حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من المساس بالاتفاق النووي لطهران مع القوى الكبرى، داعيا إلى عدم الاصطفاف مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الشأن الإيراني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن روحاني قوله "أعلن نيابة عن الشعب وبكل صراحة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانبة لن تكون البادیة فی نقض خطة العمل المشترك الشاملة لكنها لن تقف مكتوفة الایدی امام ای نكث لها".

وأدى روحاني، 68 عاما، اليمين الدستورية بعد انتخابه لدورة رئاسية ثانية في حفل دعي لحضوره عدد كبير من الشخصيات والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم.

وقال، في كلمة بعد اداء اليمين، إن سياسة حكومته سوف تعتمد على التوازن والتعامل البناء مع دول العالم ورفع مستوى التعاون مع الدول الصديقة.

ونوه الرئيس الايراني الى أن "نكث العهود من الجانب الأمريكي في الاتفاق النووي دليل على اعتياد هذه الحكومة على سياسات الحظر والتهديد".

وأضاف "ليعلم هؤلاء الذین یریدون تمزیق خطة العمل المشترك الشاملة بأنهم سينهون بذلك حياتهم السياسية وأن العالم سوف لن ينسى نكثهم للعهد".

وقال "نحن مستعدون دائما للدفاع عن شعبنا ولا نرى السلاح الوسيلة الوحيدة للدفاع. نحن ندعم قواتنا المسلحة لكن صوت الشعب هو اكبر سلاح نمتلكه".

وتابع رئيس الحكومة الثانية عشرة أن إيران "لاتضع أی قیود امام التعاون مع أی من دول العالم وتمد ید الصداقة لبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار".

وجهة نظر مشتركة

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عنه قوله إنه "يمكننا التوصل إلى وجهة نظر مشتركة رغم جميع المشاكل".

في غضون ذلك، انتقدت الخارجية الإيرانية مواقف حكومات أوروبية من تجاربها الصاروخية.

جاء ذلك في لقاء بين مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبيل مراسم التنصيب في طهران.

وقال مكتب ظريف في بيان بعد الاجتماع إن "تجارب إيران الصاروخية وإطلاقها القمر الاصطناعي في 27 يوليو/تموز لا تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة".

وكانت إيران قد وافقت خلال اتفاق أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 على تقليص برنامجها النووي مقابل الحصول على مزايا اقتصادية ملموسة.

لكن الإدارة الأمريكية فرضت عقوبات جديدة على طهران، ردا على تجربة صاروخ باليستي متوسط المدى.

وكان روحاني تعهد بتحريك الاقتصاد وفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية والتجارة الدولية.

ويرى مراسلون أن إنعاش الاقتصاد الإيراني يظل رهنا باستمرار العمل في الاتفاق النووي الذي يتعرض لانتقادات شديدة من الرئيس الأمريكي.

ويأمل الرئيس روحاني أن يمضي قدما في مسيرته الاصلاحية ونهجه المعتدل خلال دورة رئاسته الثانية، مشددا على أنه يحاول تحقيق أحلام نحو 24 مليون شخص ممن انتخبوه.

وحقق روحاني فوزا كبيرا في انتخابات الرئاسة الإيرانية في مايو/أيار الماضي على منافسه مرشح التيار المتشدد إبراهيم رئيسي.

وكان روحاني تعهد في حملته الانتخابية بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين، الذين ألقي القبض عليهم خلال احتجاجات 2009 التي اعقبت اعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية، كما تعهد بضمان الحقوق المدنية و"استعادة كرامة البلاد".