رجّحت النيابة العامة الفدرالية الألمانية الاثنين أن يكون منفذ الهجوم الأخير بوساطة سكين في سوبرماركت في هامبورغ تحرك بدافع "التطرف الإسلامي".

إيلاف - متابعة: قال ممثلو النيابة العامة الفدرالية الألمانية إن منفذ الهجوم، وهو طالب لجوء عمره 26 عامًا، ويدعى أحمد أ. أصبح متطرفًا من تلقاء نفسه، ونفذ هجومه "على أمل أن يموت شهيدًا". 

طعنات عشوائية
بعد ظهر الجمعة دخل الشاب سوبرماركت في شارع حيوي في هامبورغ، وأخذ سكينًا طوله 20 سم من أحد الرفوف، وهاجم الأشخاص المحيطين به، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح. 

وقالت نائبة قائد الشرطة كاثرين هينينغز "هاجم فجأة بشكل وحشي رجلًا يبلغ من العمر 50 عامًا توفي لاحقًا". وطعن الشاب شخصين آخرين في السوبرماركت، ثم هرب، وأصاب أربعة على الطريق، قبل أن يتغلب عليه المارة. 

تتسلم النيابة العامة الفدرالية كل قضية لها علاقة بالإرهاب. وكانت الشرطة القضائية تتولى التحقيق في اعتداء هامبورغ. الاعتداء هو الأول بدوافع إسلامية في ألمانيا منذ أن صدم التونسي أنيس عامري بشاحنته حشدًا في سوق لعيد الميلاد في 19 ديسمبر، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 48 آخرين. 

تغيير نهج
وقد يؤدي ذلك إلى إعادة فتح النقاش المرير حول استقبال اللاجئين قبل شهرين من الانتخابات العامة، ما يزيد من الضغوط على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بسبب قرارها فتح الحدود الألمانية في 2015، واستقبالها أكثر من مليون طالب لجوء. 

وقالت النيابة "يبدو أن للهجوم خلفية إسلامية متطرفة". وأضافت أن المشتبه فيه كان يفكر في الأيديولوجية المتطرفة منذ فترة، وقبل يومين من الهجوم "قرر أخيرًا تبني نمط حياة يتناسب مع التطرف الإسلامي". 

وأفادت أنه "في يوم التحرك، قرر أن يرتكب اعتداء على أمل أن يموت شهيدًا". إلا أن المحققين لم يعثروا على ما يشير إلى أنه ينتمي إلى جماعة "جهادية" مثل تنظيم داعش. 

إهمال وتهاون
يشار إلى أن ألمانيا في حالة تأهب من أي هجوم يشنه "جهاديون" منذ الهجوم الذي ارتكبه عامري في برلين، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وذكرت السلطات سابقًا أنها كانت تعتبر أحمد.أ "إسلاميًا"، إلا أنها لم تكن تعتقد أنه يشكل خطرًا يستدعي مراقبته من قبل الشرطة. 

وكان أندي غروتي وزير الداخلية في ولاية هامبورغ قال مبدئيًا إن هناك دافعًا إسلاميًا للهجوم، إلا أن المهاجم يعاني "اضطرابات نفسية". ومثل عامري، كان من المقرر ترحيل أحمد، بعد رفض السلطات طلبه للجوء، إلا أن العملية تأخرت بسبب عدم وجود أوراقه الثبوتية. 

ومع اتضاح الصورة بشأن المشتبه فيه بشكل أفضل، بدأت تظهر الاتهامات بأن السلطات ربما كانت متهاونة بشأن الخطر الذي يشكله مثل هؤلاء الأشخاص. 

انتقد خبير الأمن الداخلي في تحالف ميركل اليمين الوسط ستيفان مايرز سلطات هامبورغ لعدم تطبيقها معايير أكثر تشددًا بشأن تصنيف الخطر الذي يشكله إسلاميون. كما انتقد ماركون بريتزل من حزب البديل لألمانيا الشعبوي المعادي للإسلام، ما وصفه "بإهمال حكومي" ما تسبب بهجوم هامبورغ. 

تكريم مارة
من ناحيتها كرّمت ألمانيا مجموعة من المارة الشجعان، الذين ساعدوا على القبض على أحمد أ. حيث طاردوه بعد خروجه من السوبرماركت، ورشقوه بالكراسي لوقفه. 

وقال أحدهم، ويدعى توفيق عرب، وهو طالب لجوء من أفغانستان، لصحيفة بيلد "أنا لست بطلًا، ما فعلته هو واجبي لا غير".