سيدني: أوردت الصحف الاسترالية الاثنين ان المتهمين الاربعة بالتخطيط لاسقاط طائرة كانوا ينوون استخدام غاز سام او قنبلة مخبأة داخل آلة لفرم اللحمة، بينما أشار مسؤولون الى ان الاستعدادات لشن الهجوم كانت في مرحلة "متقدمة".

وأوقف المشتبه بهم الاربعة وهم والدان استراليان من اصل لبناني مع نجليهما خلال عمليات مداهمة في سيدني صباح السبت. وأوردت صحيفة "سيدني ديلي تلغراف" ان المشتبه بهم خططوا لنقل القنبلة في حقيبة يد على متن رحلة تجارية من سيدني الى وجهة في الشرق الاوسط.

وأضافت ان الخطة كانت تقوم على وضع خشب ومواد متفجرة داخل آلة كهربائية مستخدمة في المطبخ مثل ماكينة فرم اللحمة.

أما صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" فأوردت ان السلطات تدرس فرضية استخدام مثل هذه الماكينة، بينما أشارت صحيفة "ذي استراليان" نقلا عن مصادر متعددة ان الالة "غير تقليدية" ويمكن ان ينبعث منها غاز سام قد يؤدي الى مقتل أو شل حركة جميع الركاب على متن الطائرة.

وأعلن رئيس الوزراء مالكولم ترنبول ان الخطط كانت في مرحلة "متقدمة" لكنه رفض التعليق على المزاعم المتضاربة حول طريقة تنفيذ الهجوم.

وقال ترنبول "لا بد من احترام خصوصية التحقيق (...) لكن من المؤكد (...) ان النية موجودة وانهم كانوا يعدون لذلك"، مضيفا "سنعرف المزيد في الايام المقبلة وستكون هناك مزاعم بوجود دوافع اسلامية ارهابية متطرفة".

وكان مفوض الشرطة الاسترالية الاتحادية اندرو كولفن صرح الاحد ان قطاع الطيران هدف محتمل وان المخطط يشمل قنبلة يدوية الصنع.

تعاون سلس

واعلن وزير العدل مايكل كينان الاثنين ان المخططات "متقدمة جدا"، مضيفا "هناك خطة لاسقاط طائرة من خلال تهريب جهاز على متنها". ومنح قاض مساء الأحد الشرطة الحق في اعتقال المتهمين الأربعة لمدة سبعة أيام إضافية من دون توجيه اتهام إليهم. 

ولم تفصح السلطات عن هوية الموقوفين. وأظهرت لقطات تلفزيونية السبت عناصر من شرطة مكافحة الشغب يداهمون منزلا في ضاحية "ساري هيلز"، قبل أن يقتادوا رجلا على رأسه ضمادة وعلى كتفيه بطانية.

ونفت امراة تقيم في العنوان نفسه أن يكون لقاطني المكان اي علاقة بالارهاب. وجاء تحرك الشرطة على ما يبدو بعد اشارة من استخبارات اجنبية مما يحمل على الاعتقاد بان المشتبه بهم تلقوا اوامر من جهة أخرى.

ورفض ترنبول التعليق على الموضوع لكنه قال "في عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الالكترونية الفورية لم تعد سوريا بعيدة عن سيدني"، مضيفا "هنا خطورة الوضع: التعاون السلس".

وشددت استراليا الاجراءات الامنية في مطاراتها الداخلية والدولية الرئيسية.

كما طُلِب من المسافرين على متن الرحلات الداخلية التواجد قبل ساعتين على الأقل والدولية قبل ثلاث ساعات من مواعيد إقلاع رحلاتهم، والحد من أمتعتهم. 

وأكد ترنبول أن درجة التأهب في البلاد، التي رفعت في ايلول/سبتمبر 2014 وسط تنامي المخاوف من وقوع هجمات مستوحاة من جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ستبقى في مستوى "محتمل". 

ومنذ 2014، وضعت كانبيرا قوانين جديدة تتعلق بالأمن القومي، فيما نفذت شرطة مكافحة الإرهاب سلسلة اعتقالات. 

وبحسب كينان، تمكنت السلطات من منع وقوع 12 اعتداء في البلاد خلال السنوات الأخيرة، فيما تم توجيه اتهامات إلى 70 شخصا.

وقال الوزير للصحافيين الأحد "لا يزال الأشخاص الذين يتحركون بمفردهم يشكلون التهديد الأول لاستراليا، ولكن تشكل كذلك قدرة الأشخاص على وضع مخططات متطورة لشن هجمات متطورة تهديدا حقيقيا". 

ووقعت عدة اعتداءات ارهابية في استراليا خلال الأعوام الأخيرة، بينها عملية استهدفت مقهى في سيدني عام 2014 قٌتِل فيها شخصان، إضافة إلى مقتل موظف في شرطة سيدني عام 2015 على يد فتى يبلغ من العمر 15 عاما.