إيلاف من لندن: واجه حكم رئيس تركيا، رجب طيب إردوغان، اقوى تحد، اليوم الأحد، بمشاركة عشرات آلاف الأشخاص في التجمع الختامي لـ"المسيرة من أجل العدالة/ عدالت" التي كانت نظمها حزب الشعب الجمهوري احتجاجا على اعتقال أحد نوابه في البرلمان.

وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو ، في ختام هذه المسيرة التي تواصلت لـ25 يوما "لا يظنن أحد أن هذه المسيرة هي الأخيرة". مضيفا "يجب أن يعلم الجميع أن اليوم التاسع من يوليو يشكل مرحلة جديدة (..) وولادة جديدة"، وأكد ضرورة انهاء حكم الفرد الواحد في تركيا.

قليجدار أوغلو خلال المسيرة

وتعد هذه المسيرة الأكبر التي تشهدها مدينة إسطنبول وتنظمها المعارضة منذ التظاهرات الحاشدة في مايو ويونيو 2013 ضد حكم أردوغان، الذي كان انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري عندما بدأ مسيرته قائلا إن العدالة تطلب في البرلمان وليس في الشارع. وشبه المحتجين بمن نفذوا محاولة الانقلاب قائلا إنهم قد يواجهون اتهامات.

وخلال المسيرة غير المسبوقة في التاريخ التركي، قطع زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو نحو 450 كلم مشيا على الأقدام من أنقرة إلى إسطنبول منذ 15 يونيو 2017 ، احتجاجا على اعتقال نائب من حزبه.

وحمل المحتجون أعلام تركيا ولافتات كتبت عليها كلمة "العدالة" باللونين الأحمر والأبيض، فيما ألقى قليجدار أوغلو زعيم أكبر احزاب المعارضة في البلاد، كلمة بالمناسبة.

خط سير مسيرة عدالت 

اعتقال بيربير أوغلو

ونددت المظاهرة بالاعتقالات التعسفية لمعارضي إردوغان، وآخرها اعتقال إينيس بيربير أوغلو، عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، وقضت محكمة تركية بسجنه لمدة 25 عاما بتهمة إعطاء صحيفة معارضة شريط فيديو يظهر فيه أن المخابرات التركية ترسل أسلحة إلى سوريا.

وكان بيربير أوغلو أول عضو برلمان عن حزب الشعب الجمهوري يسجن في إطار حملة أمنية أعقبت محاولة الانقلاب على حكم الرئيس رجب طيب إردوغان. واعتقلت السلطات نحو 50 ألف شخص وأوقفت عن العمل نحو 150 ألفا منهم مدرسون وقضاة وجنود.

وتكتسب المسيرة مزيدا من الزخم مع لجوء منظميها ومؤيديها إلى طرق إبداعية لتجميع الحشود، من بينها وسائل التواصل الاجتماعي، ورفع شعارات تؤكد خنق أردوغان لمؤسسات الدولة مثل البرلمان والمحاكم.

من تجمع مسيرة عدالت

خلع رداء الخوف

وكان قليجدار أوغلو قال لـ(رويترز) يوم الجمعة إن مسيرته المستمرة منذ ثلاثة أسابيع ساعدت الأتراك على "خلع رداء الخوف" منذ إعلان حالة الطوارئ بعد محاولة الانقلاب.

واجتذب قليجدار أوغلو (68 عاما)، الذي كان يسير بمعدل 20 كيلومترا يوميا، تأييدا محدودا في المرحلة الأولى من مسيرته. وبعد خمسة أيام ومئة كيلومتر كان نحو ألف شخص يسيرون معه.

لكن الأعداد زادت بدرجة كبيرة وفي الأيام القليلة الأخيرة اجتذبت المسيرة حشودا ضخمة. وانضمت إليه أحزاب معارضة أخرى منها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. وقال لأنصاره يوم الأحد إنه سيقطع المسافة الأخيرة من مسيرته وحده لكن ظل آلاف يتبعونه ويرددون هتاف "حقوق..قانون..عدالة".

مشاركون في المسيرة غير المسبوقة