وجهت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية انتقادات لخطاب أمير قطر تميم بن حمد الذي ألقاه الجمعة 21 يوليو/تموز، في أول كلمة له منذ اندلاع الأزمة الراهنة مع بعض دول الخليج ومصر.

وبينما أشادت الصحف القطرية بالخطاب، وصفه كُتَاب في صحف عربية عديدة بـأنه "هزيل" و"غير متزن".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها بقطر أوائل الشهر الماضي، متهمين الدوحة بدعم الإرهاب وتعزيز روابطها مع إيران، فيما نفت قطر تلك الاتهامات.

"المكابرة القطرية"

قالت صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "تميم يطل بخطاب هزيل عنوانه التناقضات": "لم يخرج خطاب أمير قطر عما توقعه المراقبون في استمرار النظام القطري في 'المكابرة والتعنت'، إذ حاول جاهداً لبس ثوب المظلومية".

واضافت "بدت 'المكابرة القطرية' متمثلة في خطاب تميم بن حمد، إذ يعلن استعداده للحوار والتفاوض، في وقت يرفض ما يراه مساً بـ'السيادة والإملاء'، على رغم توقيعه على اتفاق الرياض ٢٠١٣ وملحقاته التكميلية في ٢٠١٤".

ووصفت صحيفة الخليج الإمارتية الخطاب في افتتاحيتها بأنه "مهزوز وهزيل وفج، وينبئ عن مدى الارتباك الذي وصلت إليه قطر".

وأضافت الصحيفة: "يحاول خطاب تميم تهيئة الشعب القطري لما هو مقبل، حيث المقاطعة أدت دورها، وحيث هي ماضية في المزيد من التأثير، فالدول الأربع الداعية إلى مواجهة الإرهاب لن تقبل بوجود هذا الكيان الهش المرتبك في المنطقة، وتنتظر خطوات تصعيد جديدة".

بالمثل قالت أخبار الخليج البحرينية إن الخطاب "لم يأتِ بأيّ جديد، رغم أنه الظهور الأول له منذ بدء الأزمة".

وأضافت الصحيفة: "تجاهل تميم بن حمد تماماً المطالب العربية من قطر ودور قطر التخريبي وتحدث عن أن الدوحة جاهزة لحوار مشروط والتوصل إلى تسوية لكل القضايا.

وجاء خطاب أمير قطر متناغمًا مع السياسة الإعلامية التي تتبعها الدوحة عبر منصاتها المختلفة وعلى رأسها قناة 'الجزيرة'، ومليئاً بصيغ المظلومية، ومزاعم النأي عن دعم الإرهاب".

وفي صحيفة الأهرام المصرية، كتب محمود سعد: "في دقائق قليلة لم تتعد الـ 15 دقيقة، واصل أمير قطر ترنحه واهتزازه، الترنح بدا واضحا في اختلاف نبرته وشحوب وجهه حيث بدأ بنبرة استضعاف بأن هناك آلاماً سببها الحصار... وبنبرة استقواء، عاد بها من خلال دعم دول الغرب له في الأزمة"، مضيفاً أن "خطاب تميم غير المتزن، أخرج وأبان عن الكثير من الأمور التي يخبئها أمير قطر، منها الاستعداد للحوار ومساندة تركيا والغرب له، مع عدم ذكر المساندة الإيرانية من وراء ستار".

"خطاب يكشف المؤامرات"

وعلى النقيض أشادت الصحف القطرية بالخطاب.

ووصفت الراية القطرية كلمة تميم بأنها "خطاب سامي يكشف المؤامرات ويفتح آفاق النهضة، استعرض بشفافية ووضوح الأسباب والدوافع الحقيقية وراء افتعال الأزمة الخليجية والمؤامرات التي استهدفت قطر وسيادتها وأمنها واستقرارها".

وأشادت الوطن القطرية في افتتاحيتها بالخطاب الذي "قدم للشعب أغلى الدروس وأعظمها"، مضيفة أن "الدروس والعبر العميقة التي تضمنها الخطاب تمثل وثيقة مهمة في مسيرة وطننا وثيقة علمت كل الأجيال كيفية مجابهة التحدي الكبير، ورسمت لنا جميعاً بوضوح كيف نعمل وسط التحدي الصعب الراهن لاستكمال المسيرة الوطنية القاصدة نحو الخير لنا ولمن سوانا، وللسلم والأمن في ربوع العالم أجمع".

وفي سياق متصل، رأى بشير البكر في صحيفة العربي الجديد اللندنية أن "ظهور الأمير في خطاب هو علامة على توديع فصل أساسي من الأزمة، والتأكيد على أن قطر تجاوزت الآثار المباشرة للحصار، وعادت لتعيش بشكل عادي، وهذا أمر هام جداً بالنظر إلى ما كانت تهدف له الحملة من حصار هذا البلد، وهو إجباره على الاستسلام، ورفع الراية البيضاء".