«إيلاف» من الرباط:  للمرة الاولى في المغرب، تحتضن مدينة أكادير (جنوب المملكة)، من الْيَوْمَ إلى غاية23 منه، المهرجان الدولي للكاريكاتير، تحت شعار " مرحبا أفريقيا"، بمشاركة 380 رساماً من 76 قطرًا، في المسابقة التي نظمت بهذه المناسبة، حسب منظمي هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي تحتفي بالقارة السمراء، عقب عودة المغرب إلى حضن الاتحاد الأفريقي.

من المقرر، حسب برنامج المهرجان توزيع 12 جائزة على الفائزين الأوائل، الذين حالفهم الحظ في التتويج، وذلك في حفل فني سينظم بالمناسبة، إضافة إلى تكريم الفنان المغربي إبراهيم لمهادي، أحد رواد الكاريكاتير، الذين وضعوا اللبنات الأولى لتأسيس هذا الفن المشاغب بالمغرب .

ويفتتح المهرجان في قاعة ابراهيم الراضي، بتنظيم معرض تحت عنوان "افريقيا بعيون رسامي الكاريكاتير"، يضم 50 لوحة ساخرة، استطاعت الوصول إلى مرحلة النهاية من المسابقة، التي أشرفت عليها لجنة تحكيم تتكون من 9 أفراد تم اختيارهم من القارات الخمس، وفق بيان للجهة المنظمة.

ملصق المهرجان الدولي للكاريكاتير في مدينة أكادير

 

بوابة افريقيا

واعتبر مدير المهرجان، ناجي بناجي، وفق نفس البيان، أن فناني العالم تجاوبوا مع هذه المبادرة، وذلك بما عبرت عنه رسوماتهم من معانقة لقضايا أفريقيا وآمالها وأحلامها، ومن حب للمغرب باعتباره بوابة افريقيا ومنارتها المشعة "، التي ستضيء من خلال هذا الملتقى الكاريكاتيري كل أنحاء القارة".

ووصف المتحدث ذاته، وهو أحد رسامي الكاريكاتير الشباب في المغرب، المساهمات الفنية للرسامين في المهرجان، بأنها "بديعة في شكلها، عميقة في مضمونها، راقية في أفكارها، والتي فاقت كل التوقعات في كيفيتها وكمها، ما جعل الاختيار بين أفضلها عبئًا على كاهل لجنة التحكيم".

رسم للفنان عبد الله درقاوي من المغرب الفائز بالجائزة الخاصة للمهرجان

الصورة التقليدية

وأكد بناجي أن هذه "المبادرة الثقافية والتنويرية تشطب من مخيلة المجتمعات الإنسانية الغربية والشرقية، تلك الصورة التقليدية المظلمة والقاتمة عن افريقيا، والمختزلة في الحروب والفقر والمجاعة والهجرة والجفاف، وغيرها من المآسي والمصائب".

ويتضمن برنامج المهرجان الدولي الأول للكاريكاتير في مدينة أكادير، مجموعة من الأنشطة والفعاليات والفنية، من بينها ورشات فنية لفائدة الأطفال، والرسم في الشارع، وخاصة في شاطئ هذه المدينة التي تشكل إحدى الوجهات السياحية المفضلة لدى الكثيرين في عطلة الصيف.

 الجائزة الأولى للفنان أسامة حجاج من الأردن

 

ويعتبر لمهادي المحتفى به في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للكاريكاتير بأكادير من الأسماء الفنية الراسخة في هذا الميدان، وقد حظي في الدورة الأخيرة لملتقى شفشاون لفن الكاريكاتير والإعلام بتكريم مستحق، نظرًا لإسهامه في تطوير الرسم الساخر في المغرب.

لم يكن مساره سهلاً، فقد تعرض للاعتقال السياسي في مرحلة ما سمي بـ"سنوات الرصاص"، بسبب رسم له نشر آنذاك في صحيفة "المحرر" ، بتاريخ 22 اغسطس 1980، أيام المعارضة التي كان ينهجها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وسجل لمهادي كل ذلك في كتاب صدر له بعنوان ذي دلالة:" شهادات حول سنوات الرصاص والفحم والطباشير"، علمًا أن المحتفى به رجل تربية وتعليم أمضى سنوات عديدة في خدمة الأجيال الجديدة قبل أن يحال على التقاعد.

 ابراهيم لمهادي المحتفى به في مسابقة البورتري