بحث زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في جدة اليوم مع نائب العاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان علاقات البلدين حيث أكد أن الانفراج الحاصل في العلاقات العراقية السعودية بداية انكفاء الطائفية وضربة لها.

إيلاف من لندن: اجتمع زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في جدة الاحد مع نائب العاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حيث تم بحث العلاقات السعودية العراقية وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، كما قالت وكالة الانباء السعودية الرسمية من دون تفاصيل أخرى.

وفي وقت سابق اليوم وصل الصدر الى جدة حيث كان على رأس مستقبليه السفير ثامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي. وقال الصدر لدى وصوله "اننا نستبشر خيرًا في ما وجدنا من انفراج ايجابي في العلاقات السعودية العراقية ونأمل بان تكون بداية الانكفاء وتقهقر الحدة الطائفية في المنطقة العربية الاسلامية".

وقال مكتب الصدر صباح اليوم ان زعيم التيار الصدري قد توجه إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية من دون ان يوضح في بيان صحافي مقتضب اطلعت على نصه "إيلاف" الموضوعات التي سيبحثها مع المسؤولين هناك لكن مصادر عراقية توقعت ان تتناول العلاقات العراقية السعودية واخر التطورات في المنطقة العربية على ضوء مواجهة الارهاب وطرد تنظيم داعش مؤخرا من مدينة الموصل الشمالية التي اعلنها التنظيم عاصمة لخلافته في يونيو عام 2014.

 

الصدر والوفد المرافق له خلال اجتماعهم مع الامير محمد بن سلمان

 

وتأتي زيارة الصدر الى السعودية في وقت تشهد فيه العلاقات بين بغداد والرياض تطورا ملحوظا حيث تتواصل زيارات المسؤولين العراقيين الى السعودية كان في مقدمتها تلك التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى مكة الشهر الماضي واجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان والتي اسفرت عن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين. 

وفي الرابع عشر من الشهر الحالي اشاد العاهل السعودي الملك سلمان بالشجاعة الفائقة للقوات العراقية وحكمة حكومة وقيادة العراق وقدم خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي "التهنئة بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية وتحريرها مدينة الموصل".

وكان الملك سلمان قد أكد خلال اجتماعه في مكة الشهر الماضي مع العبادي أن جميع القلوب والابواب مشرعة للتعاون المشترك بين السعودية والعراق، مؤكداً أن المملكة تقف مع استعادة العراق دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات.

كما اعلن العراق في 24 من الشهر الحالي عن تشكيل لجنة وزارية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والتجارية مع السعودية وقال المكتب الاعلامي للعبادي ان اللحنة برئاسة وزير الداخلية قاسم الاعرجي وعضوية وزراء التجارة والزراعة والصناعة والمعادن ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار ووكيلي وزارتي المالية والموارد المائية وممثلين عن هيئة المنافذ الحدودية واتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات العراقي. 

واشار الى ان اللجنة ستتولى متابعة المحادثات مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في المجالات التجارية والزراعية والصناعية في القطاعين العام والخاص 

واعلن العراق والسعودية في 20 من الشهر الماضي عن تشكيل مجلس للتعاون المشترك من اجل الارتقاء بعلاقات البلدين الى المستوى الاستراتيجي وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية. وقال بيان عراقي سعودي صدر في ختام زيارة العبادي الى السعودية انه تم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأكد الجانبان على أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص.

وكان الصدر زار السعودية في عام 2006 واجتع مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز حيث تم بحث العلاقات العراقية السعودية وتطورات الاوضاع في المنطقة. 

والصدر الذي قاد انتفاضة مسلحة دامية في جنوب العراق عام 2004 ضد القوات الاميركية كان من بين عدد الشخصيات العربية والاسلامية التي استقبلها العاهل السعودي انذاك. وقد اكد الصدر في تصريحات صحافية ان اجتماعه مع العاهل السعودي كان لتوطيد العلاقات بين البلدين.