًا من اخفائه واطلاق الاخبار الكاذبة. عليها ان تحترم رغبة ليو شياوبو بمغادرة البلاد قبل فوات الاوان". وأقر هيرمان وبيوشلر في بيانهما "بالنوعية الجيدة للعناية" التي تلقاها ليو في المستشفى الصيني.

وفي حين تركز المستشفى على تخفيف عوارض المرض، يرى الطبيبان انه يمكن القيام بالمزيد. وقال الطبيبان "قد تكون هناك خيارات اخرى تشمل عمليات جراحية والعلاج الكيميائي". واعلن المستشفى السبت ان "الخبراء الغربيين لا علم لديهم بوجود طريقة افضل" لعلاج ليو من تلك المعتمدة حاليا.

اعتقل ليو في 2008 لدوره في كتابة "ميثاق 08" الذي ينادي بحماية حقوق الانسان واجراء اصلاحات في الصين. حكم عليه في 2009 بالسجن لمدة 11 عاما بتهمة "التخريب"، بعد الدعوة إلى إصلاحات ديموقراطية. وخلال احتفال تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو عام 2010، تمّ تمثيله بمقعد شاغر.

ليو شياوبو معروف ببذله جهودا في المفاوضات لتأمين خروج آمن من ساحة تيان انمين لآلاف الطلاب، الذين كان يتظاهرون ليل 3-4 يونيو 1989 حين قمع الجيش التظاهرات بعنف.

ويخشى عدد من اصدقاء ليو شياوبو أن يتوفى قريبًا بعد إعلان المستشفى الجامعي أن وظيفة كبده تتراجع. وقد وجهوا رسالة مفتوحة الى الحكومة الصينية للسماح لهم باجراء زيارات "انسانية" له.

عقب صدورة بيان الطبيبين دعا هو جيا الناشط الصيني وصديق ليو لزيادة الضغوط على بكين. وقال هو "ننتظر الآن الحزب الشيوعي الصيني لفتح ابواب السجن لخروج ليو. على مناصري ليو تعزيز الضغوط".