لندن: أوقفت الشرطة البريطانية رجلا ثانيا الأحد في إطار التحقيق في الاعتداء الذي وقع الجمعة أمام قصر باكينغهام في لندن فيما انطلق "كرنفال نوتينغ هيل" الشهير وسط اجراءات أمنية مشددة.

وأفاد بيان الشرطة أنه "تم توقيف الرجل للاشتباه بتورطه في ارتكاب او التحضير او التحريض على الارهاب عند الساعة 10,15 (09,15 ت غ) اليوم (الأحد) حيث وضع في الحبس الاحتياطي".

ويأتي الإعلان بعد ساعات على تبني تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءا بسكين استهدف جنودا في بروكسل وفي وقت كشفت اسبانيا أن حصيلة قتلى الاعتداءين اللذين وقعا في إقليم كاتالونيا ارتفعت إلى 16. 

وأشارت الشرطة البريطانية إلى أنها أوقفت الرجل البالغ من العمر 30 عاما في غرب لندن حيث تجري عملية تفتيش للمنزل كجزء من التحقيق. 

وأضاف بيان الشرطة أنه تم إصدار مذكرة لتمديد اعتقال الرجل البالغ من العمر 26 عاما والمتورط باعتداء الجمعة. 

وكان المشتبه به، الذي أوقف بموجب قانون مكافحة الإرهاب، أمسك بسيف عند محاولة عناصر الشرطة غير المسلحين القبض عليه بعدما توقف عمدا أمامهم خارج القصر، وهو مقر إقامة الملكة اليزابيث الثانية في لندن. 

هتافات بـ"الله أكبر"

وأفادت الشرطة أن الشخص المتحدر من لوتون على بعد 50 كلم شمال لندن، هتف "الله اكبر" عدة مرات واضطر عناصر الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لشل حركته.

وأفاد بيان سابق للشرطة أن عمليات التفتيش مستمرة في منطقة لوتون وأنهم يعتقدون أنه ارتكب الاعتداء بشكل فردي. ومنذ مارس، قتل 35 شخصا في ثلاثة اعتداءات نفذها جهاديون في لندن ومانشستر.

وتم تعزيز الاجراءات الأمنية في العاصمة البريطانية لحماية مئات الآلاف الذين يتوقع قدومهم لحضور كرنافال نوتينغ هيل، مهرجان الشارع الأكبر في أوروبا، والذي انطلق الأحد. 

وأفادت الشرطة قبيل انطلاق الحدث الذي يستمر لمدة يومين أن لا معلومات استخباراتية لديها تشير إلى إمكانية استهداف المهرجان باعتداء ارهابي، مؤكدة أن أعداد عناصر الشرطة في الموقع ستكون كما كانت العام الماضي. 

ولكنها أوضحت في الوقت ذاته أنه تم اعتقال 650 شخصا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مقارنة بـ300 العام الماضي. وأضافت أنه تم العثور على كميات كبيرة من السكاكين والأسلحة. 

وتتضمن باقي الاجراءات الأمنية التي تم اتخاذها عمليات تفتيش لايجاد أسلحة وسوائل لمنع وقوع هجمات بالأسيد واستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه.

وجاء الاعتداء الأخير في لندن بعد ساعات على هجوم مماثل نفذه رجل يحمل سكينا واستهدف دورية عسكرية في بروكسل حيث أفادت السلطات هناك أنها كانت "محاولة قتل إرهابية". 

وأشار المدعون في بلجيكا إلى أن المهاجم صرخ "الله أكبر" واندفع نحو الجنود من الخلف حيث طعنهم بسكين ما اضطر أحدهم إلى إطلاق النار عليه.

وتوفي المهاجم، وهو بلجيكي من أصل صومالي ولد عام 1987، بالمستشفى لاحقا متأثرا بجروحه.

ولم يعرف عن المهاجم الذي حصل على الجنسية البلجيكية عام 2015 بعد وصوله إلى البلاد سنة 2004، أي أنشطة مرتبطة بالإرهاب، رغم أنه كان لديه في سجله تهمة تتعلق بالاعتداء والضرب منذ فبراير، بحسب السلطات. 

ودهمت الشرطة لاحقا منزله في بروج، في شمال غرب بلجيكا. وأصيب أحد الجنود بجروح طفيفة جراء الاعتداء الذي أفاد حاكم بروكسل فيليب كلوز أن منفذه "تصرف بشكل فردي". 

وأعلن مجاهدو تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن الاعتداء السبت، مشيرين عبر وكالتهم الدعائية "أعماق" إلى أن "منفذ عملية الطعن في بروكسل هو من جنود (تنظيم) الدولة الإسلامية".

أوروبا متأهبة

ويأتي الاعتداءان في وقت تعيش معظم أوروبا حالة تأهب قصوى عقب سلسلة من الهجمات الدامية التي استهدفت القارة خلال العامين الماضيين. 

والأسبوع الماضي، وقعت عمليتا دهس في اسبانيا استهدفتا المارة في شارع لا رامبلا في برشلونة ومنتجع كامبريلس الساحلي. وأسفر الاعتداءان عن سقوط 16 قتيلا وحوالى 120 جريحا. 

وأفادت السلطات أن الضحية الأخيرة هي امرأة ألمانية تبلغ من العمر 51 عاما توفيت صباح الأحد بعدما كانت تتلقى العلاج في وحدة العناية فائقة. 

وقتل شخصان كذلك في عملية طعن بتاريخ 18 أغسطس في مندية توركو الفنلندية. ولا يزال أربعة أشخاص قيد الاعتقال على خلفية عملية الطعن التي تتعامل معها السلطات الفنلندية على أنها أول اعتداء إرهابي في البلاد.