تعهد وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان بوقوف بلادهما الى جانب العراق في الحرب والسلام وسلما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسالة خطية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما حذر وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري من خفافيش داعش، مؤكدا أهمية العمل الأمني الوقائي، في وقت رفعت قوات عراقية العلم العراقي فوق قلعة تلعفر&

إيلاف من بغداد: أعلن وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان جان ايف لودريان وفلورانس بارلي السبت دعمهما للعراق في مواجهة الارهاب واعادة الاستقرار، وفيما أوضح لودريان ان الحرب على "داعش" لم تنته بعد وان باريس مستمرة بدعم العراق، أكدت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي أن بلادها ملتزمة بـ"قوة" بالوقوف الى جانب بغداد وان بلادها "ستبقى الى جانب الشعب العراقي حتى الوصول الى مرحلة "مطمئنة وهادئة"، في حين اعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري تحرير 70 بالمئة من تلعفر، وياتي هذا في وقت أعلنت القوات العراقية السيطرة على مركز مدينة تلعفر وقلعتها

باريس : العراق بين الحرب والسلم

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودوريان، السبت، أن الحرب ضد داعش لم تنته والعراق بحاجة الى وقوف جميع الدول معه كونه يحارب بالنيابة عن العالم، مؤكدا دعم بلاده لبغداد بكافة المجالات .

وجاءت تصريحات لودوريان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره، إبراهيم الجعفري، اليوم السبت حيث أشار إلى أنه سيلتقي خلال زيارته لبغداد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء، حيدر العبادي، وأضاف "سنؤكد لهما دعم ووقوف فرنسا الى جانب العراق في الحرب والسلم وسنتكلم عن السبل التي تحقق هذا الدعم ".

وأوضح الوزير الفرنسي أن "العراق الآن ما بين مرحلة الحرب والسلم، وذلك بفضل عزم وشجاعة القوات العراقية، وهو الان يخرج من الحرب " لكنها استدركت قائلة ان الحرب على داعش لازالت مستمرة، وان ما بين مرحلة الحرب والسلم يحتاج العراق الى دعم وهذا ما يفسر وجودنا هنا اليوم".

وقال لودريان، "سنكون الى جانب العراق في الحرب والسلام لتوطيد الشراكة مع العراق وسنناقش سبل تحقيق ذلك مع المسؤولين العراقيين".

وزيرة الدفاع الفرنسية : نعمل مع بغداد للانتقال الى مرحلة السلام

من جانبها هنأت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي ،القوات العراقية بالانتصارات التي حققتها ضد داعش.

وأكدت في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية، ابراهيم الجعفري، أن الانتصار في الموصل كان هزيمة كبيرة وصعبة لداعش وقد حسمت لصالح العراق، مشيرة الى ان "الجهود الحالية تنصب في استعادة تلعفر، ومن الاهمية ان نعمل جميعا لتعزيز هذه الانتصارات".

وتابعت قائلة "أنه بفضل صبر وثبات القوات العراقية يشهد العراق اليوم مرحلة السلام واعادة الاعمار، ولهذا الامر اليوم نحن موجودين".

وأكدت ان "قوات بلادها في المقدمة بالحرب ضد داعش في العراق وتدعم جهودة لمحاربة الارهاب ونحن نشيد بدور القوات العراقية".

ومضت بارلي الى القول "لا أشك بالنصر الذي تحققه القوات العراقية وهناك دعم فرنسي سواء في مجال المدفعية او في المجال الجوي فقواتنا تشارك في معركة تلعفر"، مؤكدة "أهمية عمل باريس وبغداد معا للانتقال الى مرحلة السلام".

وشددت بارلي على أن "فرنسا ملتزمة بقوة في إطار التحالف الدولي على صعيد التدريب والدعم، والنصر الذي تحقق هو عراقي".

وأكدت قائلة "سنبقى الى جانب الشعب العراقي بشكل يتكيف مع الظروف للوصول الى مرحلة مطمئنة وهادئة".

