«إيلاف» من بيروت: وجّه الجيش اللبناني رسالة قوية وحازمة عبر تنفيذه عملية نوعية جديدة في عرسال قتل فيها الرأس المدبّر للتفجير الذي وقع في رأس بعلبك في مايو الماضي.

وكانت قوّة من مديرية المخابرات في الجيش دهمت فجر أمس مجموعة إرهابية في عرسال، كانت تُعدّ لتنفيذ عمليات إرهابية.

وتأتي العملية النوعية للجيش اللبناني في وقت أثير الكثير من المعلومات والتسريبات عن معركة تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع من تنظيمي النصرة وداعش، وعن تحضيرات باتت مكتملة لحزب الله والجيش السوري، وصلت الى حد تحديد ساعة الصفر لموعد بدء المعركة التقريبي.

رغم ذلك، نفت مصادر قيادية في حزب الله تأكيد أو نفي كل ما يُثار في الاعلام عن معركة تحرير الجرود، مشيرة إلى قرار قيادي على أعلى المستويات بعدم الخوض في أي معلومات عن هذه المعركة لا لجهة التحضيرات ولا لجهة التوقيت ولا مكان انطلاقها من الأراضي اللبنانية أو الاراضي السورية المتاخمة لجرود لبنان، والتي يتواجد فيها المسلحون، ولا حتى لجهة إمكانية حصولها أم لا، ولا حتى لجهة التنسيق مع الجيش السوري والجيش اللبناني لخوض المعركة.

ويبقى أن العملية الأمنية التي نفذتها وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في عرسال تعدّ انجازًا لأكثر من اعتبار، فهي جنّبت لبنان كارثة كانت ستبدأ في مخيمات عرسال، ولن تنتهي عند حدود.

ويبدو أن قرار الجيش حاسم في القضاء على الخلايا الإرهابية نهائيًا، والعمليات الإستباقية مستمرة لفرض الأمن.

تماسك الجيش

والسؤال الذي يطرح ما الذي يحتاجه الجيش اللبناني اليوم كي يبقى متماسكاً ويستمر بخططه الأمنية؟ في هذا الصدد، يؤكد النائب غازي يوسف في حديثه لـ"إيلاف"، أن" الجيش اللبناني يمسك الوضع جيدًا على الأرض، ولكن بحاجة أن يملك معدات أكثر للتدخل بصورة أوسع من خلال وحدات متخصصة جديدة".

مصلحة اسرائيل

من جهته، يشير النائب مروان فارس لـ"إيلاف" الى "أنه ليس من مصلحة إسرائيل حصول لبنان والجيش اللبناني على معدّات ثقيلة، وأميركا تساند إسرائيل في ذلك، إنما مع وجود إرادة دولية بتقوية الجيش لا بد أن تظهر في المرحلة المقبلة، من خلال تحدي "الإرهاب"، ونتمنى أن تنجح أي مبادرة هدفها تقوية الجيش اللبناني".

الخطط الأمنيّة

هل نجح الجيش اللبناني في خططه الأمنية الاستباقية؟ يجيب يوسف أن الجيش اللبناني نجح بذلك، عندما أخذ القرار بأن تُنفذ الخطط الأمنية في كل لبنان، والجيش اللبناني لا يستطيع العمل لوحده من دون قرار أو دعم سياسي.

في هذا الخصوص، يقول فارس إن الجيش اللبناني نجح في خططه الأمنية، لأنه في المناطق الشمالية، نشر الجيش ألويته مع تعاون كبير من أجل الحد من الإرهاب خصوصًا في منطقة عرسال، والجيش كفيل برد الهجمات عن البقاع الشمالي.

أحداث سوريا والعراق

في ظل أحداث المنطقة، أي دور للجيش اللبناني بمسك الأمن في لبنان؟ يقول يوسف إن الخطر يأتي من الخارج ومن داعش وكل أنواع التطرّف السني والشيعي، وهذا يتطلب من الجيش الاستعداد أكثر للتدخل ليكون حاضرًا لدرء أي مخاطر تنجم عن هذه التطوّرات الأخيرة.

يؤكد فارس أن لبنان كان يعتمد سابقًا سياسة النأي بالنفس، ولكن للمؤسف لا يمكن حصول ذلك، لان الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة وواسعة، ولا يمكن أن يكون لبنان بعيدًا عن الأحداث السورية، وسياسة النأي بالنفس لم تثبت فاعليتها بالكامل.