قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن انسحاب قوات الولايات المتحدة السريع من أفغانستان سيترك فراغا للإرهابيين يستغلونه.

وأشار إلى أنه كان يريد في الأصل سحب القوات من هناك، لكنه قرر البقاء و"القتال من أجل الفوز" متحاشيا الأخطاء التي ارتكبت في العراق.

وقال إنه يريد أن يغير النهج المعتمد على تحديد وقت للبقاء في أفغانستان إلى نهج آخر يعتمد على الظروف على الأرض، مضيفا أنه لن يحدد مواعيد.

ولكنه حذر من أن هذا لا يعني عدم وجود حدود لبقاء القوات في أفغانستان.

وأضاف أن "أمريكا ستعمل مع حكومة أفغانستان، طالما رأت التزاما وتقدما منها".

وقالت حركة طالبان ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي إن أفغانستان ستصبح "مقبرة أخرى" للولايات المتحدة إن لم تسحب قواتها.

وحذر ترامب باكستان من أن الولايات المتحدة لن تسمح بعد اليوم بأن تقدم باكستان "ملاذا آمنا" للمتشددين، قائلا إنها "ستفقد الكثير" إن لم تقف إلى جانب الأمريكيين.

وقال "مازلنا ندفع لباكستان مليارات الدولارات - وهي في الوقت نفسه تؤوي المتشددين أنفسهم الذين نقاتلهم".

ورفض الميجور جنرال آصف غفور، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، هذا الاتهام فور صدوره، وقال للصحفيين "ليس في باكستان مخابئ للمتشددين".

وأوضح ترامب - في الوقت نفسه - أنه يتوقع من حلفائه الحاليين دعمه في استراتيجيته الجديدة، معبرا لهم عن رغبته في رفع مساهمات بلدانهم "لتتماشى مع ما نساهم به".

وأشار وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، في بيان إلى أن "عددا" من حلفاء الولايات المتحدة "ملتزمون بالفعل برفع أعداد قواتهم".

وقال نظيره البريطاني، سير مايكل فالون، إن التزام الولايات المتحدة في أفغانستان "مرحب به"، مضيفا "علينا أن نبقى في أفغانستان للفترة المحددة للمساعدة في بناء ديمقراطيتها الهشة، وللحد من تهديد الإرهاب للغرب".

طالبان
BBC
طالبان هددت بأن تكون أفغانستان مقبرة للأمريكيين إن لم ينسحبوا

ولكن الرئيس الأمريكي رفض الإفصاح عن عدد القوات الأمريكية الإضافية التي قد ينشرها في أفغانستان. وكان يتوقع أن يعلن عن إرسال 4000 جندي، وهو العدد الذي طلبه الجنرال جون نيكلسون، قائد الجيش الأمريكي في أفغانستان.

وقال ترامب منتقدا الإدارات السابقة "لن نتحدث عن أعداد القوات ولا عن خططنا".

ولكنه قال إنه سيكون هناك تصعيد في المعركة ضد الجماعات المتشددة، مثل القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف "عليهم أن يعرفوا أنه لا مهرب لهم، وليس هناك مكان لا يمكن أن تطوله يد الأمريكيين".

وقال الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأمريكية والقوات الدولية في أفغانستان إن "الاستراتيجية الجديدة تعني أن طالبان لن تنتصر عسكريا".

وكان ترامب قد أشار من قبل إلى احتمال أن يأتي يوم يتم فيه اتفاق سلام مع طالبان، ولكنه قال "لا أحد يعرف إن كان هذا سيحدث".

ورفض ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، استراتيجية ترامب، معتبرا أنه "لا شيء جديدا" فيها، ونقلت عنه وكالة فرانس برس قوله إن على الولايات المتحدة أن تفكر في استراتيجية خروج "بدلا من مواصلة الحرب".

وكانت العمليات الأمريكية العسكرية ضد طالبان قد انتهت رسميا في 2014، ولكن لا يزال يوجد أكثر من 8000 جندي من القوات الأمريكية الخاصة في أفغانستان يواصلون مد القوات الأفغانية بالمساعدة.

وكان ترامب قد أيد في السابق سحب القوات من الصراع، الذي بدأ في عهد الرئيس جورج بوش الابن في 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول.