عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بلاده بعد زيارة قصيرة للأردن، بمناسبة الذكرى السبعين لإعلان العلاقات الدبلوماسية التركية الأردنية، وأكد أردوغان والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني خلال محادثاتهما أهمية إطلاق مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق جدول زمني واضح.

إيلاف: صدر في ختام زيارة أردوغان، التي هي الأولى للأردن منذ 9 سنوات، والأولى كرئيس للجمهورية، بيان مشترك، أشار إلى أن محادثات القمة بين الملك عبدالله الثاني وأردوغان تناولت تأكيد تعزيز آليات تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، ومستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية.

خلال مباحثات ثنائية بين الملك والرئيس، تبعتها مباحثات موسعة جرت في قصر الحسينية بحضور كبار المسؤولين في البلدين، تم التأكيد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين الأردن وتركيا تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

سوريا&
وقال البيان المشترك إن الزعيمين اتفقا على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، عبر مسار جنيف، وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية، وينهي العنف والمعاناة ويحقن دماء السوريين ويسمح بعودة اللاجئين.

أعاد الملك عبدالله الثاني والرئيس التركي التأكيد على الحاجة إلى وقف الأعمال العدائية على الأرض، من أجل دعم مسار جنيف وصولًا إلى حل سياسي في سوريا، كما عبّر الزعيمان عن تقديرهما للدور الإيجابي الذي توفره اجتماعات أستانة في تهدئة الأوضاع ميدانيًا من خلال وقف إطلاق النار الشامل في سوريا، الذي أُعلن عنه في 30 ديسمبر 2016، واتفاق خفض التصعيد الذي وُقّع في 4 مايو 2017.

في السياق نفسه، أثنى الزعيمان على نجاح المحادثات الثلاثية بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، لكونها تمثل خطوة باتجاه إقامة منطقة خفض التصعيد، وأكد الزعيمان أن هذه الجهود تأتي ضمن مبادرة أشمل لإنهاء جميع الأعمال العدائية في سوريا والوصول إلى حل سياسي يقبله الشعب السوري.

مفاوضات السلام&
وجدد عبد الله الثاني وأردوغان "أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في الشرق الأوسط، داعيين إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تنهي الصراع استنادًا إلى حل الدولتين، وبما يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وأوضحا أن "مفاوضات السلام الجديدة يجب أن تتم وفقًا لجدول زمني واضح، وأن تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، خاصة مبادرة السلام العربية، التي تم تبنيها عام 2002، وتمت إعادة إطلاقها في قمة عمّان في مارس الماضي، كما تبنتها منظمة التعاون الإسلامي".

وشددا على رفضهما القاطع لأي محاولات تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، ولكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تهدد هوية القدس الشرقية، وحذرا أن من شأن هذه الإجراءات أن تقوّض السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأكد أردوغان، أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والدور الخاص الذي يضطلع به الأردن في تحمل هذه المسؤولية.

ورحّب العاهل الأردني بالجهود التي بذلها أردوغان، بصفته رئيس القمة الإسلامية، خلال الأزمة الأخيرة في القدس.

العراق
وأكد العاهل الأردني والرئيس التركي على أهمية المحافظة على سلامة الأراضي العراقية، وعبّرا عن دعمهما للجهود التي يبذلها العراق لترسيخ التقدم والاستقرار عبر عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي وتضمن حقوقهم.

كما أكدا أهمية التعاون الوثيق في محاربة الإرهاب، محذرين من ربطه بأي دين، وداعيين إلى محاربته ضمن نهج شمولي يشمل المجالات العسكرية والأمنية والثقافية والفكرية.

ودعا الزعيمان إلى تعزيز الشراكة الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف، مؤكدين أهمية بذل المزيد من الجهود لمواجهة جذوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تؤجّج هذا الخطر العالمي.
&