«إيلاف» من بيروت: يتم الحديث عن مواصلة الجيش اللبناني، بعد معركته الحالية في الجرود، معاركه الأخرى التي تبقى أكثر دقّة وحزماً، على الجبهة الداخلية بهدف التنظيف الكامل للبنان من "الإرهابيين"، وعلى أساس ذلك سوف يستكمل الجيش عمليات دهم المخيمات الفلسطينية من جهة، ومخيمات النازحين السوريين من جهة ثانية، التي انطلقت قبل معارك الحدود، من أجل إلقاء القبض على كلّ متورّط أو على علاقة مع التنظيمات "الإرهابية" من قريب أو بعيد.

وكانت المعارك الأخيرة في مخيم عين الحلوة قد حصدت 5 قتلى ونحو 37 جريحًا في أقل من أسبوع، في مواجهات بين حركة فتح والقوة الأمنية الفلسطينية من جهة، وعناصر الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبينها مجموعتا بلال بدر وبلال العرقوب من جهة أخرى.

ونجحت القوى الفلسطينية أمس بوقف إطلاق النار في المخيم، وجاء هذا الأمر بعد مبادرة أطلقتها حركتا فتح وحماس في لقاء ثنائي مشترك، وتضمنت 3 بنود هي: أولاً التهدئة، وثانيًا التواصل مع طرفي الإقتتال لإعلان وقف النار وتثبيته، وانتشار القوة المشتركة في حي الطيرة بمساندة قوات الأمن الوطني الفلسطيني حيث تقدمت، ما يساهم في منع الإحتكاك، وثالثًا إعتبار بلال بدر وبلال العرقوب مطلوبين يجب توقيفهما.

حضور سياسي

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن داعش في عين الحلوة يريد أن يبرهن عن حضور سياسي وعسكري في لبنان وعلى مستوى عالمي، لذلك يقوم بعمليات تستهدف المدنيين والأبرياء، في مختلف المناطق، وحاول أن يثير إشكالاً أمنيًا كبيرًا في جنوب لبنان، بسبب ما يجري في الجرود.

داعش والأزمة

وردًا على سؤال هل يواجه داعش أزمة مصيرية لذلك يحاول فتح الجبهات في المخيمات الفلسطينية بما فيها عين الحلوة؟ يجيب مرهج بالتأكيد يواجه داعش أزمة مصيرية، لأنه لم يعد يستقطب الجمهور الذي تنكر له والذي ابتعد عنه، بعد العمليات المشينة التي ارتكبها بحق الأبرياء سواء كانوا أطفالاً أو مدنيين.

وكل تلك الأعمال جعلت الناس تشمئز وتبتعد عن داعش، ولم تعد له أية قاعدة عسكرية، مع الحصار العسكري الذي يواجه داعش أيضًا، من مختلف الأطراف ويشعر داعش أن الأفق مسدود لذلك يحاول القيام بعمليات لشد العصب.

عن التهديد السابق بقصف مدينة صيدا من قبل تنظيم داعش، يرى مرهج أن التهديد بهذا العمل الأخرق يبرهن عن قصر نظر وحماقة وستكون الجماهير كلها ضد هذا العمل الإرهابي.

مشاركة الشعب

وردًا على سؤال أي مناطق يمكن لداعش أن يتحرك فيها أمنيًا، إضافة الى مخيم عين الحلوة جنوب لبنان؟ يؤكد مرهج ان داعش يمكن أن يتحرك في أي مكان، لأن له وجوداً، ويجب التحسب من عمليات قد يقوم بها في مختلف المناطق، ويجب أن يشارك الشعب في عملية المراقبة والتوعية، ومؤازرة الجيش وقوى الأمن من أجل عدم فتح ثغرات تدخل منها هذه المجموعات المتطرفة.

ولدى سؤاله لماذا تبقى المخيمات الفلسطينة في لبنان الخاصرة الرخوة في جسم لبنان؟ يلفت مرهج إلى أن المخيمات الفلسطينية لا يمكن اعتبارها خاصرة رخوة في جسم لبنان، لكن هناك بعض الأوضاع في المخيمات يجب معالجتها بحكمة ودراية وحزم ومنها منطقة عين الحلوة.

وردًا على سؤال بعد معركة الجرود للجيش اللبناني هل من معركة أمنية للجيش اللبناني باتجاه المخيمات الفلسطينية وخصوصًا عين الحلوة؟ يؤكد مرهج أن ذلك يبقى مستبعدًا، لأن الجيش اللبناني لن يدخل في أي معركة ضد الفلسطينيين.