إيلاف من لندن: اتفق العراق وتشيكيا اليوم على تعزيز التعاون العسكري والأمني بينهما لمواجهة الإرهاب وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والمساهمة في إعادة المدن العراقية المحررة وتأهيل المنشآت النفطية وإمكانية فتح قنصليتين تشيكيتين في البصرة والنجف. 

جاء ذلك خلال ترؤس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الاحد جلسة المباحثات الرسمية مع نظيره التشيكي يوهسلاف سوبوتكا، حيث أعرب عن اعتزازه بالعلاقات التأريخية بين البلدين وتقديره لموقف جمهورية التشيك الداعم للعراق في حربه ضد داعش وللتعاون القائم في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتطلع لتوسيعها في المجالات الاخرى وفي مقدمتها إعمار المناطق المحررة.

واضاف العبادي قائلا "اننا نسير بالاتجاه الصحيح في حربنا ضد الارهاب ونحقق انتصارات كبيرة ضد داعش الارهابي وآخرها مدينة تلعفر التي يجري تحريرها بتنسيق عالٍ بين مختلف تشكيلات القوات العراقية وتعاون من المواطنين".. منوها إلى أنّ جهود الحكومة العراقية تتركز حاليا على تحقيق السلام والاستقرار للمناطق المحررة وإعادة النازحين.. مشيرًا إلى ضرورة ان تؤدي المباحثات بين الجانبين العراقي والتشيكي إلى نتائج ايجابية لصالح الشعبين والبلدين الصديقين.

من جهته، قدم رئيس حكومة التشيك التهنئة بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية وبنجاح عمليات التحرير والحاق الهزيمة بداعش، مبيناً انها حرب عالمية ضد الارهاب. 

وقال "إننا حكومة وشعبا حريصون على دعم العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الحرب.. منوهاً إلى أنّ هذا التعاون العسكري والامني والتدريب يضاف للعلاقات العميقة والتعاون في المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والاجتماعية.

وأكد سوبوتكا رغبة بلاده بتوسيع التبادل التجاري وتوقيع اتفاقيات بخصوص التعاون في مجال الاستثمار وتسهيل مشاركة الشركات التشيكية في عملية الإعمار في العراق.

 

العبادي مستقبلا نظيره التشيكي في بغداد

 

مؤتمر صحافي مشترك للعبادي وسوبوتكا

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات مع نظيره التشيكي سوبوتكا تابعته "إيلاف"، فقد أشار العبادي إلى أنّ قوات بلاده قد اكملت تحرير مدينة تلعفر وانجاز السيطرة على ثلاثة اربعاء قضاء تلعفر الشمالي غرب الموصل بتنسيق كامل بين جميع القوات المشاركة في المعركة والتي تخضع بكاملها إلى القيادة العامة للقوات المسلحة.

وأشار إلى أنّ هناك اتفاقات عدة للعراق مع تشيكيا لتزويده بالطائرات ومختلف الاسلحة والاعتدة لمواجهة الارهاب، اضافة إلى التعاون التجاري والصناعي والزراعي حيث يجري العمل حاليا على توسيعها وتعزيزها.

ومن جانبه، أشار المسؤول التشيكي إلى وجود مجالات تعاون مفتوحة لبلاده مع العراق وفي مختلف المجالات.. ورحب بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية على تنظيم داعش منوهاً إلى أنّ حرب العراق هذه ضد الارهاب ليست معركة عراقية فحسب وانما ايضا معركة عالمية. 

واضاف ان تشيكيا وعبر التحالف الدولي ضد داعش تساهم من خلال استخدام للطائرات التشيكية الحربية في ضرب داعش. واوضح ان تشيكيا ساهمت باربعة ملايين دولار في تلبية الاحتياجات الانسانية في العراق، وهي تستعد قريبا للمساهمة بثلاثة ملايين اخرى للهدف نفسه قريبا.

وأكد ارتياح بلاده لفتح مركز في بغداد لبيع سيارات سكودا التشيكية مؤكدًا استعداد الشركات التشيكية للمساهمة في اعادة تأهيل المنشآت النفطية العراقية واعادة أعمار المناطق المحررة من داعش.

 

 

معصوم يدعو تشيكيا لإلغاء ديونها على بلاده

وخلال اجتماع الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع بوهوسلاف سوبوتكا، فقد تم بحث التطورات السياسية والأمنية التي تهم البلدين والسبل الكفيلة بالنهوض بها وتمتينها على المستويات كافة ودعم التعجيل في توقيع الاتفاقـيَّات ومُذكـَّرات التفاهم بين البلدين.

