دعا العراق بريطانيا إلى مزيد من التعاون لتصفية الإرهاب في المنطقة والعالم والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش وخاصة الموصل.. فيما أنذرت مليشيات في الحشد الشعبي أهالي مناطق شمالي بابل السنية للرحيل عنها خلال 24 ساعة او مواجهة القتل.

وخلال اجتماع في بغداد اليوم فقد بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا توبايس ألوود سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع المملكة المتحدة في جميع المجالات لا سيما المشاركة الفاعلة في إعادة إعمار مدينة الموصل والمناطق المحررة وتشجيع الاستثمارات البريطانية على التوظيف في العراق بمجالات الصناعة والزراعة والبنى التحتية.

وشدد على ضرورة مواصلة التعاون الدولي والإقليمي لتصفية الإرهاب في المنطقة والعالم، وعبر "عن الامتنان للمملكة المتحدة على استمرار دعمها للعراق في المجالات الأمنية والإنسانية" .. مشيرا الى ان وجود الوزير البريطاني في بغداد يؤكد عمق التعاون المشترك بين العراق والمملكة المتحدة كما قال بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "أيلاف".

فيديو مباحثات معصوم مع الوزير البريطاني:

 

وأكد الرئيس معصوم إن العراق بحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي لتعزيز نجاح القوات العراقية بتحرير الموصل وكسر شوكة تنظيم داعش الإرهابي تمهيدا لدحره نهائيا في العراق .. مشيرا إلى أهمية السير قدما في تحقيق خطط إعادة الاعمار وإعادة النازحين إلى مناطقهم والمصالحة المجتمعية في المناطق المحررة بشكل خاص.

من جانبه عبر الوزير البريطاني عن ارتياح بلاده وتهنئتها بتحرير الموصل مشيدا ببطولة وتضحيات الشعب العراقي وبانتصاراته الكبيرة على الإرهاب .. مشددا على تصميم المملكة المتحدة في استمرار دعمها في إعادة إعمار المناطق المحررة من الإرهاب وعودة النازحين.

العراق يتطلع لمزيد من التعاون الامني والعسكري البريطاني

ومن جهته بحث وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفريّ مع الوزير البريطانيّ توبايس ألوود سير العلاقات الثنائيَّة وسُبُل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين إضافة إلى الحرب ضدَّ تنظيم داعش الإرهابيَّ. 

وثمن الجعفري الدعم البريطاني المقدم للعراق على المُستوى الثنائي وعبر التحالف الدوليّ .. وشدد على ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم المالي واللوجستي والتدريب للقوات العراقـية والدعم السياسي والإعلامي ..مؤكدا ان الانتصار الذي تحقق في العراق هو مُركـِّب إنساني وأمني وسياسي ودبلوماسي ليست للعراق فقط وإنـما للعالم أجمع كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "إيلاف".

واكد الجعفري ان العراق بحاجة لمُساعَدة الدول الصديقة في إعادة إعمار البنى التحتية للمُدُن العراقـيَّة والاستفادة من خبرات الدول المُتقدِّمة، كما يتطلع إلى مزيد من الدعم والمساعدات والاستمرار بالتعاون في الجانب الأمني والعسكري والاستخباري لمنع انتشار الإرهاب. 

واشار الى أن ما حصل في العراق يمثل انعطافة في الحرب العالميَّة ضدّ الإرهاب فالبلد قدَّم عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى لتحرير أراضيه من قبضة إرهابيِّي داعش ودافع عن نفسه وعن العالم كلـِّه.

وأضاف الجعفري ان العراق يتطلع للحصول على دعم بريطانيا في مساعيه لفتح مقر لصندوق النقد الدوليّ في بغداد، وعقد اجتماع للمجلس التجاريّ العراقيّ البريطانيّ خلال الفترة المقبلة لزيادة التعاون التجاريِّ والاستثماريِّ بين بغداد ولندن. 

