فيما يبحث رئيس الوزراء التشيكي في بغداد اليوم مع الرئاسات الثلاث تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب التسليحي، فقد أكدت القوات العراقية أن داعش لم يعد يسيطر إلا على 6 بالمائة من مساحة قضاء تلعفر الشمالي في غرب الموصل، ولم يتبقَ هناك غير حيين تحت سيطرة التنظيم، الذي تم قتل 253 من عناصره.

إيلاف: استأنفت القوات العراقية الأحد تقدمها في اليوم الثامن من معركة تحرير تلعفر من سيطرة داعش لإنجاز مهمتها في السيطرة على كامل القضاء قبل حلول عيد الأضحى، الذي يصادف الجمعة، حيث ينتظر العراقيون خلال الساعات المقبلة إعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي رسميًا عن تحرير آخر معاقل داعش الرئيسة في البلاد بالكامل.

وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة عن تحرير 27 حيًا في تلعفر من مجموع 29 حيًا، وبنسبة 94% من كامل القضاء، حيث لم يتبقَ بيد داعش غير حيين، موضحة أن المساحة المتبقية تحت سيطرة التنظيم تبلغ 6 بالمائة فقط من مساحة القضاء الكلية.

وأكد قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان تابعته "إيلاف" أن المناطق المتبقية في شمال مدينة تلعفر مركز القضاء هي قرية علو والرحمة في شرق تلعفر وناحية العياضية والقرى المحيطة بها.. وقال إن تلعفر المدينة قد تحررت، ولم يتبقَ منها سوى حي العسكري والصناعة الشمالية، وهي بيوت متفرقة، وبذلك تم تحرير 27 حيًا من مجموع 29 حيًا بنسبة 94% من نسبة الأحياء الكلية.

قوات عراقية داخل أحياء تلعفر

وأجمل القائد العسكري ما أسفرت عنه معارك الأيام السبعة الماضية من القتال، مؤكدًا مقتل 253 داعشيًا و6 قناصين وتدمير 15 عجلة مفخخة وتفكيك 10 عجلات مفخخة وتفكيك وتفجير 324 عبوة ناسفة وتفكيك وتفجير 19 دارا مفخخة وتدمير 16 دراجة نارية و23 نفقا والاستيلاء على عدد من الأسلحة والأعتدة وأجهزة الاتصالات وتدمير 10عجلات متنوعة ومفرزتي هاون والعثور على سجن لداعش.

تلعفر بانتظار العبادي لإعلان تحريرها رسميًا
من جهته، أكد وزير الدفاع عرفان الحيالي قرب إعلان العبادي عن تحرير قضاء تلعفر، مؤكدًا أن تنظيم داعش قد انهار، ولم يعد قادرًا على الوقوف في وجه القوات المشتركة. 

وأشار الوزير خلال زيارته إلى تلعفر أمس إلى سير العمليات العسكرية، برفقة قائد عمليات تحرير تلعفر ومجموعة من ضباط الفرقة، توغلت إلى أرض المعركة، ليطلع بنفسه على التفاصيل الدقيقة والقريبة لها. وقال في تصريح صحافي: "قلنا لأهلنا في تلعفر نحن إليهم قادمون، ونحن الآن في تلعفر، وداعش انتهى".

وأشاد بدور الحشد الشعبي في تحرير تلعفر، والتنسيق العالي بينه وبين قطعات الجيش العراقي وباقي القوات المشتركة. وأوضح أن توجيهات القائد العام نقلت حرفيًا بالحفاظ على أرواح المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.

نداءات لمدنيي المناطق غير المحررة بالتوجّه إلى الآمنة
كما أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة عن إطلاق نداءات صوب المناطق غير المحررة في قضاء تلعفر تحث المدنيين على التوجه إلى المناطق الآمنة، وتطالب ما تبقى من عناصر تنظيم داعش بالاستسلام.

وقالت الخلية في بيان الليلة الماضية إن "مفارز العمليات النفسية تقدمت الأرتال العسكرية باتجاه المناطق المطلوب تحريرها، وأطلقت نداءات إلى العدو لغرض الاستسلام، ونداءات إلى المواطنين توجّههم إلى المناطق الآمنة والابتعاد عن العدو". وأشارت إلى أن المفارز أطلقت أيضًا نداءات من قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" يشكر فيها القطعات الأمنية والحشد الشعبي، ويحثها على المزيد من الانتصارات.

من جهة أخرى، أشارت الخلية إلى أن طائرات القوة الجوية ألقت مليون ‏منشور على ناحية العياضية في أطراف تلعفر لحث عناصر داعش على الاستسلام.‏ وأوضحت أن مفارز العمليات النفسية الميدانية ‏الراديوية والصوتية والاجتماعية والصورية باشرت عملها الميداني من أجل ‏إدامة الضغط النفسي على ما تبقى من عناصر إرهابية داعشية في ناحية العياضية.‏

وكان العبادي قد أعلن فجر يوم العشرين من الشهر الحالي إنطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر الذي يبعد 80 كيلومترًا غرب الموصل، مؤكدًا أن موعد النصر سيتحقق قريبًا، وأن مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

رئيس الوزراء التشيكي يبحث التعاون التسليحي مع العراق
هذا ويبحث اليوم رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا في بغداد، التي وصل إليها الليلة الماضية، مع الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب التسليحي،
وسيجري سوبوتكا خلال زيارته الرسمية هذه إلى العراق التي تستمر يومين، سلسلة لقاءات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بهدف توطيد العلاقات العراقية التشيكية وتوسيع التعاون التسليحي بينهما.

وكانت تشيكيا قد زوّدت العراق بعربات القتال المدرعة بي إم بي-1 ودبابات القتال الرئيسة T-72 تم تجديدها (إلى الطراز (MBTs) وبي إم بي-1 (عيار BVP-1) كما قدمت معدات عسكرية عاجلة إلى الجيش العراقي لدعمه في المعارك التي يخوضها ضد تنظيم داعش.

وكان وزير الدفاع التشيكي مارتن ستروبنسكي قال خلال زيارته إلى بغداد في نوفمبر الماضي إنه اتفق مع الجانب العراقي على "توسيع التعاون في المجال العسكري ضمن دعم القوات العراقية التي تقاتل داعش، إضافة إلى تقديم الدعم العسكري العاجل إلى القوات لإدامة زخم المعركة". وأضاف أن بلاده أرسلت ملايين من قطع الذخيرة إلى العراق لدعمه ضد داعش، وستوسع مجالات التعاون العسكري مع العراق خلال الفترة المقبلة. 

وأعلنت وزارة الدفاع التشيكية في مارس من العام الماضي مصادقة الحكومة التشيكية على صفقة لتسليم العراق 15 طائرة من طراز (L-159) الخفيفة المقاتلة بمبلغ 30 مليون دولار، وتوقعت تسليم الطائرات إلى العراق خلال عامين. 

وتسلم العراق حتى الآن 4 طائرات من هذا الطراز، والتي يستخدمها سلاح الجو العراقي في استهداف مواقع تنظيم داعش في شمال وغرب البلاد.