الجعفري : نشكر فرنسا ونحذر من الخفافيش

واعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري يوم السبت ان القوات العراقية قد فرضت سيطرتها على 70% من مساحة قضاء تلعفر الى الغرب من مدينة الموصل منذ انطلاق معركة استعادة القضاء الأسبوع الماضي .

وقال الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين اليوم، ان القوات العراقية قد طردت تنظيم داعش من 70% من مساحة تلعفر.

ودعا الجعفري دول العالم الى التعاون مع العراق في طرد التنظيم الارهابي من أراضيه.

وقال الجعفري "فرنسا لعبت دورا كبيرا لإنجاح الحرب على داعش في العراق ونأمل في تعزيز هذا الدور".

وأضاف ان "العراق متضامن مع المجتمع الدولي لهزيمة داعش وملاحقة مناصريه وهذا الامر يحظى بتأييد دولي وفرنسي خصوصا كونها تعاني من هجمات الارهاب".

واكد ان تحقيق النصر على داعش لا يعني انتهاء الإرهاب بل يجب القضاء على خلاياها ووجوب ان يتقدم الامن الوقائي كاولوية موضحا ان "هناك مجاميع (خفافشية) لتنظيم داعش تعمل في بعض المدن".

وأضاف الجعفري، "نحن مع تضافر كل الجهود للاقتصاص من عناصر داعش الأجانب الذي ارتكبوا جرائم في العراق وهربوا الى بلدانهم"، مشددا على "ضرورة منع انتشارهم والتعاون وإنزال اشد العقوبات بهم".

ولفت الجعفري الى، أن "الخارجية العراقية تتحدث بالموضوع بشكل صريح مع الدولة المعنية وتطالب بالتعاون مع العراق لتحقيق العدل بهؤلاء".

باريس تؤكد على وحدة العراق

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استقبل في مكتبه السبت وزير الخارجية والدفاع الفرنسيين جان ايف لودريان وفلورنس بارلي وبحث معهما تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات والحرب على داعش والانتصارات التي حققها العراق .

واكد العبادي اهمية تعزيز التعاون مع فرنسا ليس فقط على المستوى العسكري والامني انما على المستوى الاقتصادي والتجاري والاستثماري، موضحا ان قوات بلاده "انتصرت على داعش ومن المهم القضاء على هذه المنظومة الفاسدة والخطيرة".

وتسلم العبادي رسالة خطية من الرئيس ماكرون وجه فيها دعوة له لزيارة فرنسا وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

واكد الوفد الفرنسي للعبادي قائلا "ما تفعلونه في العراق شيء مثالي بالنسبة للمنطقة وانتم تحققون نجاحات للعراق والعالم باسره"، مبدين تمسك فرنسا بـ"وحدة العراق ورفضهم اثارة اي مشاكل تؤثر على الاوضاع فيه".

معصوم : الإرهاب آفة عالمية

الرئيس العراقي فؤاد معصوم اكد خلال استقباله وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين جان إيف لودريان والسيدة فلورانس بارلي أهمية مواقف فرنسا المساندة للعراق في حربه ضد داعش منذ بداية سيطرة هذا التنظيم الارهابي على الموصل ومدن عراقية أخرى، مشيدا بدورها ضمن التحالف الدولي المناهض للارهاب، وتقديم الدعم العسكري للقوات المسلحة العراقية، وجهودها في حشد دعم المجتمع الدولي للعراق، فضلا عن تقديم المساعدات الانسانية للنازحين&

معصوم ذكر بان الارهاب آفة عالمية يستوجب تعاونا دوليا لمحاربتها والقضاء على خلاياه النائمة عن طريق التنسيق الأمني والاستخباري بين الجميع.

ودعا خلال اللقاء إلى تعزيز العلاقات بين العراق والجمهورية الفرنسية في المجالات الزراعية والصناعية والثقافية والأكاديمية، مشددا في الوقت ذاته على أهمية مساهمة الشركات والمؤسسات الفرنسية في اعادة اعمار المناطق المحررة وتطوير البنى التحتية فيها، فضلا عن المساهمة في تطوير الاقتصاد العراقي.

