نصر المجالي: يجري وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات، اليوم الاثنين، مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حول جهود حل الأزمة القطرية الخليجية، وذلك في مستهل جولة خليجية قد تستمر أسبوعاً.

وتأتي جولة تيلرسون، غداة جولة مماثلة لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تحادث خلالها مع كبار المسؤولين في العواصم الخليجية بحثًا عن حل للأزمة القطرية، وتتوقع مصادر أميركية أن يتمكن تيلرون من تحقيق اختراق في جهود حل الأزمة.

وكان وزير الخارجية الأميركي التقى نظراءه الخليجيين في وقت سابق في واشنطن، حيث كانت الأزمة القطرية على أجندة المحادثات. كما أنه أجرى اتصالاً هاتفيًا يوم الأربعاء الماضي مع الشيخ صباح الأحمد، أكد فيه دعمه للوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية: "ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي الذي تشهده قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. لقد أصبحنا قلقين بشكل متزايد من أن هذا النزاع وصل إلى طريق مسدود عند هذه النقطة. ونعتقد أن هذا يمكن أن يستمر لمدة أسابيع.. ويمكن أن يستمر لأشهر. ويمكن أن تزداد الحدة".

جهود

وأضافت: "سيظل الوزير مشاركاً في جهود حل الأزمة. لقد كان مشاركاً بشكل كبير وجعل نفسه متاحاً لجميع الأطراف في هذه القضية. وما زلنا نبقى على اتصال وثيق معهم جميعاً وسنواصل القيام بذلك. لقد قام الكويتيون بجهود كبيرة بمحاولة التوسط في النزاع، ونحن نواصل شكرهم على جهودهم في القيام بذلك. بالتأكيد لم يكن - لم يكن سهلاً. ونعتقد عموماً أن الكفاح ضد الإرهاب هو شيء.. هو أمر يجمع بين جميع هذه البلدان في نهاية المطاف، لأننا ما زلنا نعيش تلك المعركة المشتركة، وأعتقد أن جميع الأمم تعترف بذلك".

رد سلبي

وإلى ذلك، تشير صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية في تقرير لها إلى أن تيلرسون يزور الخليج بعد رد قطر، الذي وصفته الدول المقاطعة الأربع بـ"السلبي"، على مطالبها التي تقدمت بها. 

وقالت الصحيفة إن جدول زيارة تيلرسون إلى الآن غير نهائي، إلا أنه من المتوقع أن يقضي أسبوعاً في جولات مكوكية بين دول الأزمة الخليجية، بحسب مسؤولين أميركيين.

تحقيق اختراق 

وتضيف واشنطن بوست إن الوزير الأميركي سيحاول تحقيق اختراق للأزمة الخليجية، وهو الذي يعاني من شكاوى متزايدة من طرف مسؤولين في البيت الأبيض، معتبرين إياه بأنه "لا يأخذ بتوصيات مستشاريه".

وتؤكد أن نجاح تيلرسون في مهمته الخليجية سيسمح له باستعادة مكانته في البيت الأبيض، خاصة أن هناك رأياً داخل البيت الأبيض أنه الشخص المناسب لإدارة ملف الأزمة الخليجية، رغم أن المهمة لا تبدو سهلة في ظل الأزمة العميقة.

وفي الأخير، تقول (واشنطن بوست) إن أكثر ما تخشاه واشنطن أن تؤثر الأزمة الخليجية في الحرب على الإرهاب وأهداف أميركا بالشرق الأوسط، رغم تأكيدات القادة العسكريين أن الأزمة في الخليج لم تؤثر حتى الآن على التحالف الدولي ضد الإرهاب، الذي تقوده أميركا.