وأكد معصوم أهمية العلاقات التي تربط البلدين على المستويات التجارية والصناعية والعسكرية والثقافية داعياً الشركات التشيكية المساهمة في اعمار العراق لاسيما المناطق المحررة من الارهاب كما طالب الحكومة التشيكية بإلغاء المُتبقـِّي من ديونها على العراق من دون ذكر قيمتها. وشدد على اهتمام العراق بالاستفادة من الخبرات التشيكية في مجالات بناء المصافي وتطوير الصناعات النفطية والغازية والصناعات الثقيلة الاخرى لا سيما انتاج الالات الزراعية وصناعة السيارات وتعبيد الطرق، كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التشيكي سعي بلاده لاقامة أفضل العلاقات مع العراق وفتح آفاق جديد للتعاون المثمر مع العراق.. مشدداً على التزام بلاده بمساندة العراق، لاسيما في حربه التي يخوضها ضد الارهاب فضلاً عن رغبة الشركات التشيكية المساهمة في اعمار العراق معربا عن استعداد حكومته للتعاون الواسع في كافة المجالات.

 دعوة تشيكيا لفتح قنصليتين في البصرة والنجف

وخلال اجتماع عقده وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مع رئيس وزراء التشيك بوهسلاف سوبوتكا، فقد تم بحث سير العلاقات بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في مختلف المجالات، ودور التشيك في دعم العراق في الحرب ضد الارهاب.

وقال الجعفري ان العراق واجه حربًا عالمية ثالثة تمثلت بالحرب ضد عصابات داعش الإرهابية التي استهدفت الأسواق والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمعابد وكل مظهر من مظاهر الحياة لكنه خرج منتصرًا بفضل وحدة شعبه وقواته المسلحة بكافة صنوفها ودعم القوى السياسية ووحدتها ومساندة الدول الصديقة. وقدم الشكر لتشيكيا لدعمها العراق وتدريب القوات المسلحة والشرطة ومشاركة الطائرات التشيكية في ضرب مواقع داعش، إضافة إلى استقبال عدد من جرحى القوات العراقية ودعمه في المحافل الدولية.

 وأكد الجعفري استعداد وزارة الخارجية لتقديم الدعم لنجاح عمل البعثة الدبلوماسية للتشيك وتذليل العقبات أمام توقيع الاتفاقيات بين بغداد وبراغ وبكل المجالات داعيًا التشيك لفتح قنصليتين في البصرة والنجف لما لهما من أثر كبير في فتح آفاق للاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

من جانبه، شدد رئيس وزراء التشيك على إسناد العراق والوقوف إلى جانبه ودعمه بالعديد من المجالات.. مؤكدا بالقول"سنستمر بدعمكم حتى القضاء على الإرهاب والمساهمة في إعادة إعمار المدن العراقية".. مشيرًا إلى أن العلاقات بين العراق والتشكيك قوية وتسعى بلاده لتطويرها وبما يحقق مصالح الشعبين متطلعًا إلى توقيع اتفاقيات بين البلدين خصوصا مع وجود رغبة للشركات التشيكية للاستثمار في العراق.

وكانت تشيكيا قد زودت العراق بعربات القتال المدرعة بي أم بي-1 ودبابات القتال الرئيسية T-72 تم تجديدها (الي الطراز (MBTs) ) وبي أم بي-1 (عيار (BVP-1) كما قدمت معدات عسكرية عاجلة للجيش العراقي لدعمه في المعارك التي يخوضها ضد تنظيم داعش.

وكان وزير الدفاع التشيكي مارتن ستروبنسكي قال خلال زيارته إلى بغداد في نوفمبر الماضي إنه اتفق مع الجانب العراقي على "توسيع التعاون في المجال العسكري ضمن دعم القوات العراقية التي تقاتل داعش، إضافة إلى تقديم الدعم العسكري العاجل للقوات لإدامة زخم المعركة". وأضاف أن بلاده أرسلت ملايين من قطع الذخيرة إلى العراق لدعمه ضد داعش وستوسع مجالات التعاون العسكري مع العراق خلال الفترة المقبلة. 

وأعلنت وزارة الدفاع التشيكية في مارس من العام الماضي مصادقة الحكومة التشيكية على صفقة لتسليم العراق 15 طائرة من طراز (L-159) الخفيفة المقاتلة بمبلغ 30 مليون دولار، وتوقعت تسليم الطائرات للعراق خلال عامين. 

وتسلم العراق حتى الآن 4 طائرات من هذا الطراز، والتي يستخدمها سلاح الجو العراقي في استهداف مواقع تنظيم داعش في شمال وغرب البلاد.