من جانبه ثمن الوزير البريطانيِّ "التضحيات التي بذلها العراقيون وما حصل في الموصل يمثل إنجازاً تاريخيّاً".. مُؤكـِّداً بالقول"أننا مُستمِرُّون في دعم العراق حتى تحقيق الأمن والاستقراروالدعم الإنساني وإعادة الإعمار والبناء ولدينا رغبة كبيرة في المساهمة بذلك" .. وأوضح "ان عصابات داعش تستهدف الجميع وهو لم يُقاتِل العراق فقط وإنما قاتل بريطانيا كذلك ونحن نتطلع لمزيد من التعاون لتجفيف منابع الإرهاب، وسنقف دائماً إلى جانب العراق".

وكان الوزير البريطاني توبايس ألوود وصل الى بغداد الليلة الماضية في زيارة رسمية لاجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين العراقيين لبحث العلاقات بين البلدين والجهود الدولية المشتركة لمواجهة الارهاب.

وكانت بريطانيا اعلنت الاربعاء الماضي أنها سترسل مساعدات منقذة للأرواح لأهالي الموصل لمساعدتهم في إعادة بناء بيوتهم ومدينتهم وحياتهم . يذكر أن بريطانيا ومنذ عام 2014 قدمت بريطانيا للعراق 209.5 ملايين جنيه استرليني على شكل مساعدات ساهمت في توفير المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات المنقذة للأرواح لأكثر الناس حاجة للمساعدة بمن فيهم الأقليات والنساء والفتيات.

مليشيات تنذر سكان سنة جنوب بغداد .. 24 ساعة للمغادرة أو القتل

قال مسؤولون عراقيون وسكان محليون سنة في محافظة بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد اليوم إن مليشيات في الحشد الشعبي حددت مهلة 24 ساعة لأهالي مناطق شمالي بابل للرحيل عنها مهدّدة إيّاهم بالقتل في حال تأخرهم بذلك.

وقال النائب عن تحالف القوى العراقية أحمد السلماني في بيان صحافي اليوم اطلعت عليه "إيلاف" إنّ "ما يتعرّض له أبناء المكون السنّي في شمال محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) أمر لا يمكن السكوت عنه".. مؤكدا ان الأهالي هناك يتعرّضون لحملات طائفية ممنهجة؛ تمثّلت بخطف ما يقرب من 1000 مواطن، وقتل المئات خلال الثلاثة أعوام الأخيرة عبر سلسلة عمليات منظمة علنية".

وأضاف أنّ آخر تلك العمليات كان قبل أربعة أيام، حيث تم اختطاف 15 مواطنا بينهم الشيخ قاسم مهدي فنجان وما زال مصيرهم مجهولا كما تمّ منع 100 ألف نازح من العودة إلى منازلهم المحرّرة منذ ثلاثة أعوام وقال ان عوائل تلك المناطق منحت 24 ساعة فقط للرحيل وتم تهديدها بالقتل.

وأشار إلى أنّ هذه الحملات تهدف إلى إجراء تغيير سكاني في تلك المناطق .. مطالبا رئيس الحكومة حيدر العبادي، بـ"تحمّل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والتحرّك الفوري لحماية المدنيين في تلك المناطق ومحاسبة الجناة وفرض القانون الغائب فيها".

وحمّل السلماني مبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش مسؤولية كل ما يجري في مناطق شمال بابل من قتل وخطف بسبب تغييب دور الأمم المتحدة عمّا يجري من انتهاكات لا مثيل لها في مجال حقوق الإنسان .. منتقدا عدم إصدار الأمم المتحدة أي تقرير يوثّق تلك الحالات.

من جانبه، قال مسؤول بالشرطة المحلية إن فصائل مسلحة تابعة لمليشيات الحشد تركت منشورات في عدة بلدات من شمالي بابل تطالب السكان بالرحيل أو مواجهة القتل كما نقل عنه موقع "ائتلاف القوى السنية" العراقية. ووفقا للمسؤول ذاته فإن مليشيا العصائب والخراساني والإمام علي وحزب الله أخطرت مختار إحدى القرى الواقعة شمال بابل بأنهم سيعودون يوم غد الاثنين وفي حال وجوده وقريته سيعلقون رأسه عند محطة ضخ المياه بداية القرية لافتا إلى أن الشرطة تلعب دور وسيط مع المليشيات للعدول عن قرارها.

وصعّدت المليشيات من حملتها المنظمة ضدّ أهالي شمال بابل وجنوب بغداد، منذ حوالي 10 أيام إذ نفذت عمليات خطف طالت العشرات من الشباب.