الرباط: بدا لافتا في احتفالات الذكرى الـ 18 لعيد جلوس العاهل المغربي الملك محمد السادس، نهاية الأسبوع الماضي، أن توشيح الملك لعدد من الشخصيات المغربية والأجنبية بأوسمة ملكية، شمل عددًا من الباحثين المغاربة الذين نجحوا في تحقيق إنجازات مهمة في تخصصاتهم العلمية.

ووشح العاهل المغربي بوسام "الكفاءة الفكرية"، عدنان الرمال، أستاذ ومدير أبحاث بكلية العلوم بجامعة محمد بن عبد الله بفاس (شرق الرباط)، الذي حاز على جائزة المخترع الأوروبي صنف جائزة الجمهور بفضل اكتشافه عقارا بواسطة زيوت طبيعية يمكن من زيادة فعالية المضادات الحيوية.

 كما وشح الملك محمد السادس بنفس الوسام عبد الواحد بنصر، أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وأحد المشرفين على فريق البحث الدولي الذي قام باكتشاف أقدم إنسان من فصيلة "أوموسابيان" بمنطقة جبل إيغود بالمملكة المغربية، وجون جاك هوبلان أستاذ ورئيس شعبة بمعهد ماكس بلانك للأنتروبولوجيا التطورية المقيم بمدينة ليبزيغ بألمانيا، وهو من بين الذين أشرفوا على فريق البحث الدولي الذي قام بهذا الاكتشاف. 

وبوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثانية، وشح الملك التلميذ أسامة مفتاح، والذي استطاع على الرغم من إعاقته، أن يكمل دراسته والحصول على الباكالوريا شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بميزة مستحسن.

وفي تعليقه على الموضوع، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة ( وزير دولة) المكلف التعليم العالي والبحث العلمي، إن التوشيح الملكي "تكريم ورفع من قيمة الباحث المغربي المنتمي للجامعة المغربية"، معتبرا ذلك "التفاتة وإشارة للباحثين المغاربة الموجودين في مختلف مختبرات البحث العلمي في الجامعة المغربية من أجل بذل المزيد من الجهد والاشتغال في مشاريع بحث دورها الأساسي هو تنمية البلد وفي نفس الوقت تحقيق الإشعاع الثقافي والحضاري للمغرب".

وأضاف الصمدي ، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، أن تكريم العاهل المغربي لتلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في تخصص العلوم الإنسانية، التفاتة تبرز أهمية العلوم الإنسانية وما يمكن أن تقدمه إلى جانب البحث في العلوم الحقة، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن البحث في مجالاتها".

وأفاد المسؤول الحكومي بأن الوزارة ينبغي عليها أن "تلتقط الالتفاتة المولوية السامية ونوفر للباحثين الظروف المناسبة للإبداع والابتكار والاستمرار على هذا النهج"، مشددا على أن الوزارة ستدعم البحث في العلوم الإنسانية "حتى يكون هناك تكامل بين البحث في الإنسان والبحث في العمران، وهذا هو التوازن الذي نطمح إليه في الجامعة المغربية". 

وكشف الصمدي في التصريح ذاته، أن كتابة الدولة في التعليم العالي والبحث العلمي تسعى هذه السنة إلى "الرفع من قيمة وتثمين البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية، التي لم تنل حظها في السابق"، مؤكدا "سنحاول أن نرفع مشاريع البحث الممولة إلى حدود 20 في المائة بعد أن كانت في حدود 4,5 بالمائة بالنسبة للمشاريع التي يعلن عنها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني".

وأكد الصمدي أن الوزارة ستعمل على توفير "الظروف الملائمة لاشتغال الأساتذة الباحثين، سواء تعلق الأمر بظروف عملهم أو الأمر بالمختبرات التي يشتغلون بها من خلال تزويدها بالمعدات اللازمة"، كما أشار المسؤول الحكومي إلى أهمية تطوير الشراكة والتعاون في مجال البحث العلمي مع الخارج، حيث اعتبر أن "الجامعة المغربية لا يمكنها أن تتحرك إلا في سياقها الدولي وفي تعاونها مع مؤسسات ومختبرات البحث الدولية، لذلك كل مشاريع البحث تتضمن تبادل الخبرات والتجارب مع مراكز البحث والخبرات الأجنبية".

وأوضح كاتب الدولة المكلف التعليم العالي والبحث العلمي، أن التفكير في الجيل الجديد من الباحثين في سلك الدكتوراه سيحظى باهتمام خاص من طرف الحكومة، مسجلا أن الجامعة المغربية "تناقش فيها حوالي 1500 دكتوراه، وهذا عدد قليل سنحاول أن نرفعه بالتدريج"، لافتا الى أن الوزارة تدرس "تعميم منحة الدكتوراه على الطلبة الباحثين المستحقين لهذا النوع من المنح حتى لا ينقطع أحد عن ممارسة مهامه التربوية في الدكتوراه بسبب عوز مادي".

وشدد الصمدي على أن المخططات التي تدرسها الوزارة تروم "تكوين جيل جديد من الباحثين الأكفاء"، مبرزا أن الجامعة المغربية تفقد سنويا بفعل التقاعد "مجموعة من الباحثين المتميزين من أساتذة التعليم العالي"، وهو ما أكد على ضرورة العمل ل"إيجاد وتكوين الخلف في الآجال المعقولة وبالجودة المقبولة". 
....