ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية احتدام الخلاف بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وبين جماعة أنصار الله أو الحوثيين.

رأت بعض الصحف أن الخلاف بين الطرفين لا يعدو عن كونه "تراشق إعلامي"، بينما وصفت صحف أخرى الخلاف بأنه "انقلاب السحر على الساحر" صالح.

وكان صالح قد ألقى كلمة تحفيزية في الرابع والعشرين من أغسطس / آب بمناسبة ذكرى الـ 35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه، وأكد استعداده لتعزيز جبهات القتال بعشرات الآلاف من المقاتلين.

وعقبت الكلمة اشتباكات بين أنصار صالح والحوثيين.

"تراشق الانقلابيين"

يشير خالد صالح بن شجاع في جريدة عدن الغد اليمنية إلى "تراشق الانقلابيين" في الإعلام.

ويقول: "في الفترة الأخيرة بعد استحواذ جماعة الحوثي على القرار السياسي والمناصب والأماكن السيادية الهامة وتم تهميش أنصار المخلوع صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام مما سبب تذمر أدى إلى التوتر والتصعيد بين طرفي الانقلاب، وبالذات في هذا الأسبوع مع إعلان حزب المؤتمر الاحتفال مع مناصريه في ميدان السبعين في صنعاء بمناسبة تأسيس الحزب".

وفي تبيان نقط الخلاف بين الطرفين، يقول عريب الرنتاوي في جريدة الدستور الأردنية: "صالح يتهم الحوثيين بالهيمنة والاستئثار على مفاصل الحكومة والمجلس السياسي، ويحمّل لجنتهم الثورية المسؤولية عن التردي في علاقات الحليفين اللذين صمدا لما يقرب من ثلاث سنوات في مواجهة حرب عاتية، شنها تحالف عريض ومدجج بأحدث ما أنتجته الترسانة الحربية الغربية".

ويضيف: "فيما يتهم الحوثيون صالح، بخيانتهم والغدر بهم، من خلال التساوق مع مشاريع ، تسعى في خلق الشقاق بين الحليفين واستمالة صالح ونجله وحزبه إلى جانب التحالف العربي ، ودائماً على حساب الحوثيين وبالضد من حليفتهم الإقليمية: إيران".

"انقلب السحر على الساحر"

أما ياسين نعمان، فيقول في جريدة الأيام اليمنية: "صالح يعرف جيداً أن السحر انقلب على الساحر.. ففي الوقت الذي اعتقد فيه أنه استخدم الحوثيين لتنفيذ المشروع الانقلابي الانتقامي فقد كان يسلم لهم كل ما جمعه من أدوات نفوذ وقوة خلال ثلاثة عقود بصورة عكست حماقة المنتقم حينما يدمر كل شيء ليجد نفسه محاطاً بخراب".

ويتنبأ نعمان بأن الخلاف بين الطرفين لن يؤدي لإنهاء التحالف بينهما، مضيفاً : "سيستمر صراخ الطرفين في صورة لغو وزعيق .. فلا صالح يمتلك القوة على تعديل المعادلة مع حليفه الحوثي، ولا الحوثي لديه مصلحة في إنهاء التحالف مع صالح والذي يعطيه الغطاء لمشروعه".

من جانبه، يتساءل عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية عما إذا كان صالح سيتخلى عن الحوثي، ويقول: "صالح، الذي يفتخر بأنه من مهارته السياسية قادر على أن يراقص الثعابين، قد لا يعدو خلافه مع الحوثي مجرد رقصة أخرى من رقصاته المتكررة. لهذا يوجد تشكيك كبير في رواية خلافه والجميع في انتظار ما سيحدث لاحقاً. وهذا لا ينفي حقيقة الخلافات بين الحليفين، فالميليشيات الحوثية اعتادت على إهانة قيادات قواته في الميادين، واستولت على العديد من المواقع التابعة له، عدا عن التنازع السياسي والمالي".

وفي الجريدة نفسها، يقول مشاري الذايدي تحت عنوان "الأعدقاء صالح والحوثي": "صالح، مراقص الثعابين، لا يريد شطب الحوثي من المشهد نهائياً، إن كان يقدر أصلاً، بل يريد ترويض الثور الحوثي الهائج، وتسخيره للمناورات السياسية الداخلية والخارجية".

الأزمة مع قطر

وفي سياق آخر، سلطت الصحف الإقليمية الأضواء على الأزمة مع قطر وعلى ما وصفته بأدلة تدينها وتؤكد دعمها للإرهاب.

وعن ما وصفَه بالأعمال التخريبية القطرية، يقول أسامة يماني في عكاظ السعودية: "الأعمال والأدوار التخريبية التي قامت بها قطر في داخل السعودية من شراء الذمم ودعم لبعض من المشايخ ... وكذلك بإذكاء وإثارة الطائفية والقَبليةِ والمذهبية حتى تهييء وترتب لإثارة الفتن، وقامت بالترويجِ لذلك عبر من يُدعَون بالمشايخِ أو الدعاة الذين يقبضون أجورهم من الدوحة، على حد وصف الكاتب.

من جانبها، هاجمت الصحف القطرية الدولَ المقاطعةَ لها، وما وصفته ﺑ"الإجراءات الظالمة لها التي فضحت العداء للشعب القطري".

تحت عنوان "قطر والسعوديون والحصار"، يقول محمد صالح المسفر في جريدة الشرق: "إنهم لا يعرفون خصوصيةَ المجتمع القطري، راهنوا بأن الحصار سيسقِط النظام وفشلوا، راهنوا على خلق بديل من العائلة وتلميعه إعلامياً وفشلوا. راهنوا على إقناعِ العالم بأن قطر تمول الإرهاب والإرهابيين فلم يصدقهم العالم".