«إيلاف» من لندن: بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة الى بغداد اليوم لبحث مواجهة الارهاب والتطرف والاتفاق على موعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة وإطلاق حوار استراتيجي بين البلدين .. فيما ابلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نظيرها العراقي حيدر العبادي أن بلادها مع عراق واحد وآمن مستقر وترفض التأثير على وحدته.
ووصل شكري الى بغداد الاربعاء في زيارة رسمية لبحث العلاقات بين بغداد والقاهرة والقضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب والتطرف والاتفاق على عقد اجتماع اللجنة العراقية المصرية المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في بغداد قريباً. 

وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن شكري سيلتقي خلال الزيارة كلاً من الرئيس العراقي فؤاد معصوم و نائبه إياد علاوي ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، الذي سيعقد معه مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا، بالاضافة الى لقاء رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وعدد من القيادات والرموز السياسية العراقية.

واشار ابوزيد الى أن الزيارة ستشهد انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية، والاتفاق على تفعيل اللجنة المصرية - العراقية العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين العراقي حيدر العبادي والمصري شريف اسماعيل وعقد أولى اجتماعاتها في العاصمة العراقية بغداد قريبًا. وقال إن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام تواجه فيه الأمة العربية العديد من التحديات التي تتطلب توحيد الصف العربي لمواجهتها، بعد أن باتت تمثل خطرًا محدقًا على الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب والتطرف.

كما سيبحث الوزير المصري مع المسؤولين العراقيين تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب وتوسيع العلاقات الاقتصادية بينهما، حيث كان العراق قد ارسل اولى شحنات نفطه الى مصر في إطار الاتفاق الذي وقعته القاهرة وبغداد في ابريل الماضي، والذي يبيع العراق بموجبه الى مصر 12 مليون برميل من النفط خلال عام بواقع مليون برميل شهريًا، وهي قابلة للزيادة مستقبلاً بشروط دفع ميسرة.

 وجرت في القاهرة في الاول من الشهر الماضي مباحثات مصرية عراقية لترتيبات عقد الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة، حيث أشارت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية سحر نصر التي تتولى رئاسة اللجنة الوزارية التحضيرية لاجتماعات اللجنة العليا، في بيان صحافي، إلى حرص حكومة بلادها على عقد هذه اللجنة في أقرب وقت ممكن، حيث تعد اللجنة إحدى أهم آليات تفعيل التعاون بين البلدين في العديد من المجالات.

تيريزا ماي للعبادي: نرفض أي مساس بوحدة العراق 

وابلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نظيرها العراقي حيدر العبادي أن بلادها مع عراق واحد وآمن مستقر وترفض التأثير على وحدته واستمرار دعم القوات العراقية في مجالات التسليح والتدريب.
وقدمت تيريزا ماي خلال مباحثات هاتفية مع العبادي التهنئة بالانتصارات العراقية وتحرير الموصل وهزيمة داعش الارهابي، مشيدة بشجاعة العراقيين وبسالة قواتهم. واكدت استمرار دعم بلادها للحكومة العراقية وللقوات العراقية في مجالات التسليح والتدريب .. وقالت: "إننا ندعم وحدة العراق ولانقبل بأي شيء يقلق وحدته، ونحن مع عراق واحد وآمن ومستقر لجميع العراقيين".. في اشارة على ما يبدو الى توجه اقليم كردستان العراق نحو اجراء استفتاء في 25 من سبتمبر المقبل في الاقليم للانفصال عن العراق. وفي وقت سابق، اكدت كل من بريطانيا وايران وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي رفضها لاستفتاء اقليم كرستان وانفصاله عن العراق.

واشارت ماي الى "سعي بريطانيا لاستصدار قرار لتجريم داعش في الامم المتحدة، كما نقل عنها بيان صحافي لمكتبها الاعلامي، اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم. 

ومن جانبه، ثمن العبادي موقف بريطانيا الداعم للعراق ضمن التحالف الدولي .. مؤكدًا ان "نصر العراقيين الحق هزيمة كبيرة بداعش وقلل من قدرته على تجنيد الارهابيين، وان ذلك تم بتضحيات العراقيين وبتعاون ابناء المدن المحررة وترحيبهم بالقوات العراقية".
واكد العبادي عزم الحكومة على الاستمرار بعمليات التحرير ودعم قدرات القوات العراقية لتحرير ما تبقى من الاراضي العراقية من سيطرة تنظم داعش .

وكانت بريطانيا اعلنت الاسبوع الماضي أنها سترسل مساعدات منقذة للأرواح لأهالي الموصل لمساعدتهم في إعادة بناء بيوتهم ومدينتهم وحياتهم . يذكر أن بريطانيا ومنذ عام 2014 قدمت للعراق 209.5 ملايين جنيه استرليني على شكل مساعدات ساهمت في توفير المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات المنقذة للأرواح لأكثر الناس حاجة للمساعدة بمن فيهم الأقليات والنساء والفتيات.