فيما تتواصل معارك تحرير قضاء تلعفر العراقي غرب الموصل منذ صباح اليوم فقد أعلنت الامم المتحدة فرار 30 ألف شخص من القضاء في ظروف غاية في الخطورة متوقعة فرار الآلاف... بينما اكد العراق اكمال استعدادته لاستقبالهم.. في وقت جرت مباحثات عراقية اميركية حول اعادة النازحين واعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش.

إيلاف من لندن: أشارت الامم المتحدة إلى أنها تتوقع فرار آلاف المدنيين من تلعفر والمناطق المحيطة بها خلال العملية العسكرية التي شنّها القوات العراقية الاحد لاستعادة هذه المناطق من تنظيم داعش. 

وقالت ليز غراندي منسقة الامم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه ان "الآلاف من الناس يفرون من تلعفر من أجل السلامة حيث وتمضي الأُسر في رحلات مضنية لمدة 10 إلى 20 ساعة في درجات حرارة عالية جداً للوصول إلى نقاط تجمع النازحين. ويصلون منهكين ومصابين بالجفاف".

واضاف غراندي: "لقد فر أكثر من 30،000 شخص بالفعل من المنطقة". وأضافت "اننا لا نعرف عدد المدنيين الذين ما زالوا فى المناطق التي يحدث فيها القتال، ولكننا نستعد لفرار الآلاف من الأشخاص فى الأيام والاسابيع القادمة. الظروف صعبة للغاية في المدينة. الغذاء والماء ينفدان، والناس يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة ".

وشددت غراندي على أنه "ليس هناك ما هو أكثر أهمية من حماية المدنيين أثناء الصراع". واضافت "اننا نشعر بقلق بالغ ازاء المخاطر الشديدة التي تواجهها الأُسر ما يتعين على جميع أطراف الصراع القيام بكل شيء لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين وضمان حصول الناس على المساعدة الإنسانية الممنوحة إليهم بموجب القانون الإنساني الدولي".

وأوضحت "أن الحكومة العراقية تقود العملية الإنسانية، وتوفر خدمات النقل والمساعدة الإنسانية. ويساعد الشركاء في المجال الإنساني على سد الثغرات من خلال تقديم المساعدة المُنقذة للحياة في مراكز تجمع النازحين ودعم الأُسر عند وصولها إلى مواقع الطوارئ والمخيمات".

واوضحت انه حتى اليوم 20 أغسطس لا يزال التمويل الإنساني المطلوب في خطة الاستجابة الإنسانية للعراق لعام 2017 أقل من 50 في المائة من المبلغ المطلوب. وقالت "يحتاج الشركاء في المجال الإنساني على وجه السرعة إلى موارد إضافية وحيث لا يمكننا تقديم المزيد من المساعدة".

يذكر ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد أعلن فجر اليوم الاحد إنطلاق عمليات تحرير تلعفر فيما أكد أن موعد النصر سيتحقق قريبا وان مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

العراق يستكمل استعدادته لاستقبال نازحي تلعفر

ومن جهته أعلن العراق الأحد عن إكمال استعداداتها لاستقبال النازحين الفارين من قضاء تلعفر بالتزامن مع انطلاق عمليات تحريره من سيطرة تنظيم داعش.

وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف خلال مؤتمر صحافي إن "الوزارة هيأت فرقها الميدانية لتتواجد في مراكز الاستقبال المخصصة لإجلاء النازحين ونقلهم إلى مخيمات التي تم تخصيصها من قبل الوزارة". واشار الى جهوزية وزارته ولجان الاغاثة لاستقبال النازحين وتقديم جميع ما تحتاجه العائلات النازحة من مساعدات إغاثية فضلا عن إيوائهم في مخيماتها.

واضاف أن الفرق الميدانية التابعة للوزارة استقبلت 10 آلاف نازحا من تلعفر خلال الأسبوعين الماضيين حيث تم إيواء أغلبهم في مخيمات جنوب الموصل بالجدعة إضافة إلى مخيمي الحاج علي وحمام العليل فيما نزح قسما منهم إلى ساحل الموصل الأيمن.

ومنذ أسابيع تفر دفعات من المدنيين من تلعفر والقرى المحيطة بها في جنح الظلام إلا أن التقديرات تشير إلى بقاء عدة آلاف بسبب تهديدات بالقتل من الدواعش الذين أحكموا قبضتهم على المدينة منذ صيف عام 2014.

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن ما يتراوح بين عشرة آلاف و40 ألف شخص بقوا في تلعفر والقرى المجاورة. وتقول جماعات إغاثة إنها لا تتوقع خروجا جماعيا بأعداد ضخمة من المدينة إذ أن أغلب سكانها غادروها بالفعل.

مباحثات عراقية أميركية حول الاعمار واعادة النازحين

وبحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اليوم مع مبعوث الرئيس الاميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكورك ابرز التطورات السياسية والامنية في العراق والمنطقة والعلاقات بين بلديهما وسبل تعزيز التعاون خاصة ما يتعلق بالجهود الدولية في ملف مكافحة الارهاب وسير معركة تحرير قضاء تلعفر اضافة الى مناقشة ملف اعادة اعمار المناطق المتضررة جراء سيطرة تنظيم داعش واعادة النازحين اليها.

 

الجبوري مجتمعا مع ماكغورك مبعوث الرئيس الاميركي

 

وأكد رئيس البرلمان ان العراق امام تحدي كبير وهو يخوض معركة تحرير تلعفر الامر الذي يتطلب تحشيد الجهود الدولية من اجل القضاء على الفكر المتطرف الذي بات يهدد المنطقة والعالم وشدد على اهمية ادامة التنسيق بين العراق والتحالف الدولي لتحرير ما تبقى من الاراضي العراقية من قبضة داعش الارهابي.

وأضاف ان مسؤولية اعادة الاستقرار في المناطق المحررة تقع على عاتق جميع الاطراف السياسية التي نتطلع الى ان يكون دورها فاعلاً خاصة في ملف المصالحة المجتمعية وبث رسائل اطمئنان لجميع شركاء البلد. وطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الاسهام في اعادة اعمار المناطق المحررة من قبضة داعش من خلال الاستثمار وعلى جميع القطاعات.

من جانبه أكد ماكورك دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه ضد الارهاب كما شدد على ضرورة ادامة التنسيق بين البلدين خاصة ما يتعلق بالملفات الامنية والاقتصادية.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن فجر الأحد أن القطعات العسكرية بدأت ومنذ ساعات الصباح الباكر بالدخول إلى القرى المحاذية لقضاء تلعفر تمهيدا للقوات الأمنية المتجحفلة للمشاركة في عمليات تحرير تلعفر مؤكدا أن موعد النصر سيتحقق قريبا وان المدينة ستعود لتلتحق بركب التحرير.