أعلنت السلطات الألمانية السبت أن منفذ اعتداء هامبورغ كان معروفًا بأنه "إسلامي"، وأظهر مؤشرات تدل على "التطرف"، لكن دوافعه تبقى غير مؤكدة لأنه يعاني من مشاكل نفسية.

إيلاف - متابعة: في وقت لا يزال المحققون يبحثون عن الأسباب المحددة التي تقف خلف ما وصفه رئيس بلدية هامبورغ "بالإعتداء المشين"، عاد الجدل حول استقبال المهاجرين في ألمانيا الى الواجهة، لأن منفذ الهجوم ارتكبه طالب لجوء رُفض طلبه.

دخل الرجل الى سوبرماركت بعد ظهر الجمعة، وهاجم بوساطة سكين أشخاصا كانوا يتسوقون أو يتمشون في سوق تجاري في حيّ شمال هامبورغ. أسفر الهجوم عن سقوط قتيل وستة جرحى هم خمسة رجال وامرأة، اصابات بعضهم خطيرة، بحسب الحصيلة الأخيرة. 

واعلن وزير الداخلية في هامبورغ آندي غروته للصحافيين السبت ان منفذ الهجوم "كان معروفا بانه اسلامي، وليس بانه جهادي" لدى الأجهزة الأمنية.

وقالت السلطات ان المهاجم البالغ 26 عامًا فلسطيني ولد في الإمارات العربية المتحدة، وكانت تعتبره "مشتبها به" نتيجة "مؤشرات تدلّ على تطرف" ديني، خصوصا في مركز اللجوء الذي كان يقطنه في شمال المدينة.

تغيّرات أيديولوجية وشكلية
أفادت السلطات المحلية أن المهاجم ارتدى في الفترة الأخيرة زيًا دينيًا إسلاميًا، وردّد آيات من القرآن الكريم في منزله، وأبدى "تغيّرا" في تصرفاته.

قال جاره في الغرفة محمد (31 عاما) "في رمضان الاخير اشترى ثيابا اسلامية، وكان يتلو القران في غرفته بصوت عال". اضاف انه توجه الى جامعة في المدينة "لالقاء خطب، وكان يقول امام الطلاب انهم يقتلون المسلمين، ويتحدث عن الوضع في فلسطين".

لكن في الوقت نفسه، لفت غروته الى أن منفذ الاعتداء يعاني من مشاكل "نفسية"، مشيرا الى أن الصورة لا تزال "غير واضحة" ومن غير الممكن معرفة "أي عنصر هو الدافع الرئيس".

في هذا السياق، دعا وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير القريب من المستشارة انغيلا ميركل الى عدم التسرع في الاستنتاجات. وقال "ينبغي توقع ان يستخدم الفكر "الجهادي" لتبرير افعال لها دوافع اخرى". ثمة امر يبدو اكيدا بالنسبة الى الشرطة المحلية: المهاجم تصرف بمفرده و"ليست هناك مؤشرات إلى تواصله مع شبكة".

دخل الرجل الى سوبرماركت واخذ سكين مطبخ بطول حوالى 20 سنتيمترا من فوق احد الرفوف، ثمّ مزق التغليف، وهاجم فجأة رجلا بالغا من العمر خمسين عاما، توفي لاحقا، بعدما أصابه بطعنات قاتلة. واصاب في ما بعد شخصين بجروح داخل السوبرماركت قبل ان يلوذ بافرار متسببا باصابة العديد من المارة.

كابوس 
اعتبر وزير داخلية هامبورغ أن "التسوق قبل نهاية الأسبوع بالنسبة إلى عدد كبير من سكان هامبورغ تحوّل إلى كابوس"، مضيفا أن "الحادثة كانت من الممكن أن تحصل مع أي شخص منا".

وقال ان "بعض المارة تمكنوا أخيرًا من ملاحقة الفلسطيني ونجحوا في توقيفه، بعدما أصيب بجروح طفيفة خلال المواجهة معهم"، معتبرا الأمر بمثابة "خطوة شجاعة ومصممة".

على المستوى السياسي، عادت التساؤلات حول استقبال المهاجرين الى الواجهة في البلاد التي استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015. واتهم اليمين القومي منذ ذلك الحين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بادخال جهاديين الى ألمانيا. وكشف رئيس بلدية هامبورغ اولاف شولتس ان منفذ "الاعتداء المشين" طالب لجوء رفض طلبه، وتعذر ترحيله لعدم توافر وثائق قانونية لديه.

سياسيا، يعتبر هذا الامر حساسًا بالنسبة الى السلطات الالمانية، في سياق سياسي مشحون إثر اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 24 سبتمبر، التي من المتوقع أن تتولى خلالها ميركل ولاية رابعة.

وبدأ الربط بين اعتداء هامبورغ واعتداء سابق من هذا النوع حين دهست شاحنة في برلين في ديسمبر 2016 حشدا في سوق للميلاد متسببة بموت 12 شخصا وجرح نحو خمسين آخرين. وهذا الاعتداء نفذه طالب لجوء تونسي يدعى انيس العامري، كان في حالة قضائية مشابهة لمنفذ اعتداء هامبورغ.

وطالب رئيس بلدية هامبورغ بمزيد من التشدد في التدابير، وقال "ان هذا يثبت كم ان الحاجة ملحّة الى ازالة هذا النوع من العوائق العملية والقضائية التي تعترض اجراءات الترحيل".