خرجت عصر الأربعاء تظاهرات شعبية في كل من مدينة تلبيسة ومدينة تلدو وبلدة الدار الكبيرة، طالبت بالإفراج عن المعتقلين وإيقاف نزيف الدم في ريف حمص الشمالي في سوريا.

إيلاف: أكد المتظاهرون على أن إتفاق القاهرة هو الحل في سبيل حياة كريمة لأهالي ريف حمص الشمالي. أما من تظاهروا في مدينة تلبيسة فقد أكدوا دعمهم لجيش التوحيد في جميع القرارات، على حد تعبيرهم.

تسريبات فضحت
وطالب الأهالي بمحاسبة كل من يتأمر على الإتفاقية خصوصًا بعد التسريبات الأخيرة بخصوص تفشيل إتفاق القاهرة وتعطيله بحجج واهية ومحاولة نسف كل الجهود التي تسعى إلى تأمين حياة المدنيين في ريف حمص الشمالي.

ويحاول فصيل أحرار الشام، كما أفاد ناشطون من حمص، الانقلاب على الاتفاق، بعدما تم تشكيل لجنة للمفاوضات اجتمعت مع الطرف الروسي مرتين بعد الإعلان عّن الاتفاق الأول.

ما أجّج الأمور وأثار غضب الأهالي ظهور تسريبات صوتية أظهرت محاولات لعرقلة الاتفاق وإفشاله، فأصدرت المحكمة الشرعية في مدينة تلبيسة مذكرة دعوة بحق الشيخ فراس غالي القاضي في المحكمة الشرعية العليا في ريف حمص الشمالي وأحد أعضاء اللجنة التي شكلت أخيرًا، وذلك على خلفية التسجيلات الصوتية التي سربت يوم الثلاثاء، والتي تحدث من خلالها مع قادة في أحرار الشام بخصوص الإتفاقية، وظهر السعي إلى ضربها وتحجيم دور جيش التوحيد الذي وقع على اتفاق القاهرة برعاية تيار الغد السوري وضمانة روسية مصرية.

حواجز للتوحيد
التسريبات الصوتية التي استمعت إليها "إيلاف" أحدثت جملة من التداعيات إلى جانب التظاهرات، وعلى سبيل المثال كتب عبدالكريم أبو ياسين أحد أعضاء لجنة التفاوض عن مدينة تلبيسة، "أن تتآمر على مدينتي مستغلًا غبائي، هذا شيء لا يمكن وصفه في كل معاجم اللغات"، في إشارة إلى محاولات استغلاله من فراس الغالي لإفشال اتفاقات من شأنها إبعاد شبح التهجير عن ريف حمص الشمالي المحاصر.

الناشطون الذين تحدثت معهم "إيلاف" عبّروا عن مخاوفهم مما يجري ومن تأزم الموضوع بشكل أكبر الى حد لا يمكن السيطرة عليه في حال استمرت أحرار الشام بمحاولة الانقلاب على اتفاق القاهرة، وخاصة بعد انتشار التسريبات على نطاق واسع وانتشار حواجز للتوحيد الأربعاء على مداخل تلبيسة.

ويخشى أهالي ريف حمص الشمالي من تقويض اتفاق القاهرة واستمرار الحصار وعدم وصول المواد الغذائية. يذكر أن تجاذبات عديدة أحاطت بريف حمص الشمالي خلال الأيام الأخيرة خصوصًا بعدما وُقع إتفاق القاهرة في الحادي والثلاثين من شهر يوليو الماضي بين ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة من جهة وممثلين عن الجانب الروسي من جهة أخرى تحت مظلة مصرية بتنسيق من قبل رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا.

رماديون
ردود الأفعال حيال هذا التوقيع تباينت بشكل واضح بين مؤيد لهذا الاتفاق ورافض له، إضافة إلى نسبة من الرماديين الذين رغبوا في تطبيق الاتفاق بالسر ورفضوه بالعلن. 

فبعدما كثفت المعارضة المسلحة من اجتماعاتها لترتيب أوراقها داخليًا في ريف حمص الشمالي، اعترض فصيلان على إتمام الإتفاق في مدينة تلبيسة "لواء جند بدر 313 وفيلق الشام" قبل أن يتم إرجاع القرار للهيئات المدنية والمكاتب الثورية المنتخبة على الأرض، التي بدأت بجولات مكوكية على كل المدن والبلدات لوضع جميع الأطراف بصورة ما حدث وسيحدث، بحسب ما أكده تقرير لموقع "أنا برس".