كراكاس: دعت المعارضة الفنزويلية الى اضراب عام الخميس لمدة 24 ساعة من شأنه زيادة الضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو بعد تصويت 7,6 مليون شخص في استفتاء رمزي ضد مشروعه لتعديل الدستور.

وتشهد البلاد منذ أربعة اشهر تقريبا موجة من التظاهرات العنيفة أوقعت نحو مئة قتيل يرافقها قطع للطرقات وتباطؤ اقتصادي. ويشكل الاضراب الذي يبدأ عند الساعة 06,00 (10,00 ت غ) بداية ل"ساعة الصفر" اي تصعيد قوة الاحتجاجات التي بدأت في الاول من أبريل.

وتخوض المعارضة سباقا مع الزمن اذ سيتم انتخاب الاعضاء الـ 545 في الجمعية التأسيسية في 30 يوليو والتي مهمتها اعادة صياغة الدستور. ودعت المعارضة الى اضراب عام مصحوب باغلاق للطرقات.

وكانت الحكومة أكدت الثلاثاء مضيها في انتخاب جمعية تأسيسية رغم الضغوط الشديدة، اذ تصر على انها "ستجلب السلم والاستقرار الاقتصادي للبلاد" بينما تقول المعارضة انها التفاف على الدستور وستؤدي الى ارساء "ديكتاتورية".

وأصر مادورو على موقفه رغم تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترمب باتخاذ "اجراءات اقتصادية شديدة" ضد كراكاس علما أن واشنطن هي أكبر مستورد للنفط الفنزويلي.

وتسيطر المعارضة على البرلمان وينوي نواب المعارضة، في اطار "الحملة" على رئيس الدولة، ان يعينوا الجمعة قضاة جددا في المحكمة العليا التي تتهمها المعارضة بدعم الرئيس نيكولاس مادورو.

وتخشى بعض القطاعات الاقتصادية التي يتهمها مادورو بشن "حرب اقتصادية" على البلاد، من ان تقيم الجمعية التأسيسية نموذجا اقتصاديا "شبيها بكوبا" مما سيؤدي الى تدهور أكبر للوضع في البلاد.

مؤسسات مهددة بالعقوبات

لكن الحكومة التي هددت بفرض عقوبات على المؤسسات التي ستنضم الى الاضراب، تعتمد على الصناعة النفطية وعلى القطاع وكلاهما يوظفان نحو ثلاثة ملايين شخص.

يقول لويس فيسنتي ليون من معهد "داتاناليسس" ان "اضرابا في بلد نفطي تسيطر فيه الدولة على الانتاج يشكل صراع قوة بين أرباب العمل والسكان الذين يعانون من الفقر والجوع من جهة وبين حكومة تكاد تنهار من جهة اخرى لكنها لا تزال تسيطر على الموارد الشحيحة للبلاد".

وبعد ان كانت فنزويلا أغنى دول اميركا الجنوبية بفضل ثروتها النفطية، تعاني اليوم من نقص خطير في الادوية والاغذية وتضخما متزايدا 70% من مؤسساتها في السنوات العشر الاخيرة والشركات المتبقية تعمل ب30% من طاقتها، بحسب نقابة أرباب العمل.

واذا استمر التوتر حتى نهاية العام، فان اجمالي الناتج الداخلي سينكمش بـ 9% في 2017 بعد ان كان هذا التراجع مقدرا ب4,3%، بحسب اسدروبال اوليفيروس مدير مكتب "ايكو اناليتيكا" للدراسات الاقتصادية. وشهد الاربعاء قطع طرقات بشكل عفوي في العاصمة كراكاس.

وفي الوقت الذي أعرب فيه 70% من السكان عن رفضهم للجمعية التأسيسية بحسب معهد "داتاناليسس"، يرى محللون ان تحركات على غرار اضراب الخميس "ضرورية لكن غير كافية". ويقول الخبير السياسي لويس سالامانكا ان وحده الجيش الذي يدعم مادورو بشكل غير مشروط يمكن ان يرجح كفة الميزان.

لكن ذلك يبدو مستبعدا، اذ تعهد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو لوبير انتخاب الجمعية التأسيسية رغم تهديدات ترمب.