تعهدت كوريا الشمالية بالرد على الولايات المتحدة وجعلها "تدفع الثمن" بسبب العقوبات الجديدة التي صاغتها واشنطن في الأمم المتحدة للضغط على بيونغيانغ لوقف برنامجها المحظور للأسلحة النووية.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن العقوبات، التي أقرتها الأمم المتحدة بالإجماع يوم السبت، تمثل "انتهاكا صارخا لسيادتنا."

وقالت كوريا الجنوبية إن جارتها الشمالية رفضت عرضا لاستئناف المفاوضات ووصفتها بأنها غير صادقة.

ومن شأن العقوبات الجديدة أن تقلل إيرادات صادرات كوريا الشمالية بواقع الثلث.

وجاءت العقوبات الجديدة عقب إجراء كوريا الشمالية تجارب صاروخية عديدة والتي أدت إلى تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

وهذا هو أول رد فعل كبير من كوريا الشمالية اليوم الاثنين وأكدت فيه أنها ستواصل تطوير برنامجها النووي المثير للجدل.

وقالت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية إن بيونغيانغ "لن تضع درعنا النووي للدفاع عن النفس على طاولة التفاوض"، وهي تواجه تهديدات من الولايات المتحدة.

وهددت بأن تجعل الولايات المتحدة "تدفع الثمن عن جريمتها...آلاف المرات"، في إشارة إلى دور واشنطن في صياغة قرار العقوبات الأممي الجديد.

الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية
AFP
التوترات تصاعدت بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية في ظل استمرار البرامج الصاورخية لبيونغيانغ

"عرض غير صادق"

وجاءت هذه التصريحات بعد أن ظهرت تقارير تفيد بأن وزيرا خارجية كوريا الشمالية والجنوبية التقيا لفترة وجيزة مساء الأحد على هامش المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الفلبينية مانيلا.

وقالت وسائل إعلام كورية جنوبية إن وزيرة خارجيتها كانغ كيونغ هوا صافحت نظيرها الكوري الشمالي ري يونغ هو، في اجتماع مقتضب عقد دون ترتيب مسبق على عشاء رسمي أقامته رابطة آسيان.

وقال مسؤول كوري جنوبي لـ بي بي سي إن وزير الخارجية الكوري الشمالي يونغ هو رفض عرض نظيرته الكورية الجنوبية لاستئناف المفاوضات، ووصفه بأنه "غير صادق."

ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن وزيرة الخارجية كيونغ هوا قولها إن رفض يونغ هو لمقترح المفاوضات يبدو أنه مرتبط بالعقوبات الجديدة.

وأضافت: "لقد أبلغته أن (العرضين اللذين قدما للتفاوض) هما أمر مُلح، يجب تنفيذه على الفور مع استبعاد أي أجندة سياسية، وطلبت منه أن يتحرك بشكل استباقي."

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أقرب حلفاء بيونغيانغ، في تصريحات للصحفيين يوم الاثنين: "أعتقد أن كوريا الشمالية لم ترفض مطلقا المقترحات الإيجابية التي أثارتها كوريا الجنوبية."

وأوضح أن بلاده تدعم أيضا المبادرات التي تقدمت بها سول.

وتحدث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي يشارك أيضا في منتدى آسيان، عن التطورات في قضية كوريا الشمالية.

وقال في تصريحات للصحفيين إنه من الواضح أنه الآن "لا يوجد اختلاف بين المجتمع الدولي" بشأن رغبته بأن توقف كوريا الشمالية اختباراتها النووية، في إشارة إلى مشاركة روسيا والصين في التصويت بالإجماع على العقوبات الجديدة ضد بيونغيانغ.

وأضاف: "أفضل إشارة يمكن أن تقدمها لنا كوريا الشمالية عن استعدادها للتفاوض ستكون وقف التجارب الصاروخية".

وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية ونظيرها الكوري الشمالي في قمة آسيان
EPA
وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية التقت نظيرها الكوري الشمالي لفترة وجيزة على هامش قمة رابطة آسيان يوم الأحد

ويحظر قرار المجلس، الذي أُقر بالإجماع، الصادرات القادمة من كوريا الشمالية، ويفرض قيودا على الاستثمار في داخلها.

وأثارت التجربتان الصاروخيتان إدانات دولية واسعة، لاسيما من جانب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، ودفعت مجلس الأمن إلى اصدار عقوباته الجديدة.

وفي وقت سابق من العام الحالي، أوقفت الصين استيراد الفحم من أجل زيادة الضغوط على بيونغيانغ.

لكن العقوبات المتكررة فشلت حتى الآن في ثني كوريا الشمالية عن تطوير برامجها الصاروخية.