«إيلاف» من لندن: رفض رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني دعوة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الى عدم اجراء استفتاء انفصال الاقليم موضحا ان الهدف منه هو منع الصراعات وترسيخ التعايش السلمي .. متهما بغداد بخرق بنود الدستور المتعلقة بإلاقليم والتضييق على حقوقه وتهميش وتقليص دور الكرد في المؤسسات العسكرية وخرق الاتفاقيات السياسية وقطع موازنة الإقليم منذ عام 2014 من دون حق دستوري .
وقال بارزاني في رسالة جوابية إلى أبو الغيط التي بعث بها اليه مؤخرا واطلعت عليها "إيلاف" اليوم ان "الدولة العراقية تشكلت على أساس التعايش والشراكة الحقيقية واحترام حقوق المكونات والقوميات ولكن حصتنا من تلك الشراكة كانت تدمير 4500 قرية كردية وضرب حلبجة والمناطق الأخرى بالأسلحة الكيميائية وعمليات الأنفال والمقابر الجماعية في جنوب العراق".

واشار الى انه بعد مشاركة الكرد في إعادة تأسيس الجيش العراقي وكتابة الدستور في عام 2005 والتصويت عليه فقد تم للأسف خرق بنود الدستور المتعلقة بإقليم كردستان وكذلك التضييق على حقوق إلاقليم ومنها عدم تنفيذ المادة 140 الدستورية المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وتهميش وتقليص دور الكرد في المؤسسات العسكرية وخرق الاتفاقيات السياسية مع الإقليم والوقوف بالضد من قوات البيشمركة وقطع موازنة الإقليم البالغة 17% من الموازنة الاتحادية منذ عام 2014 من دون حق دستوري .
وشدد بارزاني بالقول "انه من الضروري أن يحافظ الكرد على كرامتهم مقابل الدماء والتضحيات التي قدمها أبناؤهم من أجل عراق ديمقراطي ولم يستطيعوا القبول بالظلم أكثر". وخاطب أبو الغيط قائلا "من الضروري أن توجه العتاب الى أصدقائنا في العراق وليس لنا فهم الذين تسببوا بدفعنا لاتخاذ قرار استفتاء الاستقلال" وذلك في 25 من الشهر المقبل.
واوضح بارزاني أن البقاء على هذا الوضع والإطار الحالي للعلاقات بين كردستان والعراق سيسبب خطرا كبيرا وسيؤدي إلى صراع لا ترغبه شعوبنا في كردستان والعراق ولذلك ومن أجل منع الصراعات وبهدف ترسيخ التعايش السلمي سنجري الاستفتاء وسنحاول تحويل الصراع الى تعاون مثمر وأن نكون جيرانا متحالفين". وختم قائلا "إيمانا منا بالتعايش السلمي واتباع أساليب حضارية لتقرير المصير سنواصل نهجنا وان الحوار مع إخواننا في بغداد هو خيارنا الوحيد".

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وجه رسالة خاصة إلى بارزاني يدعوه فيها إلى مراجعة قرار إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم. وقال أبو الغيط في رسالته إن الاستفتاء المزمع إجراؤه سيحمل رسالة سلبية لأبناء الشعب من غير الأكراد ويفتح الباب أمام رياح الشرذمة والتفتيت ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية بل قد يسهم في تعقيد المشهد الكردي ذاته بصورة لا يرغب فيها أحد. واشار الى انه فضلاً عن دقة التوقيت الحالي وخطورة الظرف الذي يستلزم تكاتفاً أكبر وتوافقاً أوسع فإن التحرك بغير إجماع وطني ومن دون تنسيق وتوافق مع الحكومة في بغداد قد يكون من شأنه تأزم الموقف ودفع الأطراف جميعاً إلى اتخاذ مواقف مُتصلبة لا تخدم مستقبل العراقيين بمن فيهم الأكراد .

وناشد أبو الغيط بارزاني بأن تأتي المساعي الكردية من أجل تأمين هذه الحقوق وصيانتها في إطار الوطن العراقي وليس بالتحرك بعيداً عنه وأن تكون هذه المساعي بالانسجام مع الدستور وليس بتهميشه علماً بأن هذا الدستور سبق التوافق عليه بين مكونات الطيف السياسي كافة بديمقراطية كاملة".

تيلرسون يؤكد للعبادي حرص بلاده على وحدة العراق

واليوم ابلغ وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مكالمة هاتفية استمرار الدعم الاميركي لجهود العراق في مرحلة ما بعد داعش مؤكداً موقف الولايات المتحدة وحرصها على وحدة العراق واحترام دستوره. 

وقدم الوزير التهنئة بانتصارات القوات العراقية في معركة الموصل .. مشيدا "بحكمة القيادة ومستوى التنسيق العالي في المعركة".

من جانبه أكد العبادي عزم العراق على استكمال تحرير جميع أراضيه واعادة الاستقرار اليها. واشار الى اهمية التركيز على توفير الخدمات للمواطنين وتحريك عجلة الاقتصاد من خلال محاربة الفساد وتشجيع الاستثمار ورفع معوّقاته ،واهمية الانفتاح الإقليمي والدولي على العراق. وشدد على ضرورة عدم تشتيت الجهود بخلافات جانبية والتركيز على ما يخدم استقرار العراق ووحدته وازدهاره كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الامني اطلعت عليه "إيلاف" الجمعة.
وفد كردي يبحث في بغداد أمر الاستفتاء

وعلى الصعيد ذاته يجري وفد من المجلس الأعلى للاستفتاء في اقليم كردستان في بغداد الأسبوع المقبل مباحثات رسمية مع مسؤولي الحكومة العراقية بشأن استقلال إلاقليم.

وقال الأمين العام للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني في تصريح صحافي لوكالة رووداو الكردية "سنقول لبغداد أنتم المسؤولين عن رغبة الكرد في الانفصال لأنكم لم تخلقوا بيئة للكرد يشعرون فيها بالأمن والاستقرار سواء في السابق أو الآن لذا سنجري نحن الاستفتاء ونفضل أن تتفهموا ذلك وإننا سنبقى معكم بعد الاستفتاء".

ومن جانبه قال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد حاجي محمود "لقد اتخذنا قرارنا وسنناقش ذلك مع بغداد".. مضيفاً أن "بغداد ليست وصياً علينا لتفرض علينا ما تريد، وما تم اتخاذه سينفذ".

ويضم الوفد الكردي 9 أعضاء يمثلون الأطراف السياسية الكردية والتركمان والمسيحيين وهو معني بإجراء مباحثات مع الاطراف العراقية والاجنبية قبل اجراء الاستفتاء وبعده.

يذكر ان استفتاء اقليم كردستان على الانفصال عن العراق يواجه بمعارضة داخلية وخارجية حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 25 من الشهر الماضي من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد مؤكدا ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه . كما حذر رئيس التحالف الشيعي الحاكم عمار الحكيم من "انعاش طموح الانفصال عند مناطق كثيرة في العراق معتبرا انفصال الكرد لا يمتلك مقومات دستورية.

وخارجبا فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا اجراء استفتاء اقليم كرستان . كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي، ككل ستتحقق على أفضل وجه عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".