«إيلاف» من لندن: أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق مقتل واصابة 518 مدنياً عراقياً جراء اعمال الارهاب والعنف والنزاع المسلح خلال الشهر الماضي، فيما دعا مجلس الامن الدولي الى تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورُعاة الهجوم على سفارة العراق في كابول الى العدالة.

وأفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" بمقتلِ ما مجموعه 241 مدنياً عراقياً وإصابة 277 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح، التي وقعت في العراق خلال شهر يوليو 2017 .

واشارت البعثة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الثلاثاء الى أن عدد القتلى المدنيين في شهر يوليو بلغ 239 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 273 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة). ووفقًا لهذه الأرقام كانت محافظة نينوى الشمالية الأكثر تضرراً، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 233 شخصاً (121 قتيلاً و112 جريحاً)، تلتها محافظة بغداد العاصمة، حيث سقط 38 قتيلاً و85 جريحاً، ثم محافظة الأنبار الغربية حيث لقي 33 شخصاً مصرعهم وأصيب 49 آخرون.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها البعثة من مديرية صحة الأنبار، فقد بلغت جملة الضحايا المدنيين 82 شخصاً (33 قتيلاً و49 جريحاً). وقد تم تحديث إحصائية الأنبار لتشمل الضحايا الذين سقطوا حتى يوم امس.

وقد دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش أعمال داعش الإرهابية، التي تسببت في معاناةٍ هائلةٍ للمدنيين باستخدامهم كدروعٍ بشريةٍ حتى اللحظات الأخيرة قبل سحق هذا التنظيم في مدينة الموصل، والانتصار الذي أعلنته حكومة العراق في 10 يوليو الماضي.

وجدد كوبيش الدعوة إلى حماية المدنيين خلال الصراع، حيث تُعدُّ القوات العراقية حملتها لتحرير الأجزاء المتبقية من البلاد من ويلات داعش. وقال "إننا إذ نثني على مفهوم العمليات الإنسانيّ للقوات العراقية الذي وضع حماية المدنيين ومساعدة النازحين في قلب خطة المعركة في الموصل، لا بد من أن تظلّ حماية المدنيين أولويةً قصوى في تسيير العمليات العسكرية مستقبلاً."

واوضحت بعثة الامم المتحدة انها واجهت بشكلٍ عام عراقيل في التحقق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق الصراع. وتم الحصول على أرقام الضحايا في محافظة الأنبار من مديرية صحة المحافظة .

وقالت انه قد لا تعكس أعداد الضحايا التي وفرتها مديرية صحة الأنبار، بشكل كامل، الأعداد الحقيقية للضحايا في تلك المناطق، بسبب تزايد هشاشة الأوضاع الأمنية على أرض الواقع وانقطاع الخدمات. وهناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكل جزئي فقط من حوادث معينة. واضافت انها تلقت أيضاً، من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك، تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعد أن فرّوا من ديارهم فلقوا حتفهم بسبب تعرضهم لظروف شتى كانعدام الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية. كما تلقت البعثة منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الموصل ومناطق أخرى في نينوى، تقارير عديدة تتعلق بحوادث تتضمن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، والتي لم يتسنَّ للبعثة التحقق من صحتها في بعض الأوقات ولهذه الأسباب اوضحت البعثة انه ينبغي اعتبار الأرقام الواردة في هذا التقرير بمثابة الحد الأدنى المطلق للضحايا المدنيين..

مجلس الامن يدعو لمحاكمة منفذي ومنظمي الهجوم على سفارة العراق بكابول

 دان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم الإرهابي على سفارة جمهورية العراق في كابول بأفغانستان امس، ما أسفر عن مقتل اثنين من الموظفين المدنيين الأفغان داخل السفارة وإصابة ضابط شرطة وأعلنت فروع محلية تابعة لتنظيم داعش مسؤوليتها عنه.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن في بيان اليوم، حصلت "إيلاف" على نصه، "عن تعاطفهم العميق وتعازيهم لأسر الضحايا ولحكومتيّ العراق وأفغانستان "، متمنين الشفاء العاجل للجرحى في هذا الهجوم الإرهابي الشائن". واشاروا الى الجهود الجارية التي تبذلها حكومة أفغانستان لإجراء تحقيق كامل في هذا الهجوم الإرهابي، وشددوا على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأعمال ومنظميها ومموليها ورُعاتها إلى العدالة، وحثوا جميع الدول، وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدوليّ وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة على التعاون الفاعل مع الحكومات والسلطات المعنية في هذا الصدد.

وأكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكّلُ واحداً من أشدّ الأخطار التي تهدّد السلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمالٍ إرهابيةٍ هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها، بغض النظر عن دوافعها، وأياً كان مكانها وزمانها ومرتكبوها. وشددوا على ضرورة مكافحة التهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليان جرّاء الأعمال الإرهابية باستخدام جميع الوسائل، ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة وجميع الالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أشارت امس الى ان دبلوماسيي سفارتها في كابول قد استبسلوا في الدفاع عن السفارة واشتبكوا مع العناصر الارهابية المقتحمة لها بالاسلحة الرشاشة ونجحت الاجهزة الامنية الافغانية بعد ذلك بدخول المبنى وتصفية الارهابيين واجلاء الدبلوماسيين بأمان.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية احمد جمال إن السفارة "تعرضت الى عملية اجرامية جبانة نفذتها بعض خلايا تنظيم داعش المندحر، حيث تم اقتحام مبنى السفارة بعد تفجير انتحاري امام مدخلها الرئيسي".
وأضاف" ان الكادر الدبلوماسي في السفارة قد استبسل في الدفاع عنها واشتبك مع العناصر الارهابية المقتحمة لها بالاسلحة الرشاشة الخفيفة ولأكثر من ساعة ونصف ونجحت الاجهزة الامنية الافغانية بعد ذلك بدخول المبنى وتصفية الارهابيين واجلاء موظفينا بأمان". وقال إن "تنظيم داعش الجبان وبعد انكساره واندحاره وسحق رؤوسه من قبل ابطالنا الشجعان في معركة الموصل عمد الى تنفيذ هذه العملية الارهابية الجبانة في محاولة يائسة لتسليط الضوء الاعلامي على استمرار وجوده، ولكن ليوث العراق من الكادر الدبلوماسي كانوا له بالمرصاد مثل اخوتهم الرابضين في سواتر العزة والشرف"..

وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم على السفارة العراقية، حسب ما أوردت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، وقالت: "انغماسيان من الدولة الاسلامية يقتحمان مبنى السفارة العراقية في مدينة كابل الافغانية” من دون تفاصيل إضافية.

وكان مصدر أمني أفغاني اشار الى تعرض السفارة العراقية في وسط كابول لهجوم استخدمت فيه قنابل وتفجيرات، واوضح أن انتحاريًا فجر نفسه أمام مدخل السفارة، بينما حاول مهاجمان اقتحام المجمع الدبلوماسي .

وتقع السفارة العراقية بالقرب من مقر قوات الشرطة الافغانية للحماية العامة التابعة لوزارة الداخلية، والتي تم تشكيلها لحماية المباني غير الرسمية.