حذر محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي من انتشار "مافيات النفط" والجريمة المنظمة في نينوى متهما حشودا بسرقة النفط من حقلي نجمة والقيارة، فيما عبّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن استعداده لإرسال قوات سرايا السلام إلى الموصل.

إيلاف من بغداد: طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء، الحكومة العراقية بإبعاد المنتفعين والفاسدين والطائفيين عن ملف الاعمار في المحافظات التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وذلك في رسالة جوابية لوفد من محافظة نينوى ، وبعد ان اثار محافظها السابق اثيل النجيفي مسألة سرقة النفط من حقلي نجمة والقيارة متهما حشودا لم يسمها لكنه غمز لناحية وزير الزراعة الحالي فلاح حسن زيدان الذي يقود حشدا عشائريا ، فيما حذر مرجع ديني من إدخال العراق بمحرقة جديدة تتزامن مع الانتخابات المقبلة .

ونبه محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، الأربعاء، من استفحال ما وصفها بـ"مافيات البترول" وانتعاش الجريمة المنظمة في نينوى، نتيجة استمرار عملية تهريب النفط من حقلي نجمة والقيارة جنوب الموصل.

وأكد النجيفي في تدوينة على صفحته الرسمية في في فيسبوك ان هناك " حشودا موجودة في جنوب الموصل هي من تقوم بتهريب النفط من حقلي نجمة والقيارة"، مشيرا الى انه ليس لديه معلومات حيال ما اذا كانت الحكومة "على دراية بهذا الموضوع أم لا".

لكنه أكد قائلا "ان ذلك لا يعفي الحكومة المحلية من مسؤوليتها في إيصال المعلومة لرئيس الوزراء حيدر العبادي".

النجيفي: إسالوا المسؤولين!

وأوضح أيضا يقول إن "النفط كان يهرب عن طريق جسر القيارة وتم قطع الجسر لإيقاف عملية التهريب"، وأضاف: "قطع جسر القيارة مرتبط بعمليات تهريب النفط التي وجدت لها منفذا آخر باتجاه مكحول".

وحيال هوية هذه الحشود المتورطة بسرقة النفط قال النجيفي "اسالوا المسؤولين .. وما أكثرهم في تلك المنطقة وحواليها" ثم عاد ليغمز لناحية وزير الزراعة الحالي فلاح حسن زيدان والذي يقود حشدا عشائريا قائلا: "بيت وزير الزراعة يبعد ١٥ كم عن هذي الآبار".

كما أشار محافظ نينوى السابق إلى أن "الخطورة الكبيرة تكمن في أن هذا الأمر يؤدي إلى نشوء المافيات والجريمة المنظمة"، مؤكدا حدوث جرائم تتعلق بهذا الموضوع، ومحذرا في الوقت ذاته من أنه "إذا ترك الأمر لفترة طويلة فإن الجريمة سوف تستفحل في المنطقة".

وذكر النجيفي وهو المحافظ الذي سقطت نينوى في عهده بيد داعش " قبل دخول داعش كان هناك تهريب تشارك فيه الاجهزة الامنية في ذلك الوقت ... وأوصلت كل المعلومات الى المالكي وعن دور ذلك في دعم الارهاب وإنشاء علاقة بين الاجهزة الامنية والارهابيين ومع هذا لم يتخذ المالكي اي اجراء .. وفِي احدى المرات اوصلت للمالكي تسجيلات صوتية وصور تدل على المشاركة بين الغراوي (قائد شرطة نينوى آنذاك) والمهربين .. ولكنه بقي يدافع عن الغراوي".

واكد النجيفي بشأن تهريب النفط اليوم "إذا سكتت أو تواطأت الحكومة المحلية في نينوى.. فعلى وزير النفط أن يخبر رئيس الوزراء، حيدر العبادي، عن مصير إنتاج حقلي نجمة والقيارة قبل أن تستفحل مافيات النفط وتنتعش معها الجريمة المنظمة"، مضيفا أن "قيمة كل أسبوع من إنتاج 15000 برميل يوميا تكفي لإعمار أحد جسور الموصل".

الصدر للموصليين: لعاب الفاسدين يسيل على موازنات إعمار مدنكم

ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاربعاء، الحكومة الى وقفة جادة لإبعاد "المنتفعين والفاسدين والطائفيين" عن اعمار المناطق المحررة من قبضة تنظيم "داعش"، مشيرا الى أن الفاسدين "سال لعابهم" على الموازنات التي اطلقت لإعمار تلك المناطق لاسيما نينوى.

وقال الصدر في رد له على سؤال لوفد من اهالي الموصل بشأن اعمار محافظتهم والوعود "غير المجدية" التي يتلقاها الاهالي هناك من مسؤولين رفيعين "أنتم منا ونحن منكم، كما انكم اخوتنا في الوطن والدين والعرق والإنسانية واني لأشعر بشعوركم واحمل همومكم وآلامكم، وكلي امل بالله والخيرين ان يسعوا إلى تطبيق آمالكم وتطلعاتكم بالعيش الآمن والرغيد بلا تفرقة طائفية وبلا عنف او تشدد".

