انضم دوق ودوقة كامبريدج إلى رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في بلجيكا، لإحياء ذكرى مرور مئة عام على اندلاع معركة باشنديل الشهيرة، التي جرت خلال الحرب العالمية الأولى.

وتسببت تلك المعركة، التي تعد من بين أكثر المعارك دموية خلال تلك الحرب، في جرح وقتل وفقدان نحو نصف مليون جندي، من قوات الحلفاء والقوات الألمانية.

وقال الأمير ويليام إن بريطانيا وبلجيكا "تقفان معا في ذكرى تلك التضحية".

وانضم الأمير ويليام إلى العاهل البلجيكي ليضعا أكاليل الزهور على النصب التذكاري لبوابة مينين أو "مينين غيت"، في مدينة "إيبر" البلجيكية.

وتقع بوابة مينين في المكان الذي سار فيه الجنود البريطانيون حينما توجهوا إلى ميادين القتال، وهي مغطاة بأسماء أكثر من 54 ألف جندي بريطاني قتلوا خلال المعركة، وليست لهم مقبرة معروفة، وفقا للجنة الكومنولث لمقابر الحرب.

وتعرف معركة باشنديل رسميا باسم معركة إيبر الثالثة، وقد جرت أحداثها في الفترة ما بين 31 يوليو/ تموز و السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917، في منطقة ويست فلاندرز شمالي بلجيكا.

وقتل خلال المعركة نحو 75 ألف جندي من قوات الحلفاء، ونحو 220 ألف جندي ألماني.

وخلال الحفل، الذي حضره 200 شخص من أحفاد الجنود الذين شاركوا في المعركة، قال الأمير ويليام: "أفراد عائلاتنا وقواتنا ودولنا، الجميع ضحوا بكل شيئ من أجل الحياة التي نحياها نحن الآن".

وأضاف: "خلال الحرب العالمية الأولى وقفت بريطانيا وبلجيكا كتفا بكتف، ومضت مئة عام ولا نزال نقف معا، ونتجمع كما يفعل كثيرون كل ليلة، في ذكرى هذه التضحية".

وقال الملك فيليب ملك بلجيكا إن البلدين سيستمران في الاحتفاء بـ"التضحية الهائلة"، لهؤلاء الجنود.

أشخاص ينظرون إلى أسماء الجنود المحغورة على بوابة مبينين
PA
أسماء الجنود الذين لم يعثر على جثثهم محفورة على بوابة مينين في مدينة إيبر
بوابة مينين
Reuters
ألقيت الزهور الصناعية من فوق بوابة مينين في نهاية الحفل

وألقيت آلاف الزهور الصناعية من أعلى سطح البوابة، لتعبر عن كل اسم منقوش هناك.

وتجمعت شخصيات كبيرة وأقارب أولئك الذين قتلوا في المعركة في ماركت سكوير في مدينة إيبر، لحضور عرض يحكي قصة المعركة.

وشهد الحفل عددا من العروض الموسيقية والأدبية، بما فيها عرض لجوقة الشباب الوطني الاسكتلندية والديم هيلين ميرين.

وأعدت تلك العروض لكي تنعكس عبر شاشات عرض، على جدران مبنى كلوث هول التجاري التاريخي في ماركت سكوير.

وقدم الصحفي لان هيسلوب عرضا مسرحيا هزليا، من مسرحيته عن الحرب العالمية الأولى "ذا وايبر تايمز".

وعرضت شهادات لجنود من قوات الحلفاء وجنود ألمان على جدران مبنى كلوث هول، بما فيهم فيديو لـ هاري باتش المعروف بـ "لاست تومي"، الذي شارك في معركة باشنديل ومات عام 2009 عن عمر ناهز 111 عاما.

هاري باتش
Getty Images
شارك هاري باتش في معركة باشنديل، ومات عام 2009 عن عمر ناهز 111 عاما

وأصبحت معركة باشنديل سيئة السمعة، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الهائل، وإنما أيضا بسبب الطين.

وتسبب القصف المستمر قبل بدء المعركة في عجن التربة، وتدمير أنظمة تصريف المياه، وخلال أيام قليلة هطلت أغزر أمطار شهدتها بلجيكا خلال 30 عاما آنذاك، الأمر الذي حول التربة إلى مستنقع.

وتسبب الطين السميك في انسداد البنادق وشل حركة الدبابات، وفي النهاية أصبح عميقا لدرجة أغرقت الرجال والخيول.

وفي السادس عشر من أغسطس/ آب استؤنف الهجوم لكن دون تأثير كبير، واستمر هذا المأزق، وأخفقت هجمات أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول في تحقيق تقدم.

وفي نهاية الأمر، أدى استيلاء القوات البريطانية والكندية على الجزء القليل المتبقي من قرية باشنديل، في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى إيقاف الهجوم.

وستستمر احتفالات إحياء ذكرى بدء المعركة الاثنين، وتشهد صلاة خاصة تقام في مقابر تاين كوت، حيث دفن آلاف الجنود هناك.

حطام دبابة بريطانية بجوار طريق مينين بالقرب من مدينة إيبر البلجيكية
PA
حطام دبابة بريطانية بجوار طريق مينين بالقرب من مدينة إيبر البلجيكية
شاهد قبر أحد أفراد البحرية المجهولين في مقابر تاين كوت
PA
شاهد قبر أحد أفراد البحرية المجهولين في مقابر تاين كوت