كما شدد على تصميم العراقيين في اجتياز الصعوبات الحالية، وسعيهم على تطوير النظام السياسي الديمقراطي الاتحادي، وترسيخ مفاهيم التعايش السلمي وتطلعهم إلى مستقبل مزدهر للبلاد.

اعمار جامعة الموصل

وفيما جدد وزير الخارجية جان إيف لودريان، التزام بلاده في دعم العراق واستعدادها لتوسيع آفاق التعاون معه في جميع الميادين، أعربت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي عن التزام بلادها بالوقوف إلى جانب العراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي، ومواصلة تقديم المساعدات العسكرية للقوات العراقية، والمشاركة في تسليحها وتطوير قدراتها.

كما أكد الوزيران اهتمام الحكومة الفرنسية بالمساهمة في اعادة اعمار المؤسسات المتضررة بسبب الارهاب، لاسيما جامعة الموصل، فضلا عن أهمية بذل الجهود لانجاح مشروع المصالحة المجتمعية كونها الركيزة الأساسية في ترسيخ السلم الأهلي.

العلم العراقي فوق قلعة تلعفر

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية السبت السيطرة على مركز مدينة تلعفر وقلعتها التاريخية الواقعة وسط هذه المدينة التي تعد أحد آخر معاقل تنظيم داعش في العراق.

وقال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله ان "قوات مكافحة الارهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي أعلى بناية القلعة".

واكد ان "قطعات فرقة المشاة الخامسة عشر حررت قرى عكابات ومشيرفة طه وعين صلبي والحمرة وبخور ومريشة ومذيرة وزمبر في قضاء تلعفر"، مضيفا ان "تلك القطعات فرضت السيطرة الكاملة على جبل شيخ ابراهيم وسلسلة جبال زمبر، وادامة التماس مع محور قطعات الفرقة المدرعة التاسعة".

كما اعلن يار الله " تحرير حي المثنى الثانية والسيطرة على مستشفى تلعفر وترفع العلم العراقي فيها".

وتوشك القوات العراقية المتقدمة من كل المحاور الانتهاء من معركة تلعفر لكن الفريق يارا الله اكد ان "العمليات العسكرية مستمرة لحين اكمال ناحية العياضية والمناطق المحيطة".

وانطلقت المعركة الجديدة فجر الأحد الماضي بعد أكثر من شهر من طرد التنظيم من الموصل، ثاني مدن العراق، إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية.

ورفعت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، اليوم السبت، العلم العراقي فوق قلعة تلعفر التي تعود إلى العهد العثماني.

وابلغ المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان " ايلاف" ان "عناصر جهاز مكافحة الإرهاب رفعوا اليوم السبت العلم العراقي فوق قلعة تلعفر التي تعود إلى زمن العهد العثماني".

العثور على اكبر مركز اتصالات لداعش

وعثرت قوات الحشد الشعبي، اليوم السبت، على أكبر مركز إتصالات تابع لتنظيم داعش الإرهابي، شمال شرقي تلعفر في الموصل.

وذكر بيان لإعلام الحشد تلقت "ايلاف" نسخة منه، إن "اللواء 4 في الحشد الشعبي عثر على أكبر مركز إتصالات لداعش شمال شرق قضاء تلعفر"، مبينا ان "داعش أقدم على حرق المركز بالكامل لإخفاء جميع معلوماتهم".

وخلال سبعة ايام فقط أعلن جهاز مكافحة الارهاب الذي دخل مركز المدينة من المحور الجنوبي انتهاء مهامه القتالية، فيما أعلنت الشرطة الاتحادية التي تتولى المحور الشمالي الغربي مع الحشد الشعبي انتهاء مهامها القتالية كذلك.

وتقع ناحية العياضية على بعد 15 كلم شمال مدينة تلعفر واليها انسحب معظم عناصر التنظيم أمام تقدم القوات العراقية وفصال الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانبها بمساندة جوية من التحالف الدولي بقيادة امريكية.