كراكاس: يؤدي الجيش الفنزويلي القوي الذي يعد العماد الرئيسي لحكم الرئيس نيكولاس مادورو، دورا اساسيا في الازمة السياسية التي تشهدها البلاد حاليا.

وأكد مادورو الاحد ان الجيش صد "هجوما ارهابيا" ضد قاعدة عسكرية في فالنسيا غرب كراكاس، قتل فيه مهاجمان واعتقل ثمانية آخرون.

وتلعب "القوة المسلحة الوطنية البوليفارية" دورا اساسيا ايضا في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية في البلاد وخصوصا في قطاع النفط.

ويؤكد الجيش المزود أسلحة صينية وروسية انه "تشافي وقومي ومعاد للامبريالية"، وأقسم أفراده على "الولاء المطلق وغير المشروط" لنيكولاس مادورو.

- قوة مسلحة -

يضم الجيش الفنزويلي حوالى 365 الف رجل يعملون في القوات البرية والبحرية والجوية. وعديده بذلك اقل بالف رجل من البرازيل حسب شبكة الدفاع الاميركية اللاتينية مركز التحليل الذي يتألف من خبراء في المنطقة.

وللمقارنة، تضم البرازيل 210 ملايين نسمة وفنزويلا 30 مليونا.

في 2006، منعت الولايات المتحدة بيع ونقل أسلحة وتكنولوجيا عسكرية اميركية الى فنزويلا، ما دفع الرئيس حينذاك هوغو تشافيز الى اللجوء الى "حليفين استراتيجيين" جديدين هما الصين وروسيا.

وبذلك سلمت روسيا فنزويلا بنادق وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات ومدرعات وانظمة للدفاع الجوي ومقاتلات ومروحيات وصواريخ حسب المنظمة الحكومية "المواطن يراقب" غير الحكومية التي تتابع النشاط العسكري.

من جهتها، سلمت الصين كراكاس اجهزة اتصالات وبزات عسكرية ورادارات وآليات مصفحة وطائرات ومروحيات.

- قوة سياسية -

في حكومة مادورو التي تضم 32 وزيرا، هناك 12 عسكريا هم عشرة ما زالوا في السلك العسكري ومتقاعدان.

يقود الجيش الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز بينما يقود الاستراتيجية العملانية الجنرال ريميجيو كيبايوس.

وكان مادورو صرح العام الماضي ان لوبيز هو "وزير فوق العادة" على اعضاء الحكومة الآخرين اطلاعه على ما يرغب به.

ومن الوظائف الاساسية التي يشغلها عسكريون اهم الوزارات بما فيها وزارات الرئاسة والداخلية والعدل والغذاء والزراعة وصيد السمك والاسكان والكهرباء والاشغال العامة.

 وتحمل المعارضة الكولونيل رودولفو ماركو توريس وزير الغذاء مسؤولية نقص المواد الغذائية الذي تعاني منه البلاد.

ويشرف وزير الاسكان الجنرال مانويل كيفيدو على احد البرامج الاساسية لحكومة مادورو وهو تسليم 1,7 مليون شقة مدعومة ماليا.

وتنتقد المعارضة المشاركة الكبيرة للعسكريين في الحكومة "وتسييسهم". وصرح السياسي المحنك رئيس البرلمان السابق هنري راموس الوب العام الماضي ان "اسوأ خطأ ارتكبه هوغو تشافيز كان اخراج العسكريين من ثكناتهم. من سيعيدهم اليها؟".

- قوة اقتصادية -

من المؤسسات التي يسيطر عليها العسكريون الفنزويليون شبكة تلفزيون ومصرف ومصنع لتجميع السيارات ومجموعة بناء... تضاف الى كل ذلك الشركة العسكرية المغفلة لصناعات المناجم والنفط والغاز التي انشئت في 2016.

 ولهذه الشركة المهمة نفسها للشركة العامة الفنزويلية للنفط أي إعادة تأهيل وصيانة الآبار ومناطق المناجم والنفط ومشتقات النفط والغاز.

وقال مادورو ان هذه الشركة تشكل قلب "المحرك الصناعي العسكري"، مؤكدا انه يواجه "حربا اقتصادية" تشنها المعارضة ومتعهدون لإضعاف حكومته.