عبد الله التجاني من الرباط: نجحت السلطات الأمنية بالرباط، بعد زوال اليوم الإثنين، بتطويق مقر الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، تنفيذا لقرار صادر عن المحكمة الابتدائية بالعاصمة المغربية، وذلك بعد مناوشات ومقاومة من طرف أنصار حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، الذين حاولوا منع رجال الأمن من تطويق البناية من دون أن يفلحوا.

وأفرغت السلطات مقر الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من أنصار الشراط الموالين لشباط، وأمنت الطريق للنعمة ميارة وأتباعه من أنصار حمدي ولد الرشيد، الذي دخل مقر النقابة، وسط تعزيزات أمنية واحتجاجات أنصار شباط، الذين ظلوا مرابطين لساعات أمام مقر النقابة.

وعاينت "إيلاف المغرب" عمل تيار ميارة على تغيير أقفال بناية مقر النقابة، لقطع الطريق على أنصار الشراط وأتباع شباط، في العودة إلى المقر الذي توعدوا بالرجوع إليه صباح غد الثلاثاء.

وأثار حضور فرقة أمنية لمقر نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حفيظة شباط وأنصاره، الذين نظموا وقفة احتجاجية تصدرها أمين عام الحزب وعدد من أتباعه، ضد القرار مرددين شعارات مناوئة له.

واتهم شباط، وزارة الداخلية المغربية بالتحيز لصالح طرف ضد آخر في النزاع القائم داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وقال في تصريح صحافي إبان اعتصامه أمام باب مقر نقابته "ابتعدوا عنا واتركونا نحل مشاكلنا فيما بيننا، عيب أن نستمر في اللف والدوران على القوانين"، وذلك في رسالة منه لرجال السلطة الذين كانوا موجودين أمام مقر النقابة.

وزاد شباط قائلا: "أخاف على هذا البلد عندما أرى مثل هذه التصرفات الصادرة عن وزارة الداخلية"، واسترسل موجها كلامه لمسؤولي وزارة الداخلية "اتقوا الله في هذا البلد واتركوا الأحزاب الوطنية تشتغل لما فيه مصلحة هذا البلد".

وردد شباط مع عدد من أعضاء الذراع النقابة لحزب الاستقلال، هتافات من قبيل "بفضلك مولانا جد علينا.. وأهلك من طغى وتجبر علينا"، وذلك في مناجاة ودعوة الله من أجل الانتقام من الجهات التي تقف وراء القرار، الذي يعتبرونه "ظالما".

ورفض أنصار شباط، تسلم الأمر القضائي الاستعجالي بالإفراغ، قبل أن يدلي محامي "الاتحاد العام للشغالين بالمغرب"، هشام رضواني، بوصل نهائي يثبت أن مقر النقابة يوجد في "ملكية جمعية التضامن والتعاون والمساندة الاجتماعية".

وعبر محامي النقابة، عن احتجاجه بكون الجمعية "غير مشمولة بقرار الإفراغ الصادر في حق النقابة"، وهو ما أدى إلى دخول مسؤولي الفرقة الأمنية إلى الدخول في اتصالات مع الجهات المختصة لاتخاذ القرار المناسب وفق ما ينص عليه القانون، قبل أن ينفذوا القرار بشكل رسمي.

وعاينت "إيلاف المغرب" عقد شباط، لقاء مع أنصاره وبعض ممثلي نقابات عمالية أخرى في إحدى المقاهي المجاورة لمبنى نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وسط الرباط، من ضمنهم قيادي في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، حيث تدارس المجتمعون سبل الرد على ما حدث اليوم.

ورفض شباط، الذي حاولت "إيلاف المغرب" التواصل معه، تقديم أي معطيات بخصوص ما سيقوم به مع أتباعه من إجراءات بعد طرده بالقوة من مقر النقابة، تنفيذا لحكم قضائي لصالح أتباع خصمه في الحزب حمدي ولد الرشيد، لكنه كشف بأنه سيعقد مساء غد الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا سيعلن فيها عن موقفه وما سيقوم به من إجراءات بخصوص نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي ظلت تحت سيطرته منذ سنوات.