عبد الرحمن بدوي: في أعقاب مغادرة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للمنطقة، دونما أية مؤشرات لنتائج جولته الخليجية، في إطار حل الأزمة القطرية، قال د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر"، تتجه إلى قطيعة ستطول مع دولة قطر بسبب دعمها للإرهاب".
 
وأكد قرقاش عبر سلسلة من التغريدات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر" قائلًا: "متجهون إلى قطيعة ستطول، هو ملخص الشواهد التي أمامنا، وكما تصرخ قطر بالقرار السيادي فالدول الأربع المقاطعة للإرهاب تُمارس إجراءاتها السيادية، وللدول الأربع المقاطعة كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها، وإجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز، حقها أن تعزل التآمر عنها".
 
وقال الوزير الإماراتي: "الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفِي ظل ذلك لن يتغيّر شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات.. أرى أزمة قطر، وبعد الصخب المصاحب، تتجه إلى مرحلة "النار الهادئة" ونحن ندرك يومًا بعد يوم أن الجار المربك والمرتبك لا يرى الحاجة ليراجع مساره".
 
وأضاف: "نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته في من حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة، مختتمًا تغريداته قائلًا: "ورغم أننا قد نخسر الجار المربك والمرتبك، بنسيجه الاجتماعي الواحد، نكسب الوضوح والشفافية، وهو عالم رحب واسع سنتحرك فيه مجموعة متجانسة صادقة".
 
خطوة غير كافية
وتأتي تغريدات وزير الدولة الإماراتي في أعقاب مغادرة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، للمنطقة، بعد جولة خليجية، لم يتضح بعد نتائجها على حل الأزمة.
 
وقد استضافت جدة الأربعاء اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر، مع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد المبارك الصباح، حيث أعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم للمساعي المخلصة والجهود الدؤوبة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أجل أمن واستقرار المنطقة.
 
وأكد وزراء خارجية الدول المقاطعة ضرورة استمرار التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة وفي صدارتها الحرب ضد الإرهاب التي باتت ضرورة تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة، التي تتفاقم مخاطرها وتتنوع أشكالها وصورها ما يفرض مواصلة العمل من أجل القضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها.
 
واعتبر وزراء الخارجية أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة جاءت نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة، إلا أن الدول المقاطعة للدوحة اعتبرت أن توقيع هذه المذكرة "خطوة غير كافية وسنراقبها".
 
ويبدو أن الجولة الخليجية لوزير الخارجية الأميركي والتي بدأها واختتمها باجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد خلت من وجود أية مؤشرات على انفراج الأزمة، وهو ما بدا واضحًا من رفض تيلرسون تلقي أية أسئلة من الصحافيين عقب الاجتماع، مغادرًا قطر إلى واشنطن.