القدس:&قضى فلسطينيان السبت خلال مواجهات مع قوات الامن الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، غداة يوم دام أعقب قرار سلطات إسرائيل تركيز أجهزة رصد معادن على مداخل المسجد الاقصى.

وجاء في بيان لوزارة الصحة أنّ "الشاب يوسف قشور (اكرر يوسف قشور-17 عامًا) أصيب بجروح خطرة بصدره، جرّاء إصابته برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي في وقت سابق من مساء اليوم، في بلدة العيزرية شرق القدس نقل إثرها إلى مستشفى أريحا الحكومي، ومن ثم جرى تحويله لمجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لخطورة حالته، حيث أعلن الأطباء عن استشهاده".

وفي قرية ابو ديس المجاورة، قضى شاب فلسطيني آخر (18 عامًا) حين انفجرت به زجاجة حارقة كان يعتزم رشق القوات الاسرائيلية بها.

وكان يوم الجمعة انتهى أيضًا بمقتل ثلاثة فلسطينيين خلال&مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربيّة المحتلتين مع قوى الأمن الاسرائيلية.

كما قُتل ثلاثة إسرائيليّين طعنًا في أحد منازل مستوطنة نيفي تسوف شمال غرب رام الله.

واقتحم الجيش الاسرائيلي ليل الجمعة السبت منزل الشاب الفلسطيني الذي نفذ عملية الطعن في بلدة كوبر بالضفة الغربية المحتلة القريبة من المستوطنة اليهودية واعتقل شقيقه وقام بقياس مساحة المنزل تمهيدًا لهدمه، على ما اعلنت متحدثة عسكرية.

وأضافت المتحدثة أن المهاجم الفلسطيني البالغ 19 عامًا اصيب اثناء الهجوم ونقل إلى مستشفى اسرائيلي، لافتة الى انه نشر قبيل تنفيذ هجومه وصية على فيسبوك قال فيها خصوصًا "أنا كل ما أملك سكينا مسنونا ها هو يلبي نداء أقصانا" في إشارة إلى المسجد الأقصى، ووقّعها باسم "الشهيد بإذن الله عمر العبد أبو زين".

واغلق جيش اسرائيل السبت مداخل القرية مستثنياً من اجرائه الحالات الانسانية، حسب ما أكّدت المتحدثة.

واضافت ان خمسين من سكان القرية رشقوا بالحجارة جنود اسرائيل.

واستمر السبت الانتشار الكثيف للجنود الاسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة خصوصًا في محيط المسجد الاقصى.

والقى عشرات الفلسطينيين الملثمين الحجارة والاطارات المطاطية المشتعلة باتجاه القوات الاسرائيلية عصر السبت في احياء عدة من القدس الشرقية المحتلة والقرى المحاذية لها، حسب ما افادت متحدثة باسم الشرطة، مضيفة أن القوات الاسرائيلية استخدمت وسائل مكافحة الشغب لتفريقهم.

وافاد الهلال الاحمر الفلسطيني ان فلسطينيًا اصيب بجروح خطرة بالرصاص في العزارية بالضفة الغربية المحتلة شمال القدس.

وفي معبر قلندية بين رام الله والقدس، دارت مواجهات بين قوات اسرائيل ومئات الفلسطينيين، بحسب مصادر امنية فلسطينية.

"تجميد" الاتصالات مع اسرائيل

والصدامات التي بلغت أوجها الجمعة كانت اندلعت قبل أسبوع، بعد هجوم أدى الى مقتل شرطيين اسرائيليين في القدس القديمة في 14 يوليو. واغلقت سلطات اسرائيل اثر الهجوم باحة المسجد الاقصى حتى 16 يوليو.

وفي ضوء تسارع التطورات، يعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة الاثنين بطلب من فرنسا والسويد ومصر، حسب ما افاد دبلوماسيون.&

وشجّع الاتحاد الاوروبي في بيان مساء السبت "اسرائيل والاردن على العمل معًا بهدف ايجاد حلول تحفظ أمن الجميع" في القدس الشرقية المحتلة.

كذلك، حض الاتحاد البلدين على العمل من اجل "احترام الطابع المقدس للاماكن المقدسة وابقاء الوضع القائم" في باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية، بحيث يتاح للمسلمين دخول الموقع في أي وقت مع السماح لليهود بدخوله في اوقات محددة من دون ان يتمكنوا من الصلاة فيه.

وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت في بيان بـ"استخدام القوات الاسرائيلية المفرط للقوة ضد اخواننا الذين تجمعوا لأداء صلاة الجمعة".

وقالت القوات الإسرائيلية إن المهاجمين في 14 يوليو خبأوا أسلحتهم في ساحة المسجد الأقصى، وبناء على ذلك قررت تركيب أجهزة لكشف المعادن عندَ مداخل هذا الموقع الحساس بالقدس الشرقية المحتلة.

وأثار هذا الإجراء غضب الفلسطينيين وأعلن الرئيس محمود عباس مساء الجمعة تجميد الاتصالات مع اسرائيل إلى حين إلغاء إجراءاتها في المسجد الأقصى.

واثارت الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة مخاوف بين الفلسطينيين في ان تسيطر اسرائيل بالكامل على باحة الاقصى الذي تسيطر اصلا على مداخله لكن ادارته تعود للمملكة الاردنية.

العنصر الديني

أثارت التطورات الأخيرة مخاوف من تأجيج موجة العنف، التي تهز اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ اكتوبر 2015 واسفرت عن مقتل 287 فلسطينيًا و47 اسرائيليًا واميركيين اثنين واردنيين اثنين واريتري وسوداني وبريطانية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وفيما تراجعت وتيرة هذه الأحداث في الاشهر الفائتة يُخشى أن يؤدي العنصر الديني في الصدامات الأخيرة الى اندلاع العنف مجددًا، على ما يؤكد محللون.

وكتب المراسل العسكري في هآرتس عاموس هرئيل "في العام الفائت، نجحت قوات الامن (الاسرائيلية) بعد جهد كبير في إعادة العفريت إلى القمقم (...) لكن ما بني بمشقة خلال عام يمكن تدميره بسهولة في أسبوع، خصوصًا عندما تضاف عوامل دينية إلى الوضع".

واعتبر اوفر زالزبرغ المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" أن "خطأ (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو كان في تركيب أجهزة رصد المعادن بدون التحاور مع فريق مسلم".

أضاف ان "الطابع الإكراهي (لهذا الاجراء)، أكثر من الاجراء نفسه، هو ما جعله غير مقبول لدى الفلسطينيين".