واردف "انتم يا احرار الموصل الابية التي تحررت بسواعد العراقيين وبدمائهم، انتم اليوم الأحق بالمناصرة لرفع معاناتكم الانسانية فقد هدمت محافظتكم التي صارت بين مطرقة التشدد وسندان الارهاب"، ماضيا الى القول "نعم، لقد سالت لعاب الفاسدين على الموازنات التي اطلقت لإعمار مناطقكم ليسرقوا منها فوق ما سرقوا من ذي قبل، وهذا جل همهم ولن يلتفتوا الى معاناتكم على الاطلاق، ونحن اذ نتبرأ من مثل هذه التصرفات والافكار الرعناء".

وطالب الصدر، الحكومة العراقية بـ "وقفة جادة وإبعاد المنتفعين والفاسدين والطائفيين عن الاعمار في محافظتكم، والتمييز الجاد والحقيقي بين المدنيين والارهابيين قدر الامكان وعدم التعامل مع الملف بنفس طائفي بل بطريقة ابوية يحصل الجميع من خلالها على حقوقهم"، قبل ان يستدرك قائلا "هذه ليست معاناتكم فقط فأخوتكم في الجنوب والوسط يعانون معاناتكم نفسها وسرقة حقوقهم وموازناتهم كما هو واضح".

وتابع الصدر "انا على اتم الاستعداد لإرسال مبعوثي السلام من اخوتكم في سرايا السلام للقيام بما هو لازم وبالتنسيق مع الحكومة العراقية والتي لا اظن انها سوف توافق على ذلك لكي نكون عوناً لكم في سرائكم وضرائكم ولنحاول كشف كل الفاسدين والطائفيين كما فعلنا في باقي المناطق المغتصبة الاخرى"، مضيفا "سنكمل معكم مشروع (ويؤثرون) ومشروع (لخدمتكم) وسنحث التجار والمتمكنين الشرفاء على التبرع من اجل محافظتكم وباقي المحافظات لأجل اعمارها وارجاع النازحين منها اليها باسرع وقت ممكن وسنقف ضد كل من يريد المساس بكم فأعينونا بالكشف عن الارهابيين والفاسدين وكل من اراد ب‍العراق والعراقيين سوءاً، وان صدر منا التقصير فاعذرونا".

مرجع ديني يحذر من إدخال العراق بمحرقة جديدة

ووجه المرجع الديني محمد اليعقوبي، الأربعاء، انتقاداً شديد اللهجة لبعض الأحزاب والتحالفات السياسية العراقية، معتبرا أن إقرار قانون الانتخابات وفق طريقة سانت ليغو المعدلة بعتبة (1.7) شاهد على رفض الإصلاح، وحذر من إدخال الشعب العراقي في "محرقة جديدة" من قبل كتل هي ليست كبيرة إلا بالفساد والظلم والاستئثار والاستخفاف بالناس.

وقال اليعقوبي في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه "ما زالت بعض الأحزاب والكتل المستكبرة تصر على منهجها في التفرد والاستحواذ وإقصاء الآخر، وهو ما نستنكره ونتبرأ منه"، مبينا أن "النكبات والكوارث التي سببتها هذه السياسات لم تحرك ضمائرهم التي قتلها حب الدنيا واتباع الشهوات والنزوات والتبعية للأجندات".

اليعقوبي رأى أن "اتفاقهم الأخير على إقرار قانون الانتخابات وفق طريقة سانت ليغو المعدّلة التي تضع القسمة على (1.7) عتبةً للحصول على المقعد الأول شاهد عملي منهم على رفض كل مبادرات الإصلاح وتصحيح الأخطاء، وقد قطعوا الطريق من أول خطوة".

ومضى الى القول انه نتيجة ذلك " نحذر الشعب العراقي الكريم من إدخاله في محرقة جديدة تتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقبلة كالمحرقة التي أحدثوها عام 2014 بإدخال عصابات داعش بسبب عدم وعي القيادات لمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من التغييرات"، مشددا "أنهم إذا لم يثوبوا الى رشدهم ويتّبعوا منطق الحكمة والعقل ويخرجوا من تأثير أنانياتهم ولو قليلاً، فان نفس المتصارعين الإقليميين والدوليين سيحرّكون أدواتهم في الداخل والخارج لفعل ما هو أسوأ مما حصل عام 2014 لمنع تشكّل الخارطة التي تريدها بعض الأحزاب والكتل المستكبرة".

ورأى اليعقوبي وهو مرجع ديني ومنظر لحزب الفضيلة الإسلامية أن "وصف هذه الكتل بالكبيرة فيه جناية وحيف على الألفاظ ومعانيها، لأنها ليست كبيرة في أي شيء الا في الفساد والظلم والاستئثار والاستخفاف بالناس ولا تملك أي مؤهلات"، مشيرا الى أن "تلك الكتل صنعتها ظروف وإرادات نافذة ومؤثرة في الوضع العراقي ومكّنتها من مؤسسات الدولة فصارت تعبث في رقاب الناس وكرامتهم وأموالهم ومقدساتهم".

وكان مجلس النواب العراقي صوّت على دمج الانتخابات المحلية مع الانتخابات العامة وتحديد يوم واحد لاجرائهما معنا فيما صوت بجلسته التي عقدت، الاثنين (7 آب 2017)، على المادة 12 من قانون انتخابات مجالس المحافظات المتضمنة ان يكون القاسم الانتخابي بنسبة 1.7، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الشارع العراقي.