حضر الملك فيليب والملكة ليتيزيا قداسا خاصا في كاتدرائية ساغرادا فاميليا (كاتدرائية العائلة المقدسة) بمدينة برشلونة لتأبين القتلى 14 الذين قتلوا في هجوم الدهس في إقليم كتالونيا.

ولا تزال الشرطة تطارد السائق الذي دهس قتلا 13 شخصا في المنطقة السياحية بلاس رابلاس ببرشلونة في حين قتل الضحية رقم 14 في عملية دهس في مدينة كامبريلس، جنوبي برشلونة بإقليم كاتالونيا.

وقالت الحكومة الإسبانية إن الخلية المسؤولة عن الهجومين قد فككت الآن.

لكن الشرطة لا تزال تطارد سائق الشاحنة التي استخدمت في هجوم برشلونة وإمام مسجد بلدة ريبول شمالي برشلونة.

ووضع ملك وملكة إسبانيا السبت إكليلا من الزهور في مكان هجوم الدهس في برشلونة، ورافقتهما رئيسة بلدية برشلونة، أغا كولو ورئيس حكومة كاتالونيا، كالروس بيغمونت.

وبالرغم من أن إقليم كاتالونيا الذي يحظى بحكم ذاتي يسعى دائما للاستقلال عن إسبانيا، فإن هتافات "يعيش الملك" كانت مسموعة.

والتقى الملك والملكة في وقت سابق ضحايا الهجوم في مستشفى ديل مار ببرشلونة.

وسينظم نادي برشلونة (بارسا) أول مباراة له لكرة القدم، ومن المتوقع أن يحظر المباراة 100000 في ملعب نو حيث ستقام دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا.

وقال وزير الداخلية الإسباني، خوان إيغناسيو زويدو، إنه يعقتد أن الخلية الجهادية وراء هجوم برشلونة كانت تتكون من 12 فردا، مضيفا أنها فككت بالكامل بالرغم من البحث الجاري عن سائق الشاحنة.

لكن وزير الداخلية في الحكومة المحلية جواكيم فورن آي تشياريلو كان أكثر حذرا إذ أكد أن العملية الأمنية لا يمكن اعتبارها قد انتهت حتى يعتقل المسؤولون عن الهجمات.

ويُعتقد أن المغربي، يونس أبو أيوب، البالغ من العمر 22 عاما، هو سائق الشاحنة التي استخدمت في هجوم الدهس وفر بعد تنفيذ الهجمات ولا يزال البحث جاريا عنه.

كما لا يزال البحث جاريا عن إمام مسجد بلدة ريبول حيث كان يعيش عدد من المشتبه بهم.

وداهمت الشرطة السبت شقة الإمام ، عبد الباقي الساتي، وغادر الإمام المسجد فجأة في يونيو/حزيران الماضي ولم يشاهد بعد ذلك. وقال مسؤول في المسجد إنه أخبره أنه يرغب في العودة إلى المغرب.

وكانت الانباء قد ذكرت سابقا ان المتهم الرئيسي في هجوم برشلونة هو موسى أوكبير الذي قتل لاحقا مع أربعة اشخاص اخرين اثناء تنفيذهم عملية دهس في مدينة كامبريلس، غربي برشلونة.

ولا يزال 59 شخصا في المستشفيات في أعقاب هجوم برشلونة، 15 منهم في حالة حرجة.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مدنا أوروبية على مدى 13 شهرا الماضية.

يونس أبو يعقوب
AFP/ GETTY
يعتقد أن يونس أبو يعقوب، 22 عاما، ما زال هاربا

ونشرت "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم بيانا للتنظيم أكد فيه أن "عددا من المجاهدين وبشكل متزامن في مفرزتين أمنيتين. وأسفرت الغزوة عن هلاك واصابة ما يزيد عن 120 من رعايادول التحالف".

وتقول الشرطة إن المشتبه بهم كانوا يخططون لمزيد من الهجمات الأكثر تعقيدا.

وأضافت أن انفجارات الأربعاء في بلدة ألكنار حرمت المخططين من الحصول على مواد لصنع قنابل، لذلك استخدموا السيارات في هجماتهم.

وعاش أبو يعقوب، 22 عاما، في بلدة ريبول شمالي مدينة برشلونة، كما اعتقل ثلاثة أشخاص في ريبول وآخر في ألكنار، الجمعة.

وقال رئيس الشرطة الإسبانية، خوسي ترابيرو، للتليفزيون المحلي، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه (أبو يعقوب) كان سائق السيارة.

وقالت صحيفة "البايس" الإسبانية إن ثمة أدلة متنامية تشير إلى أن أبو يعقوب كان المشتبه به الرئيسي في الهجوم.

ويشتبه في أن أوكبير استخدم وثائق ثبوتية تابعة لشقيقه في استئجار السيارة التي استخدمت في هجوم برشلونة، فضلا عن سيارة أخرى عثر عليها بعد ساعات في مدينة فيك إلى الشمال من برشلونة، كان يعتزم استخدامها للهروب.

موسى أوكبير
BBC
موسى أوكبير كان أحد القتلى الخمسة في عملية للشرطة في بلدة كامبريلس

وفي وقت لاحق في ليلة الجمعة، أردت الشرطة خمسة من المهاجمين قتلى، من بينهم أوكبير في بلدة كامبرلس القريبة بعد أن قادوا سيارة باتجاه المارة وقتلوا امرأة وجرحوا ستة أشخاص آخرين.

وانقلبت سيارة المهاجمين، وعندما خرجوا منها أمطرتهم الشرطة بالرصاص. وكان أحد المهاجمين يلوح بسكين كان يحمله.

وقال قائد الشرطة، خوسيب ترابيرو، إن رجل شرطة واحدا قتل بمفرده أربعة من المهاجمين.

وأوضحت الشرطة أن المشتبه بهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، لكن تبين لاحقا أنها كانت مزيفة.

وحددت الشرطة أسماء ثلاثة من المهاجمين الخمسة في كمبريلس، وهم سعيد علا، 18 عاما، ومحمد هاشمي، 24 ، وأوكبير.

خريطة هجوم برشلونة
BBC

وكان شقيق أوكبير، إدريس، من بين الثلاثة الذي اعتقلتهم الشرطة في ريبول.

وأفادت تقارير أن إدريس سلم نفسه إلى الشرطة، نافيا ضلوعه في الهجمات، وأشار إلى أن وثائقه الثبوتية قد سرقت.

وقد أعلن عن أسماء خمسة فقط من الضحايا حتى الآن، وهم: الأمريكي غاريد تاكر، 43 عاما، والكندي إيان مور ويلسون، والإسباني فرانسيسكو لوبيز رودريغيز، في العقد السادس من عمره، والإيطاليان برونو غالوتا، 35 عاما، ولوكا راسو، 25 عاما.

وتأكد مقتل امرأة برتغالية، 74 عاما، وأخرى، 40 عاما، تحمل الجنسيتين الأرجنتينية والأسبانية، وبلجيكي، بحسب تصريحات مسؤولي حكموماتهم.

وقالت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) أن الطفل جوليان كادمان، البالغ من العمر سبع سنوات، وهو يحمل الجنسيتين البريطانية والأسترالية، الذي انفصل عن والدته خلال الهجوم، لا يزال مفقودا. وأفادت تقارير بأن والدته من بين المصابين بجروح خطيرة.