نصر المجالي: يعقد وزراء خارجية مصر والأردن والسلطة الفلسطينية اجتماعا في القاهرة يوم غد السبت، لبحث عدد من ملفات القضية الفلسطينية، ويأتي الاجتماع عشية زيارة مبعوثين للرئيس الأميركي للتحادث مع قادة المنطقة ومناقشة "السبيل إلى محادثات سلام حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين.

واجتماع القاهرة الثلاثي هو الثاني من نوعه لبحث آلية التنسيق بين القاهرة وعمان ورام الله، حيث عقد الاجتماع الأول في عمان يوم 14 مايو الماضي، وأشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إلى أن الهدف من الاجتماع هو التشاور بين الدول الثلاث لبحث سبل دعم القضية الفلسطينية، وتنسيق المواقف، وتبادل الرؤى، قبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن انعقاد الاجتماع يأتي على ضوء حرص الدول الثلاث، باعتبارها الدول الرئيسة المنخرطة إقليميا في تنسيق جهود دعم القضية الفلسطينية، على تقييم الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية، في أعقاب التصعيد الأخير في القدس وعدد من المدن الفلسطينية، قبيل زيارة الوفد الأميركي للمنطقة.

مبعوثو ترمب

وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قرر إرسال مبعوثيه مرة أخرى بمهمة الوساطة إلى الشرق الأوسط، للاجتماع مع قادة المنطقة ومناقشة "السبيل إلى محادثات سلام حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين".

وحسب بيان البيت الأبيض، فإن المبعوثين هم: جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترمب وصهره، وهو مكلف بملف السلام بالشرق الأوسط، إلى جانب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ونائبة مساعد ترمب للأمن القومي دينا باول.

ومن المنتظر أن يعقد الوفد الأميركي اجتماعات مع زعماء الدول الشرق أوسطية، في محاولة لـ"إيجاد سبيل إلى المفاوضات الموضوعية بشأن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية".

يذكر أن الجولة الأخيرة للمفاوضات المباشرة بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي جرت في أبريل عام 2014.

مباحثات إقليمية

وأشار البيت الأبيض إلى أهمية المباحثات الإقليمية المقبلة حول الموضوع، موضحا أن الوفد سيجري مناقشات مع مسؤولين ليس في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل فحسب، بل وفي السعودية والإمارات والأردن ومصر.

وقال البيت البيض إن "الرئيس ترمب يؤكد مجددا أن الفلسطينيين والإسرائيليين أنفسهم، لا غيرهم، بإمكانهم الاتفاق حول السلام بينهم"، مضيفا أن واشنطن "ستواصل العمل مع الطرفين من أجل المضي قدما نحو تحقيق هذا الهدف".

وكان كوشنر وغرينبلات زارا المنطقة أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، في مسعى إلى إعادة إطلاق عملية السلام، وكان لهما دور بارز في محاصرة تداعيات المسجد الأقصى ومقتل مواطنين أردنيين برصاص حارس أمني في السفارة الإسرائيلية في عمّان.

توقيت الجولة

وعزا مسؤول في البيت الأبيض توقيت جولة المبعوثين المنتظرة إلى ما تم مؤخرا من "عودة الهدوء والاستقرار للوضع في القدس" بعد موجة من أعمال العنف الشهر الماضي بسبب قيام إسرائيل بوضع بوابات إلكترونية على مداخل الحرم القدسي.

وقال المسؤول إن ترمب وجه بأن تركز المحادثات على إيجاد سبيل لعقد محادثات سلام ومحاربة "التطرف" وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة وتحديد خطوات اقتصادية يمكن اتخاذها لضمان الأمن والاستقرار.

وأضاف "لتعزيز فرص السلام تحتاج كل الأطراف إلى المشاركة في تهيئة أجواء تؤدي إلى صنع السلام مع توفير الوقت والمجال الذي يحتاجه المفاوضون والداعمون للتوصل لاتفاق".