«إيلاف» من القاهرة: أطلق مواطن مصري الرصاص على ابنته، احتفالًا بزفافها، وألقت الشرطة القبض عليه، وقال إنه ونجل شقيقه أطلقا الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجًا بالزفاف، فاخترقت رصاصة صدر العروس، وخرجت من الظهر وأصابت فتاة أخرى.

تحول عرس في مصر إلى حزن شديد، بعد أن أطلق الأب الرصاص عشوائيًا، احتفالًا بزفاف ابنته، فاخترقت الأعيرة النارية صدرها، وأصابتها بإصابات بالغة الخطورة.

وحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن الأب ونجل شقيقه، أطلقا أعيرة نارية في الهواء، ابتهاجًا بالزفاف، أثناء دخول العروس، فاخترقت إحدى الرصاصات صدرها، وسقطت غارقة في دمائها، بينما كانت ترتدي فستان الزفاف الأبيض. 

ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد، بل أصابت الرصاصة نفسها فتاة من أقارب العريس، كانت تقف خلف العروس.

وألقى ضباط مباحث الهرم التابعة لمديرية أمن الجيزة، القبض على الأب ونجل شقيقه، وكشفت التحريات الأولية للمباحث العامة أنه أثناء دخول عروسين إلى إحدى قاعات الأفراح بمنطقة الهرم؛ أطلق والد العروس ونجل عمها النيران من طبنجتين؛ احتفالاً بالزفاف، وبعد لحظات صرخت العروس، وسقطت أرضًا غارقة في دمائها، وتحول لون فستانها الأبيض إلى الأحمر بعد تلطخه بالدماء، وتبين أن إحدى طلقات والدها اخترقت صدرها.

وأضافت التحريات أن الطلقة اخترقت صدر العروس، وخرجت من الظهر؛ لتصيب ابنة خالة العريس. ونُقلت الاثنتان معًا إلى المستشفى في حالة خطرة، وتم تحريز الأسلحة النارية.

ووجهت النيابة العامة إلى والد العروس وابن شقيقه تهماً تتعلق بحيازة أسلحة نارية من دون ترخيص، وإطلاق أعيرة نارية، وإصابة شخصين.

 

 

وتنتشر في مصر عادة إطلاق الرصاص بكثافة في الأفراح، وقتل طفل في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة في شهر مايو الماضي، أثناء وجوده في ميدان الحصري، بعد أن اخترقت رصاصة رأسه. وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن الرصاصة جاءت من اطلاق أعيرة نارية في حفل زفاف بالقرب من الميدان. ووجهت النيابة اتهامات لحفيد الرئيس الموقت الأسبق صوفي أبو طالب، ونجل نائب برلماني، بإطلاق الرصاص والتسبب في مقتل الطفل.

وفي أغسطس من عام 2106، شهدت قرية أولاد نجم بمحافظة قنا مأساة حقيقية، عندما فقدت العروس والدها أثناء عقد قرانها، إثر إصابته برصاصة أثناء إطلاق النار عشوائيًا، ابتهاجًا بالزفاف.

وحسب تصريحات اللواء جمال فرحات، مساعد وزير الداخلية الأسبق، فإن عادة إطلاق الرصاص عشوائيًا في الأفراح تنتشر على نطاق واسع بمصر، ولم تعد تقتصر على الصعيد فقط، بل انتشرت في القاهرة أيضًا.

وأضاف لـ"إيلاف" أن بعض العائلات تعتبر "ضرب النار" في الأفراح مجاملة كبيرة، ويتبادلون المجاملات مع بعضهم البعض، مشيرًا إلى أن البعض يستخدم أسلحة آلية أو رشاشات في اطلاق الرصاص العشوائي.

ونبّه إلى أن هذه العادة تسببت في مقتل الكثير من الأبرياء، وأحيانًا يتعرض أحد العروسين أو الأقارب للإصابة أو الموت، بسبب إطلاق الرصاص بكثافة وبطريقة عشوائية.

ولفت إلى أن القانون يجرم إطلاق النار في الأفراح وحمل الأسلحة غير المرخصة، موضحًا أنه في حالة إصابة أو مقتل أي شخص في الأعراس، توجه للمتهم تهم حمل سلاح من دون ترخيص، والإصابة أو القتل الخطأ، وتصل العقوبة إلى نحو 15 سنة سجنا. 

وتتكرر الظاهرة في مختلف الأنحاء، وتتسبب في مقتل الأبرياء، بسبب ما يعرف بـ"المجاملة بضرب النار"، ففي منتصف شهر سبتمبر من العام 2015، قتلت فتاة في حفل زفاف بمنطقة منشأة ناصر بالقاهرة، بعد أن أطلق أحد أقارب العريس الرصاص من سلاح ناري غير مرخص، فاستقرت رصاصة في صدرها، مما تسببت في وفاتها.

وفي شهر مارس من العام الماضي، تحول حفل زفاف بقرية الضبعية التابعة لمركز القرنة بمحافظة الأقصر إلى جنازة، عقب مقتل أحد المعازيم برصاصة، وتبين من التحريات وأقوال الشهود، أن المجني عليه كان مدعوًا لحضور أحد الأفراح بالقرية، وأثناء جلوسه لمشاهدة العروسين، وسط إطلاق نار من المعازيم وأصحاب الفرح برفقة عدد من الأصدقاء، وأبناء القرية، خرجت طلقة نارية عن طريق الخطأ استقرت في صدره وتم نقله على إثرها إلى مستشفى الأقصر الدولي، إلّا أنه فارق الحياة قبل وصوله.