لقي شخص مصرعه في اشتباكات عنيفة بين محتجين وقوميين بيض أثناء مسيرة لهم في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأمريكية.

وشارك الآلاف في مسيرة "توحيد اليمين" التي نظمها رموز اليمين احتجاجا على إزالة تمثال لأحد جنرالات الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، والذي كان مؤيدا لاستمرار العبودية في البلاد.

وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين واعتقلت عددا منهم بعد إعلان حظر التجمع في منتزه إيماسيبايشن.

وتسمح حالة الطوارىء للسلطات المحلية بطلب موارد إضافية إذا استدعى الأمر ذلك، وفقا لقسم الشرطة في المدينة.

ورفع المتظاهرون من اليمين المتشدد الأعلام الكونفدرالية للولايات، وحملوا دروعا وارتدوا خوذات واقية احتجاجا على قرار إزالة تمثال الجنرال روبرت إي. لي من تشارلوتسفيل، وهو الجنرال الذي قاد القوات الكونفدرالية أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة في الفترة من 1861 إلى 1865م.

وأشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز بأن المتظاهرين كانوا ينشدون بعض الهتافات التي جاء فيها: "لن تستبدلنا، ولن يحل اليهود محلنا."

وخرجت منظمات مناهضة للعنصرية في مظاهرات أيضا، في مقدمتها منظمة بلاك لايفز ماتر.

وقال شيكوان راه، البالغ من العمر 21 سنة والذي يشارك في مظاهرة مضادة، إن "اليمينيين المتشددين لديهم رسالة، وهي الكراهية والعنف، إنها حرب روحانية هذه التي نخوض غمارها."

وقال مراسل بي بي سي في تشارلوتسفيل، جويل غانتر، إن الشرطة لم تتدخل بعد لفض الاشتباكات، واصفا الصدامات بأنها "عنيفة للغاية".

وحث تيري ماكولايف، حاكم ولاية فيرجينيا، الأطراف على ضبط النفس والتحلي بالهدوء عبر تغريدة على حسابه على تويتر قائلا: "الأحداث والخطاب الذي تشهده تشارلوتسفيل على مدار أربع وعشرين ساعة الماضية غير مقبول، ولابد أن يتوقف. فالحق في التعبير عن الرأي ليس حقا في ممارسة العنف."

ودانت السيدة الأولى في الولايات المتحدة ميلانيا ترامب ما يحدث في المدينة عبر تغريدة على حسابها على تويتر قائلة: "بلادنا تشجع على حرية التعبير، فلنتواصل دون كراهية في قلوبنا. فلا خير يتأتى من العنف."

ووصف مايك سيغنر، عمدة تشارلوتسفيل، المسيرة بأنها "موكب للتعصب، والعنصرية، والرجعية".

وحمل القوميون البيض، الجمعة الماضية، قناديل يرى مراقبون أنها ترمز إلى جماعات عنصرية انتشرت في فترة ما من تاريخ الولايات المتحدة باسم "كو كلاكس كلان"، كما أنشدوا بعض الهتافات التي جاء فيها "حياة البيض مهمة" أثناء مرور مسيرة لهم عبر مقر جامعة فيرجينيا في المدينة.

وتعد تشارلوتسفيل مدينة ليبرالية، إذ صوت حوالي 86 في المئة من سكانها لصالح هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الأول الماضي.

رغم ذلك، تحولت المدينة إلى مركز اهتمام القوميين البيض بعد قرار إزالة تمثال الجنرال لي.

ويعتقد مراقبون أن تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية قد أعطى حيوية لليمين المتشدد في جميع أنحاء الولايات المتحدة.