نفذ أطباء العراق في عموم البلاد اعتصاما اليوم ضد تصاعد عمليات اختطاف واغتيال تنفذها عصابات مسلحة تستهدفهم وضد تجاهل الحكومة في اتخاذ إجراءات عملية تحميهم وعائلاتهم مطالبين بتفعيل قانون حماية الأطباء واعتبار التحريض الاعلامي ضدهم جريمة يعاقب عليها القانون.&

إيلاف من لندن: شهدت بغداد وبقية المحافظات العراقية الثلاثاء اعتصامات عن العمل نفذها الاف الأطباء احتجاجا على التصاعد الخطير في عمليات الاعتداء والخطف والاغتيال التي يتعرضون لها وحيث قتل منهم اربعة خلال الاسبوع الاخير وحده. وتليت خلال هذه الاحتجاجات التي شهدتها مستشفيات البلاد ومؤسساتها الصحية اليوم شعارات تطالب بتفعيل قانون حماية الأطباء.

وتلي خلال هذه الاعتصامات بيان موحد لنقابة الأطباء حصلت "إيلاف" على نصه أشارت فيه إلى أنّ أطباء البلاد يقاتلون منذ عام 2003 مع بقية العراقيين قوى الشر وواجهوا الطائفية المقيتة والفساد المستشري في الجسد العراقي وقد عانوا وصبروا على الاذى وكان لهم الدور الاول في معالجة الالاف من ضحايا الارهاب على مدى الخمسة عشر عاما الماضية في زمن الاحتلال وفترة الاقتتال الطائفي فانقذوا حياة الكثيرين منهم من دون تمييز بين طائفة واخرى او قومية واخرى ايمانا بواجبهم تجاه وطنهم كما استمروا في تقديم الضحايا خلال محاربة تنظيم داعش وتقديم خدماتهم لابناء الجيش والشرطة والحشد الشعبي في ساحات القتال.

&

وقفات احتجاجية لاطباء العراق اليوم

&

وأوضحت النقابة انها لم تسع لذكر كل ذلك "الا بعد ان ثقلت على الأطباء الاعتداءات والتجاوزات وعمليات التهديد والخطف والقتل الممنهج الامر الذي ارغم آلافا منهم على مغادرة العراق خوفا على عائلاتهم وهو امر يسعى له اعداء البلاد لان الطبيب محارب بعلمه وخدماته فهو ثروة علمية يجب الحفاظ عليها".&

عدم اكتراث الحكومة

ودعت النقابة العراقيين إلى دعم الأطباء في مواجهة عدم اكتراث الحكومة بسلامتهم "والتي اصبحت على ما يبدو زاهدة بخدماتهم فتركت الأطباء هدفا سهلا للمعتدين والخارجين على القانون فأصبحوا عرضة للتشهير عبر القنوات الفضائية".&

وأعلنت نقابة الأطباء عن مطالب الكوادر الصحية العراقية من اجل حمايتها وضمان سلامة افرادها من الأطباء والممرضين والعاملين المساندين لهم في مهنتهم مطالبة بعقد اجتماع طارئ بين القيادات النقابية الطبية والقيادات الامنية بحضور القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي وتشكيل قوة استخبارية متخصصة بالاعتداءات التي تطال الأطباء باعتبارهم ثروة وطنية توجب حمايتهم.

وشددت النقابة على ضرورة تفعيل قانون حماية الأطباء والقوانين ذات العلاقة والتي تحمي الأطباء والممرضين وبقية الكوادر الصحية وذلك بإشراف النقابة ووزارة الصحة ومجلس القضاء الاعلى الذي دعته إلى تفعيل الحق العام واعادة العمل بالمحاكم الخاصة التي تعنى بقضايا الاعتداء على الأطباء.

&

اطباء عراقيون خلال اعتصاماتهم اليوم

&

وطالبت النقابة بتشكيل لجان مشتركة من الخبراء الأطباء لتقديم المشورة إلى القضاء في الدعاوى المقامة ضد الأطباء من قبل المرضى.. ودعت إلى اعتبار التحريض ضد الأطباء عبر القنوات الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي جريمة يعاقب عليها القانون.&

اغتيال أربعة أطباء خلال أسبوع واحد&

وخلال الاسبوع الاخير فقد اغتال مسلحون مجهولون طبيبة أسنان طعنا بالسكين في منطقة الاسكان في ضواحي بغداد الشمالية حيث اقتحموا منزل الطبيبة شذى السامرائي وقاموا بطعنها حتى الموت وسرقة جميع محتويات دارها ومصوغاتها الذهبية ومقتنياتها الشخصية قبل ان يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

وقد عثرت قوة امنية على جثة الطبيبة مقتولة داخل منزلها بالقرب من مستشفى الطفل في منطقة الاسكان وقامت بنقلها إلى دائرة الطب العدلي وفتحت تحقيقا في ملابسات الحادث.

كما اختطف مجهولون الدكتور محمد علي زاير أخصائي جراحة عامة على الطريق السريع في منطقة الشعلة فيما اغتيل الطبيب سليم عبد الحمزة في عيادته في وقت تعرض سائق سيارة إسعاف في محافظة ميسان الجنوبية لاعتداء بالضرب أثناء تأدية واجبه بنقل جثة امرأة متوفية من قبل ذوي المتوفاة ما أسفر عن مصرعه متأثراً باصابته وسط مطالبات بالكشف عن الجناة والإسراع بإجراءات معاقبتهم.
&
الأطباء ضحية ميليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية

وشهدت مدن العراق مؤخرا عودة مخيفة لظاهرة استهداف الأطباء من قبل جماعات مسلحة وسط غياب شبه تام للقانون ما دفع عدداً منهم إلى جانب مسؤولين إلى إطلاق نداءات استغاثة لحمايتهم. وتصاعدت عمليات استهداف الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة سواء بالاعتداء عليهم بالإهانة والشتم والضرب والتهديد أو بالخطف والقتل المباشر.&

وتشير معلومات إلى أنّ عدد الأطباء الذين هاجروا العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 بسبب عمليات التهديد والاختطاف والقتل إلى أكثر من 8500 طبيب فيما قتل العشرات منهم على يد ميليشيات مسلحة موالية لايران وجماعات إرهابية تابعة للقاعدة وتنظيم داعش في وقت يحتاج العراق إلى 100 ألف طبيب فيما لا يوجد في البلاد سوى 20 ألف طبيب لتغطية حاجة المستشفيات.