الرباط: يبدو أن الاحتجاجات التي تشهدها مدينة الحسيمة والمدن المجاورة لها بمنطقة الريف (شمال المغرب)، والتي بلغت شرارتها عددا من المناطق الأخرى، أثارت انتباه الحكومة المغربية، التي أعلن رئيسها سعد الدين العثماني، أنها أعدت برنامجا لزيارة مختلف الجهات ستشرع في تنفيذه الحكومة بداية من الأسبوع القادم، وذلك في خطوة لتسريع المشاريع التنموية المبرمجة تفاديا لأي تطورات يمكن أن تحدث في المستقبل.

وكشف العثماني، في كلمة ألقاها في افتتاح المجلس الحكومي صباح اليوم الخميس، بأن الحكومة أعدت برنامجا لزيارة مختلف جهات المملكة، مؤكدا أن الهدف من هذه الزيارات، هو "التواصل مع المجالس الجهوية والتواصل مع المسؤولين بمختلف الجهات وأيضا مسؤولي الأقاليم"، بالإضافة إلى "الاطلاع على المشاريع التنموية في الجهات واحتياجاتها وكيف يمكن تسريع مختلف البرامج التنموية". 

وشدد رئيس الحكومة على أن برنامج الزيارات ستدشنه الحكومة الأسبوع القادم، حيث قال: "الأسبوع القادم ستكون لنا زيارة لبني ملال، ثم سننتقل إلى جهات اخرى ، وسنعمل على تسريع برنامج الجهات"، لافتا الى أن عددا من الوزراء المعنيين بالمشاريع الاقتصادية التنموية بالجهة سيكونون حاضرين في الزيارة" ، مشيرا الى أن برنامجها سيعلن عنه لاحقا، لكنه أكد في المقابل على أن "هناك إعداد مسبق وإطلاع على التحديات والعوائق التي تواجه هذه المشاريع وإذا كانت هناك برامج متوقفة لماذا توقفت؟".

وزاد العثماني موضحا "نريد أن تكون هناك تنمية عادلة موزعة على مختلف الجهات"، مقرا في الآن ذاته، بالتفاوت الحاصل في التنمية بين الجهات، وقال: "نحن واعون بأن بعض الجهات لأسباب تاريخية وجغرافيا ولأسباب أخرى معقدة لم تستفد من ثمار التنمية في العقود الأخيرة"، وذلك في إشارة منه إلى منطقة الريف التي تعيش على إيقاع الاحتجاج منذ أزيد من 8 أشهر.

وجدد رئيس الحكومة المغربية التأكيد على أن الاهتمام بالتنمية المجالية والعدالة في التوزيع العادل لها عبر مختلف جهات المملكة "يعتبر من أولويات الحكومة وسنوليها اهتماما كبيرا". ووجه العثماني تحية خاصة لعدد من الوزراء الذين قاموا بزيارات ميدانية لعدد من المناطق للاطلاع على سيرورة البرامج التنموية بتلك المناطق والتواصل مع المواطنين.

وفي موضوع آخر، رحب رئيس الحكومة بالمغاربة المقيمين بالخارج الذين يتوافدون على بلدهم، ونوه بتشبثهم بوطنهم وهويتهم، ودعا جميع الإدارات والجهات المعنية بتسهيل وتيسير مقامهم.

كما ثمن العثماني مبادرة الاتفاقية بين الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وبين الاتحاد العام لمقاولات المغرب لتأسيس الجهة (13) لمغاربة العالم المقاولين، والتي ستطلق في 24 يوليو الحاري بهدف الاهتمام بهم، وتيسير التواصل بين المقاولين المغاربة بالخارج والداخل من جهة، وبينهم وبين القطاعات المعنية لمعرفة حاجياتهم وتطلعاتهم وانتظاراتهم من جهة أخرى تمهيدا للاستجابة لها.

من جهته، قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في المؤتمر الصحافي، الذي عقده بعد ختام المجلس الحكومي، إن عملية "عبور مرحبا 2017" الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج والتدابير تسير بشكل سلس وظروف جيدة، مؤكدا أن عدد المغاربة الذين عادوا إلى أرض الوطن لقضاء عطلتهم، بلغ أزيد من 747 فردا وذلك بزيادة بلغت 10.5 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

وأشار الخلفي إلى أن أزيد من خمسة ملايين مغربي يوجدون في الخارج، نصفهم تقريبا يقوم بزيارة بلدهم الأم سنويا، لافتا الى أن عملية الدخول والخروج تقدر بانخراط خمسة ملايين فيها، 70% تقل أعمارهم عن 45 سنة و20%منهم مولودين ببلد الإقامة.