بورم لو ميموزا: اندلع حريق جديد ادى الى اجلاء اكثر من عشرة آلاف شخص في مقاطعة فار السياحية التي سبق وتضررت من الحرائق التي دمرت اكثر من سبعة آلاف هكتار في جنوب شرق فرنسا وجزيرة كورسيكا.

ويكافح رجال الانقاذ لليوم الثالث على التوالي ألسنة اللهب. وتم نشر اربعة آلاف رجل مدعومين من 19 طائرة لاطفاء الحرائق.
وفي منطقة بورم لو ميموزا السياحية التي يتضاعف عدد سكانها صيفا "تم اجلاء ما بين عشرة آلاف و12 الف شخص" الليلة الماضية، بحسب رئيس البلدية فرنسوا اريتزي. 

واكد فتح كل قاعات البلدية للناس لقضاء الليل غير ان بعضهم فضل ان يمضي الليلة في سيارته على الشاطئ. وقال سيرج لافيال قائد عمليات النجدة الاربعاء "لم تتم السيطرة على الحريق، وهو يتمدد شيئا فشيئا ويتسع قليلا" في هذه المنطقة من ساحل الكوت دازور التي تهب عليها "رياح قوية نسبيا وعنيفة".

ودمر الحريق 1300 هكتار من منطقة بورم لو ميموزا الصغيرة وتم تجنيد اكثر من 550 اطفائيا وصل بعضهم من مناطق اخرى في هذا الجزء من فرنسا الواقع على البحر الابيض المتوسط الذي يقبل عليه كثيرا المصطافون. ولو فار ثاني مقاطعة سياحية في فرنسا بعد باريس ويقصدها سنويا 8 الى 9 ملايين زائر، بحسب هيئة السياحة في المقاطعة.

من جهته، ابدى الرئيس ايمانويل ماكرون في تغريدة "اعجابه وشجاعته حيال أولئك الذين يكافحون بلا كلل ضد الحرائق التي تجتاح بعض أراضينا"، مؤكدا "دعمه الكامل للذين أرغموا على ترك منازلهم المهددة". واضاف اريتزي "لقد اخلينا كافة المخيمات الواقعة في المناطق الحساسة (...) انه كابوس : حريق ينشب في منتصف الليل (22,00 ت غ) مع هذه الرياح، علما ان طائرات مكافحة الحرائق لا يمكن ان تنطلق الا صباحا".

من جهته، قال جان-بول بونسار (68 عاما) من سكان المنطقة "التلال كلها مشتعلة حتى البحر". واكدت اميلي وهي سائحة المانية عشرينية كانت في مخيم مع اقاربها، "الجبل كله يشتعل". ودعت البلدية السياح الى عدم التوجه الى المخيمات والبقاء عند الشاطئ حتى اشعار آخر.

حريق آخر "مقلق جدا"
على جبهة اخرى تدخلت فرق الاطفاء في مقاطعة بوش-دو-رون المجاورة. وبعد حريق اول تمت السيطرة عليه في مارتيغ (اجتاح 40 الى 50 هكتارا من اشجار الصنوبر)، اندلع حريق آخر "معقد اكثر" في بينير عند الظهر، بحسب السلطات.

وقالت ماغالي شاربونو الامينة العامة لمنطقة الدفاع والامن بالجنوب "هذا الحريق مقلق جدا ويمكن ان يحرق مساحات كبيرة في حال اتساعه". واوضح بيان للسلطة المحلية في بوش-دو-رون انه "لم تلحق اضرار باية بناية سكنية" لكن "اكثر من الف هكتار معنية" بالحريق.

ويزور وزير الداخلية جيرار كولومب مساء الاربعاء مقاطعة لوفار غداة زيارة الى جزيرة كورسيكا حيث اعلن عن طلبية لشراء ست طائرات. وطلبت فرنسا طائرتين في اطار المساعدة الاوروبية. ووصلت مساء الثلاثاء طائرة اولى من ايطاليا الى كورسيكا.

ويشهد جنوب شرق فرنسا منذ يومين حرائق عنيفة دمرت اكثر من خمسة آلاف هكتار واصيب فيها اكثر من 20 من عناصر فرق الانقاذ، احدهم اصيب بجروح من الدرجة الثانية الاربعاء في بورم لو ميموزا. وفي كورسيكا اتلفت الحرائق نحو الفي هكتار من الغابات منذ الاثنين واوضح الاطفائيون "ان الحريق مستقر لكن لم تتم السيطرة عليه". وفرنسا ليست الدولة الاوروبية الوحيدة التي اجتاحتها الحرائق.

فقد اندلعت حرائق منذ الاحد في وسط البرتغال ولا تزال تشتعل وذلك قبل نحو خمسة اسابيع من حريق ضخم اوقع 64 قتيلا واكثر من 200 جريح في المنطقة ذاتها.

في المقابل، تهدد امطار تهطل بلا توقف منذ الثلاثاء المانيا حيث يخشى حدوث فيضانات في منطقة ساكس السفلى (جنوب). وتم تفعيل خطة طوارئ في اقليم غولسار الجبلي قرب مدينة هانوفر. وتم احتياطا اخلاء بعض دور المسنين والمخيمات وفندق.