تثبت الإمارات رسميًا وشعبيًا قدرتها على قهر الطائفية، والتصدي للعنصرية وأفعال الكراهية، فهي كانت سباقة في تشريع قانون غير مسبوق عربيًا، وهو قانون مكافحة التمييز والكراهية بهدف القضاء على سموم قاتلة تغتال حلم الشعوب في الحياة.

إيلاف من دبي: في غضون 6 أيام ضربت الإمارات أشكال الطائفية كافة، والتشدد الديني بكل قوة، وهو ما تجلى في 3 مواقف لكل منها أهميته وتأثيره البالغ في توصيل رسالة الإمارات إلى شعوب المنطقة والعالم.&

فقد أصدرت صحيفة "الاتحاد" الظبيانية ملحقًا كاملًا يبرّئ العلمانية من صورتها الذهنية المغلوطة لدى الشعوب العربية، وهي بادرة غير مسبوقة على مستوى الصحافة العربية.

كما نعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الممثل الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وغرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي قائلًا :"أسعد الله مثواك"، وبالتزامن مع ما فعله ولي عهد أبوظبي وحاكم دبي لم يتوقف الشعب الإماراتي عن الترحم على فقيد الفن الخليجي.

لم يتردد أبناء الإمارات بالتزامن مع مبادرة حكام الدولة في إظهار عشقهم للفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وسارعوا في الدعاء له، والترحم عليه من دون الدخول في نفق النقاش الطائفي المظلم، ليثبت شعب الإمارات مجددًا أنه أحد أكثر شعوب الأرض تسامحًا واعتدالًا، ومقدرة على التعايش.

ملحق العلمانية
يواصل علي بن تميم، مدير شركة أبوظبي للإعلام، ومحمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، يواصلان عملهما الدؤوب في نشر رسالة التسامح الإماراتي، ومقاومة كل أشكال الغلو والتطرف، وهو ما يتسق مع السياسة العامة للبلاد.&

وفي إطار الحرص على ذلك أصدرت الصحيفة الظبيانية ملحقًا خاصًا عن العلمانية الخميس الماضي، يضم تفاصيل من شأنها إعادة تشكيل الوعي.&

وخلص كتاب الملحق، وهم من دول العالم والوطن العربي كافة إلى أن الدولة الدينية خارج العصر، وأن العلمانية الصحيحة البريئة من المفهوم الخاطئ هي المنقذ الحقيقي من الطائفية، وأنها حركة تحرير من عمى التعصب.

رسالة محمد بن زايد
قبل 3 أيام بادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بإرسال برقية عزاء إلى أسرة الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، عبّر خلالها عن خالص تعازيه ومواساته، سائلًا المولى تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.&

كما يحسب لولي عهد أبوظبي أنه كان سبّاقًا في مبادرته في الوقت الذي كانت هناك بعض التغريدات، والآراء الطائفية المسمومة على المستويين العربي والخليجي تشير إلى أنه لا يجوز الترحم على الفنان الكويتي الراحل، بحجة أنه شيعي!، وجاءت رسالة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتعبّر عن تصدي دولة بكاملها للفكر الطائفي.

تغريدة محمد بن راشد
بدوره غرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم متفاعلًا مع رحيل الممثل عبد الحسين عبد الرضا، فقال: "ودّعت الكويت ومعها شعوب الخليج الفنان عبد الحسين عبد الرضا.. ودّعنا ضحكة الخليج وفرحتها.. كل خليجي له وقت جميل معك.. أسعدك الله في مثواك.

تزامنت تغريدة حاكم دبي مع تشييع جثمان الراحل في الكويت اليوم، ولقيت التغريدة تفاعلًا كبيرًا، وكانت لها أصداء واسعة، خصوصًا أن دولة الإمارات ممثلة في نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تدرك قيمة القامات الثقافية والفنية في الخليج العربي من دون التأثر بأية أبعاد طائفية.